يأتي بالتزامن مع شهر رمضان المبارك اليوم السُّعودي للمسؤولية الاجتماعية في الثالث والعشرون من مارس. ولعلَّها مناسبة جاءت في وقتٍ سطِّرت من خلالها المملكة وشعبها الكريم أسمى معاني المسؤولية الاجتماعية من حيث دعم وإسناد المحتاجين وتفريج هموم المكروبين وتيسير ما استصعب واستَعسر لدى الأسر ذوي الدخل المحدود والذي يأتي بدافع الإحسان الذي اعتدنا عليه ونشأنا به لا سيما علو ونمو الشعور بالمسؤولية اتجاه كل فرد في هذه البلاد. فهذه بداية لما نعيشه خلال هذه الأيام المُباركة ولكن عندما سنتحدث عن المسؤولية الاجتماعية وأهميتها لدى المملكة التي أكدت التزامها وحرصها عبر رؤية المملكة 2030 من خلال برنامج التحول الوطني ووضعت رؤية طموحة لمستقبل المنظومة القائم على تثبيت ثقافة المسؤولية الاجتماعية في مختلف القطاعات عبر تعزيز قيام الجهات بمسؤوليتها الاجتماعية لما لها من أثر على تنمية المجتمع والبيئة والاقتصاد. فالمملكة العربية السعودية -ولله الحمد- هي الأولى والرائدة في هذا المجال الذي يتلاءم ويتلاحم مع طبيعة ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على الإحساس بالآخر والمساندة والمساعدة وتقديم العون لمن يحتاج والاهتمام والإلمام بقيمة الإنسانية والإنسان. فالأمر لدينا لا يقتصر على مفاهيم نظرية وإنما أصول ثابتة نعمل عليها ولا ننفك عن تطويرها وزيادتها لما يخدم ويدعم المفهوم بشكل خاصٍ وعام. فعلى صعيد الأعمال أصبحت إدارات المسؤولية الاجتماعية في المملكة أساسية لكافة المنشآت وذلك لما للأعمال المرتبطة من أهمية وتأثير وتنمية مستدامة تعود بالمنفعة للمنشأة. عطفًا على رؤية 2030 التي جسَّدت الالتزام في تحقيق التنمية المستدامة ودعم المؤسسات في تبني ممارسات مسؤولة تحقق التكامل والتكافل ما بين النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية. للمسؤولية الاجتماعية أبعاد مختلفة ومتزايدة وتتصاعد من حيث كل ماله غاية في النجاح والوصول والإعمار.. فهي قيمة تنبع من الفطرة وتتصاعد وتنمو في في بيئة تحتضن وتحث على ذلك ويؤكدها دين عظيم ويرسِّخها شعور إنساني صاف. دون مسؤولية اجتماعية.. لن تبلغ الأفكار نجاحها ولا يصل النجاح إلى ذروته ودونها لا يصبح المجتمع حقًا "مجتمع" فإن المجتمع أصلُه التكافل والتعاضد والتعاون والاجتماع على ما ينفع ويزيد. وفي اليوم السعودي للمسؤولية الاجتماعية.. أفخر أنا وكل من على هذه الأرض الكريمة بما نشأنا عليه وما أكرمنا الله به من الإحساس المسؤول اتجاه الفرد المجتمع والشعور الدائم بتقديم العطاء اللازم الذي لن ينفد بحول الله وقوته. فالحمد لله من قبل ومن بعد، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة وأدام عزها، وحفظ مملكتنا الغالية وزادها من النعيم والنجاح والرخاء والازدهار. * رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد