ناشدت جمعيات التغذية وسائل الاعلام بكافة قنواته للتوقف عن بث اعلانات مشروبات الطاقة التي أثبتت التجارب والأبحاث عدم صحتها في امداد الجسم البشري بالطاقة والقوة طوال اليوم .. ورغم الاستمرار في ارتفاع المعدل الشرائي والاستهلاكي لمشروبات الطاقة هذه وازدياد الاعتقاد السائد بفوائدها رغم انه لم يثبت بعد صحة تلك الاعتقادات التي بات الجميع يؤمنون بها وبصحة ما جاء في الاعلانات المروجة لأنواع مختلفة منها في الحجم او الطعم والنكهة واللون والصناعة . مخاطر الإسراف في مشروبات الطاقة يشير الدكتور أسعد سعود " صيدلي " إلى موافقته من حيث المبدأ على أن مشروب الطاقة يعطي نوعاً من أنواع النشاط لدى البعض على أساس أنه مسألة نفسية بحتة ويقول صحيح انه حتى الآن لم تجُر دراسة على كل مشروب من مشروبات الطاقة لتبيان مدى فاعليتها لكن تم الكشف على انها تحتوي على انزيمات تنقل الطاقة إلى الجسم . إلا أن الاسراف في شربها مضر لأنها عبارة عن مكونات كيميائية ومجموعة فيتامينات، وقد تؤدي إلى حالة تسمم، أو يمكن أن تؤدي إلى تليف في بعض اعضاء الجسم عندما تزيد نسبة تداولها وتناولها عن حدها، كما أن الاسراف في تناولها على المدى الطويل يسبب تراكماً للمواد في الدم لا يتسنى للجسم التخلص منها بسهولة وسرعة . أما فيما يتعلق بالاعراض الجانبية فنلاحظ أن هذه المنشطات تؤثر في شهية الفرد وفي عملية امتصاص الجسم للغذاء وما يؤدي اليه من فقدان الوزن، اضافة إلى تأثير ذلك بشكل مباشر على الجهاز العصبي المحفز والمرتبط بحاجة الانسان إلى النوم والاستيقاظ ..!! ونظراً لما أثير في الفترة الأخيرة حول مشروبات الطاقة أو المشروبات المنبهة والتي غزت الاسواق السعودية بها من كل الأشكال والاحجام والطعم واللون في داخل تلك العبوات، فقد تم اتخاذ بعض الاجراءات من قبل عدد من الجهات الرسمية من بينها الجمعية السعودية لعلوم الغذاء التغذية حول صلاحية ومخاطر هذه المشروبات المنتجة ، وانتشار استهلاكها بين شرائح الشباب والمراهقين وبعض الاطفال وخاصة في أوقات الامتحانات . ففي هذا السياق يقول د .خالد علي المدني استشاري التغذية بوزارة الصحة، ونائب الأمين العام للجمعية السعودية للغذاء والتغذية عن الرؤية التغذوية لمشروبات الطاقة، وتأثيراتها الصحية المحتملة لمكونات تلك المشروبات المنبهة : هناك العديد من الملاحظات على مشروبات الطاقة، أو كما يسميها البعض المشروبات المنبهة والتي لوحظ ادمان الانسان لها، خاصة السعوديين دون تنظيم لطريقة تناولها، أو حتى الاستفسار حول مخاطرها العديدة وتأثيرها الصحي عليهم وهي كالتالي : التأثيرات الصحية السلبية المحتملة لمكونات المشروبات المنبهة : أولاً .الكافيين : يعتبر الكافيين أحد المكونات الرئيسة للمشروبات المنبهة ويوجد الكافيين أيضاً في الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى وبعض الأغذية، وقد تصل كمية الكافيين المتناولة من المشروبات المنبهة في جلسة واحدة إلى 240 ملجم " 3 عبوات " في الأشخاص المستهلكين لهذه المشروبات بكميات كبيرة .إن تناول الكافيين بكمية كبيرة من قبل الأشخاص الذين يتناولون هذه المشروبات بشكل كبير يثير القلق والاهتمام خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات الصحية الحادة المعروفة للكافيين مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والجفاف .إضافة إلى تأثيراته على التصرفات والإدراك .أما التأثيرات الصحية على المتعودين على استهلاك الكافيين " المزمنين " فتظل غير مؤكدة . بالرغم من عدم وجود معلومات عن تأثير استهلاك المشروبات المنبهة خلال الحمل إلا أن المحتوى العالي لهذه المشروبات من الكافيين يتطلب النظر إليها وأخذها في الاعتبار فيما يتعلق بالمتناول من الكافيين خلال مرحلة الحمل .