عندما نسمع عن رجل استطاع أن ينقل حياته من العوز الى الغنى.. فلا عجب . فالحياة لاتخلو من الفرص التي تلوح للجميع، وبما أننا مجتمع شبه ذكوري - او نحن كذلك - فقد قطفها الرجال، فأصبحنا - أي الرجال - نستورد ملابسنا وملابس اولادنا ونساءنا، كما استوردنا الرجال والنساء من الهند والسند، ليكملوا خياطة ماتبقى من ملابس!!! ولا عجب حتى أن امرأة انجليزية تصنع شماغي، وفرنسياً يصنع عباءة زوجتي . اسمحوا لي، ما كان لي أن أقحم نفسي في قضية من السهل التهرب منها او عنها، إلا ان صفحتنا اسمها البيت، ومن هذا البيت تجاوزت الكثير من الأسر حد الفاقة إلى التكفف، بل البعض راح الى الغناء. كل هذا من سيدة لم تتجاوز حدود بيتها، فمن مطبخها إلى مكينة خياطتها، ومن مقصها الصغير، أو علبة مكياج تمتلكها. فهل يستطيع الرجال فعل ذلك؟! لن أحكي عن سيدات يمتلكن (40) مليار ريال هربنا بها في (2007م) إلى دبي فقط، ولا نعلم إن كان لديهن المزيد في غير مكان - وان كانت هذه كارثة بحد ذاتها "ولكن هؤلاء السيدات يتطلعن إلى عمل مؤسساتي، وأنا لست بهذا الخصوص اكتب . سأختصر كل حكايتي في البيت، وداخل أسواره وجدرانه . بيت فيه عمل او متجر صغير قد غاب عن مجتمعنا الحديث، مع وجوده في الماضي القريب، لا اعرف سببا لهذا الغياب؟ اهو المجتمع؟ أم المسؤول؟! ولعل التوصية التي اوصى بها مجلس الشورى حديثا لعمل دراسة عن عمل المرأة تجاوب عن بعض تسأولاتنا! وتخبرنا عن السيدة الأوربية التي تتواجد في المعارض الدولية لتسوق بضائعها على الدنيا كلها، وتفتخر انه عمل منزلي ( home made ) وكم اتمنى ايضا على الدراسة "وان كان توقيتها متأخرا" ان لا تكون نتائجها تكراراً كتلك التي عملها مجلس القوى العاملة حينها، قبل اربعة عقود. أسئلة صغيرة أختم اليوم بها عامود هذا الخميس، لنقدم الأسبوع القادم إجابات، في جعبتي شيء منها، والبقية سأنتظره من تواصل كل قارئ لهذه الزاوية، يملك ولو كلمة، ربما استفاد واغتنى منها بيت بحاله. هل نعرف أدواراً لوزارة العمل اوالتجارة، او حتى وزارة الشؤون الاجتماعية تدعم اقتصاديات بيوتنا؟ ومن من رجال اعمال بلدنا الكثر "ولله الحمد" فكر ان يجعل من بيوتنا ورش عمل او مكاتب تساند اعماله؟ اما الجمعيات الخيرية والنسائية التي تبذل الجهد لتساعد المحتاج، ببذل المال والعطاء لكل اسرة تتردد على مكاتبها، الا يمكن لها ان تساعدهم ليقللوا من تكرار الزيارات؟ بل وتجعل من زوارها داعمين جدداً لأنشطتها؟ وأخيراً، وليس آخرا، أين نحن وفكرنا من سيدة الأعمال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها؟ باختصار، كل من كان أعلاه، نسي او أخفق أو تكاسل عن واجباته، إلا رجل واحد رحل عن دنيانا، ولكنه أبقى إرثا وفكرا، وأبقى يدا تعلم وتدرب، ويدا أخرى تساعد هذا المتعلم، ليقف صلبا، ويستثمر ما تعلم ليعيد صياغة بيته وحياته الجديدتان، انه الشيخ عبداللطيف جميل، الجميل في ذكراه ومثواه - باذن الله. وداعا، لنقف الاسبوع القادم على شيء من الافكار.