* لا يزال البعض من الذكور يطالبون بقيادة المرأة للسيارة، ذلك بعد أن عجز الرجل عن أداء ما عليه كما يجب بل بعد أن عجز عن قيادة سفينة اسرته إلى بر السلام، فقد أخفق وأهمل وتكاسل وأوكل إذا لم يكن الكثير فالبعض المهم من واجباته نحو زوجته وبيته وأولاده إلى السائق الذي (جعله) النائب عنه ليس في غيابه فقط بل وفي حضوره أيضا.. * إن من يحسبون علينا بالرجال في زمن الغفلة واللهو والبلادة هم من يطالبون المرأة بالخروج بل بإهانتها معتقدين ومتظاهرين بإكرامها!! فمنحوها مهنة السائق بعد أن قضوا على سلطتها داخل مملكتها وسلبوها مهامها واحضروا (خادمة) لتقوم بدورها نيابة عنها، واليوم يحتار ذكورنا! من يوصل الأولاد إلى مدارسهم؟! ومن يأتي باحتياجاتها وكأن دور الزوج -الأبن الأكبر- الأخ- الاب- قد تقلص حتى أعدم الغيرة، وفرط في القوامة، فهانت عليه كرامته وأضاع من بين يديه شرفه وعرضه.. * الآن وبعد تقادم هذا الزمن نقول من يأتي بأغراضنا ومن يؤدي عنا مشاويرنا؟ ومن اخترنا بعد السائق والخادمة، انظروا على من أتى الاختيار على الزوجة او الأم أو الابنة!! انظروا للهزل والضعف والجنون في فكر ذكور أمتنا اليوم هذا بدل أن تستيقظ فيهم الرجولة الحقة والشيم و(الغيرة) وحفظ ماء وجوههم وحيائهم وكرامتهم باستعادة دورهم المفقود أو الذي أتوا بالأجنبي ليقوم به!! فإن أحصوا اليوم مخاطر السائق فهل يستبدلونه بالمرأة؟!! (مالكم كيف تحكمون، أم لكم كتاب فيه تدرسون) قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون). (إنما يتذكر أولو الألباب). * إننا نحن من أفسد نساءنا حيث كل جنبات شوارعنا مزدحمة بالمطاعم، فاستبدلنا طعامنا بطعام هؤلاء الطهاة، ثم ملابسهن، فاستبدلنا مصممة لازيائهن من بنات جنسها ووطنها برجل أجنبي يخيط لها او ماركات غربية نستورد منهم لباسها، أتت إلينا التقنية فأدخلنا شرورها إلى منازلنا ليذهب الزوج إلى عمله وتعبث المرأة مع النت والعالم الآخر.. بالنتيجة اصبح لدينا أجيال من النساء (فاشلات) فالأم والأب لاهيان ودور العلم (لا تربي)، خرجت المرأة أو الفتاة لبيت زوجها (زوجة فاشلة) فإن كان من الصابرين قام هو (بتعليم) تلك الزوجة أ-ب-ت الحياة الزوجية من دورها في حياته إلى مطبخها ونظافة بيتها، وإلى تعلم الأدب والتعامل الحصيف مع من حولها من قرابة ثم مع الضيوف وإلى آخره، ثم إلى أن تأتي بالأطفال -لا حول ولا قوة إلا بالله- فالرجل من يقوم بثلثي شؤون رعاية الأطفال وملاحظتهم.. وإن كان دون صبر طلق وارتاح لماذا لأننا انتجنا للمجتمع أمهات قاصرات علماً وتربية وفكراً وعملاً. * عني شخصياً لا أرفض مبدأ قيادة المرأة لأي مركبة، وإن كنت أرى أن نساءنا الواثقات جديرات بقيادة (الطائرات) إن جدّ للأمة جدها!! فالمرأة المخلصة شجاعة وقلبها عن مائة رجل (خصوصاً) إن بقي حال رجالنا على ما هو عليه اليوم!! فمثل هؤلاء الذكور المحسوبين على الأمة بالرجال لم يحسنوا تربية أبنائهم وبالتالي لم يحسنوا تربية أبناء الأمة فالكثير من الشكاوى التي تطفوا على السطح في مراكز الشرطة ومكاتبنا، ومكاتب الرعاية الاجتماعية تشكو (الصبية) أو ما يسمون بأولاد الشوارع أولئك يتحرشون اليوم بالسائقين فكيف بحالنا إن وضعنا مكان السائق امرأة، وما خفي من الذكور عامة أعظم (أليس فيكم رجل رشيد)؟؟!! * إنني أقولها وبكل ثقة لن يتمكن مخلوق من النظر إلى (جوهرة مصونة) داخل محارتها، فالوصول إلى خير متاع الدنيا (الزوجة الصالحة) لا يكون إلا لرجل يحمل من المبادئ والقيم والكرامة والشيم ما تحمله أخت الرجال، وتفقع عين أشباه الرجال إن ظنوا أنهم سينالون من (الحرة) النظر إلى خيالها!! فأي هوس قاد الأمة لمثل هذا الجنون؟! وأي نظرة قاصرة أصبحوا ينظرون بها؟! فهؤلاء لا يتجاوز بعد نظرهم أرنبة أنوفهم. * هزلت ورب الكعبة أن يتكلم (المرتزقة) في شأن نساء أمة التوحيد، فهؤلاء لا .. يخافون عليها بل يخافون منها فجبنهم وخوارهم وعدم ثقتهم في أنفسهم جعلهم يرونها عبئاً ثقيلاً.. يريدون التخلص منه، فأخذوا يشغلون الأمة عن قضاياها المعلقة، بتعالي مطالباتهم بخروج المرأة وإلقائها إلى الأزقة والشوارع، كقطط الشوارع!! وليست لعمري هذه مكانة المرأة في الإسلام. قال تعالى (وقرن في بيوتكن..) الآية.. والله المستعان.