ونظراً لاحتمال ارتباط الكافيين بولادة أطفال ناقصي الوزن والإجهاض الذاتي عند استهلاك كميات عالية من الكافيين فإن التوصيات تحث المرأة الحامل بأن لا تستهلك كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة و الشاي و المشروبات الغازية و المشروبات المنبهة " . وبالنسبة للمعلومات المتوفرة عن المتناول من المشروبات المنبهة عند الأطفال " أقل من 11 عاما " فينصح بأن يؤخذ في الاعتبار مقدار ما يتناولونه من هذه المشروبات التي تحتوي على كميات عالية نسبياً من الكافيين حيث لوحظ من الدراسات التي أعطي فيها الأطفال جرعة قليلة من الكافيين عدم حدوث تأثيرات أو كانت هذه التأثيرات بسيطة كما لوحظ تأثيرات غير ثابتة على المزاج والتصرفات والإدراك وحركات الجسم وفسرت بعض هذه التأثيرات على أنها مفيدة .ولكن أشارت بعض الدراسات أن جرعة قدرها 5 ملجم - كجم من وزن الجسم " تعادل 150 ملجم كافيين - يوم , 5 - 4 عبوات من مشروب الكولا لطفل عمره 10 سنوات ويزن 30 كجم " أدت إلى زيادة اليقظة وفرط التهيج والعصبية والقلق في بعض الأطفال خاصة أولئك الذين يستهلكون الكافيين بشكل منخفض عادة . تعتبر المعلومات عن احتمالية تفاعل الكافيين مع المكونات الأخرى للمشروبات المنبهة مثل التورين في الإنسان محدودة جداً وفد يكون لمثل هذه التفاعلات أو التداخلات المزيد من التأثير السلبي على الإنسان . ثانياً .الجورانا : الموطن الأصلي لنبات الجورانا هو أمريكا الجنوبية .يحتوي هذا النبات على مادة القوارانين guaranine وهي مادة مشابهة من الناحية الكيميائية للكافيين ولها تأثيرات منبهة شبيهة أيضاً بالكافيين .تضاف الجورانا عادة إلى المشروبات المنبهة إما بمفردها أو مع الكافيين .يرتبط التأثير المنبه للجورانا بمحتواها من الكافيين إذ يحتوي الجرام الواحد منها على حوالي 40 ملجم كافيين أي ما يعادل قوة كوب متوسط من القهوة .وبالرغم من أن المصدر الدقيق والنشاط المنبه للجورانا لم يفهم جيداً إلا أنه ذكر أن الجورانا تضفي تأثير منبه أطول مقارنة بتأثير كمية معادلة من الكافيين .أشارت تقارير علمية إلى تأثيرات سامة مرتبطة بالجورانا في التجارب التي أجريت على الحيوانات إلا أن المعلومات محدودة أيضاً في هذا المجال .وتمنع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حالياً استخدام الجورانا في الأغذية والمشروبات إلى حين الانتهاء من دراسة سلامتها .كما أن الجهات التشريعية في المملكة المتحدة واتحاد الدول الأوروبية تراجع أيضاً سلامة استخدام الجورانا في المواد الغذائية . ثالثاً .التورين: أشارت المعلومات عن المتناول من التورين من المشروبات المنبهة لدى المستهلكين أن متوسط المتناول من هذه المادة يومياً من المشروبات المنبهة يعادل تقريباً 400 ملجم ويزداد إلى 1000 ملجم لدى المستهلكين لهذه المشروبات بشكل كبير .أما أكثر الكميات المستهلكة من التورين في جلسة واحدة فبلغ في المتوسط 3 جرام وأرتفع إلى 8 جرام لدى المستهلكين للمشروبات المنبهة بشكل كبير .وتناول المشروبات المنبهة بكثرة يؤدي إلى استهلاك كمية من التورين تتجاوز بدرجة كبيرة الكمية المتناولة منه من الأغذية أو المشروبات الأخرى في اليوم .وبالرغم من محدودية المعلومات المتوفرة عن التورين إلا أن هذه المعلومات تشير إلى عدم وجود دلائل لتأثيرات سلبية للتورين عند هذه المستويات المتناولة ولم تستطع اللجنة العلمية للغذاء في الإتحاد الأوروبي في تقريرها حول هذا الموضوع من الوصول إلى قرار عن سلامة التركيز الحالي من التورين المستخدم في المشروبات المنبهة .حيث يتطلب ذلك إجراء المزيد من البحوث عن هذا المكون . رابعاً .جلوكيورونولاكتون : متوسط المتناول من هذا المكون الذي يدخل في تركيب المشروبات المنبهة حوالي 250 ملجم ويزداد إلى 700 ملجم لدى المستهلكين لهذه المشروبات بشكل كبير .متوسط المتناول من هذه المادة في جلسة واحدة 1800 ملجم ويزداد إلى 4800 ملجم لدى المستهلكين للمشروبات المنبهة بشكل كبير وتتجاوز هذه الكمية المتحصل عليها من هذه المشروبات أي كمية يمكن الحصول عليها من أغذية ومشروبات أخرى .المعلومات عن تقييم مخاطر هذه الكميات الكبيرة المتناولة من هذه المادة محدودة .