ارتفعت أسعار الدقيق في الرياض الى مستويات قياسية اثر نقص المعروض في المتاجر وظهور بوادر عجز في الدقيق الذي يعتمد عليه المستهلكون في حياتهم اليومية، وسط تصاعد التذمر داخل الأوساط الشعبية جراء التكلفة الباهظة لأسعار الطحين والسلع الأساسية الأخرى. وألقى مواطنون وباعة بالمسؤولية على مشاكل التوزيع والتخزين الذي يقوم به كبار تجار الجملة بهدف رفع أسعاره إلى مستويات مخيفة، لكن المشكلة الأكبر تكمن في مخاوف نشوء سوق سوداء لبيع الدقيق لمواجهة نقص الإمدادات، ما يعني أن الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع في الأيام المقبلة. وقال مواطنون وملاك لمخابز رئيسية في الرياض، أنهم "قلقون جداً" بشأن مشكلة نقص المعروض من الدقيق ووصول الأسعار الى مستويات قياسية، مشددين على وجوب معالجة هذه الأزمة على الفور. وأحد الأسباب التي سبقت لتبرير الوضع الراهن للدقيق في العاصمة الرياض هو تقليص الكميات الموردة للمخابز إلى النصف لتحقيق أغراض تجارية خاصة من قبل الموردين. وقال صالح أحمد قيس صاحب أحد المخابز بدأت تظهر الآن على السطح مشكلة وهي نقص في الدقيق في مدينة الرياض وذلك ظهر من خلال ارتفاع أسعار كيس الدقيق من 25ريالاً الى 45ريالاً للكيس الواحد حيث أننا نتعامل مع عمالة هي التي توفر لنا أكياس الدقيق حيث تشتري هي الدقيق من موزع فرط كما يسمونه وهم بالتالي يزيدون علينا الأسعار ونحن نشتريها رغم أن المكسب يقل في هذه الحالة ولكننا مضطرون لشراء الدقيق حتى لا يقف مخبزنا عن توفير الخبز للمستهلك.ومن وجهة نظري أن المسؤولية تقع على وزارة التجارة التي لا تراقب الأسعار ومن الأجدى لو وضعت أسعار موحدة كما هو معمول به بأمانة منطقة الرياض التي وضعت أسعار موحدة للسلع الاستهلاكية والتي تتغير أسبوعياً ولكن المشكلة أن هذه الأسعار على المراكز التجارية الكبيرة اما البقالات والتموينات فهي تتلاعب بالأسعار دون وجود رقيب. من جانبه يقول ناصر الناصر صاحب مخبز أتوماتيكي الأزمة موجودة وسببها تقليص ما يصرف لنا من دقيق فبعد أن كان مخبزي يحصل على 2000كيس دقيق أسبوعياً اصبحت 1000فقط في تقليص إلى النصف وهذا مما دعانا الى تقليل انتاج الخبز حتى نحافظ على وجودنا في السوق و لا ذنب لنا في ذلك فكثير من الناس يرمي بالتهم علينا وأننا نحاول استغلالهم وعلى حد علمنا أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق قد طلبت من الموزعين الرئيسين لها تحديث بياناتهم وإلا سيتم ايقاف التعامل معهم كذلك وجود نقص لديهم وقد سمعت أن هذه المشكلة ربما لا تصل إلى الأزمة كما يقول البعض لوجود الوعود بحلها مع مرور الأيام من خلال اعادة الوضع كما كان عليه سابقاً. "الرياض" قامت بجولة على بعض المراكز التابعة لمدينة الرياض كعرقة والدرعية فوجدت أن المخابز تقوم بعملها على أكمل وجه ولا يوجد أزمة كما ادعى الآخرون كما يقول أنور سليم صاحب أحد مخابز التميس حيث ذكر أننا نشتري الدقيق من قبل موزع يأتي إلينينا بشكل أسبوعي ورغم ارتفاع أسعار أكياس الدقيق من 25إلى 45ريال إلا أننا نشتري منه لحاجتنا إلى الدقيق ونحن نقوم بصنع أكثر من 1000رغيف بشكل يومي والحمد لله. الأستاذ طلال بن سعد الدعجاني المستشار القانوني قال إن مشكلة الدقيق ونقصه وارتفاع الأسعار في أسواقنا المحلية عائد أولاً إلى تلاعب موجود من تجار الجملة الذين يقومون بتخزين كميات كبيرة في مستودعاتهم وعدم عرضها على أصحاب المخابز والادعاء بأن هناك نقصاً من المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق من أجل التلاعب بالأسعار ورفعها على أمزجتهم كذلك كما نسمع أن هناك عمليات تهريب للدقيق إلى بعض الدول المجاورة قد يكون سبباً في نقص المعروض منه ودعا الدعجاني وزارة التجارة والجهات الرقابية الأخرى تكثيف جهودها للقضاء على هذه المشكلة ومحاسبة أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون الظروف لصالحهم..! الجدير ذكره أن بعض المناطق قد شكلت لجاناً من بعض الجهات كوزارة التجارة والمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق من أجل معرفة الأسباب ومحاولة معرفة الخلل في نقص الدقيق. "الرياض" حاولت الاتصال على أحد مسؤولي وزارة التجارة قسم التجارة الداخلية ولكن لم نجد تجاوباً بعد عرض المشكلة على الدكتور عبدالعالي العبدالعالي رئيس لجان مكافحة الغش التجاري والذي أكد عدم اختصاص إدارته بهذا الموضوع..!