كنهايات القصص المؤثرة جاء خبر نجاح الشاي في خفض هرمون كورتيزول المسبب للقلق في دراسات علمية ونشرت في علم الأدوية النفسية والصحف العربية بلندن داعما لكثير من قناعات الناس الذين اعتادوا تناوله من سن مبكرة وشعروا بمنافعه دون تجارب او توجيه. ولأنني كنت طرفا منفردا في نقاشات عائلية عديدة بسبب عدم السماح للأبناء بشرب الشاي في طفولتهم (ابيهم كان يعتقد بضرر الكافيين على تكوينهم ويسمح فقط بمشروب الكاكاو دون ملاحظة بأن الكاكاو ايضا يحتوي قدرا من نفس المادة المنبهة) بت اعتقد بأن دراسة الباحثين في جامعة لندن جاءت متأخرة قليلاً فها هم ابناؤنا وبناتنا يمرحون مع انواع المشروبات المنبهة وللطاقة دون تحديد في ألوان من الكوفي شوبس والمقاهي العصرية. وتعود بي الذاكرة الآن لصغيرتي البكر ذات العامين حينما تركت مقعدي في طاولة افطار ذات رحلة صيف وكان عليها اكواب الشاي مع بقية الأطعمة وكأس الحليب وعندما عدت لاحظت اختفاء نصف كوب الشاي فتساءلت مداعبة بصوت عال "من الذي شرب الشاي؟". ورأيت الصغيرة ترسل قبلاتها في الهواء لعمتها تشتري صمتها على ما يبدو وهي تردد بلغة طفولية آسرة "آما آما" تقصد عمة والأخيرة تهز رأسها موافقة تعاطفا معها، طبعا لم يكن مقبولاً ان تتناول الصغيرة الشاي بهذا العمر باعتياد الكبار ولكن في تقليد الأطفال وتطلعاتهم لنا يصبح عامل التذوق والتجربة واقعا لا مفر منه بحكم ان الممنوع مرغوب. الآن الدراسة العلمية تؤكد بأن الرجال الذين شربوا شايا أسود اربع مرات في اليوم لستة اسابيع حدث انخفاض لديهم في مستوى التوتر مقارنة مع مجموعة مراقبة شربوا بديلاً زائفا للشاي. وفي الدراسة جري تقسيم 75رجلاً ممن يشربون الشاي إلى مجموعتين تخلوا جميعا عن مشروباتهم المعتادة من الشاي والقهوة والمشروبات المحتوية على الكافيين. وقدم لنصفهم خليط شاي به كافيين بطعم الفاكهة مصنع من العناصر المعتادة لكوب من الشاي الأسود. وقدم للآخرين بديل يحتوي على الكافيين مماثل من حيث الطعم للخليط الاول لكن بدون عناصر الشاي النشطة. ولم يعرف أي من عينة الدراسة و لا الباحثين من يشربون الشاي الحقيقي او المزيف. وفي نهاية ستة اسابيع تعرض المشاركون لسلسلة اختبارات بهدف زيادة مستويات التوتر لديهم بينها اعطاؤهم مهلة خمس دقائق لإعداد وتقديم عرض لمسرحية. ووجد الباحثون ان مستويات التوتر وضغط الدم ومعدل ضربات القلب ارتفعت بنفس القدر عند المجموعتين غير انه بعد 50دقيقة من هذه المهام تراجعت مستويات هرمون كورتيزول بمعدل 47في المائة عند من شربوا الشاي مقارنة مع 27في المائة عند مجموعة الشاي المزيف. ويقول اندرو ستيبتوي من قسم علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة لندن وأحد معدي الدراسة انه لم يعرف اي عناصر في الشاي هي المسئولة عن الآثار الإيجابية التي اظهرتها الدراسة والتي ستدعم الصحة العامة، موضحا بأن بطء التعافي عقب التوتر الحاد ارتبط باحتمال اكبر للإصابة بمرض مزمن مثل مرض الشريان التاجي للقلب مع انه لم يتضح انه يقلص المستويات الفعلية للتوتر الذي نعاني منه فالشاي له اثر اعظم في اعادة مستويات هرمون التوتر إلى معدلها الطبيعي. وهكذا يعود لهذا المشروب براءته كما هي علاجاته النافعة.