رغم انتهاء العطل الذي أصاب صوامع الغلال في جدة وإعادة إنتاجها من الدقيق إلى طاقته الكاملة مع بداية الأسبوع الحالي إلا أن آثار أزمة نقص الدقيق التي بدأت منذ أسبوعين في أسواق جدة ما زالت موجودة لعدم انتظام التوزيع. وفيما أكد مسئولو مخابز بدء انتظام التوزيع أشار عدد من البائعين في محلات المطاحن إلى استمرار النقص فيما لا تزال الأسعار في بعض المحلات مرتفعة بحجة ارتفاع الطلب مقابل العرض. من جهتها أعادت مراكز التسوق الكبيرة أسعار كيس الخبز (حجم 4أرغفة ) إلى مستواها الطبيعي حيث بدأت بيعه بريال بعد ان رفعت سعره الأسبوع الماضي بنسبة 50% بحجة شح الدقيق وارتفاع أسعار مكوناته من الدقيق والزيت كما عادت بعض المخابز الصغيرة الى فتح أبوابها بعد أن أغلقتها الأسبوع الماضي وفي حين ظلت بعض محلات الدقيق على أسعارها المرتفعة التي وصلت إلى 85ريالا لدقيق البر أعادت بعض المخابز حجم أكياس الأرغفة إلى حجمها السابق ( 450غرام) للكيس بعد أن خفضت وزنه الأسبوع الماضي إلى ( 300غرام). في البداية أكد رئيس غرفة جدة صالح التركي أن الغرفة أبدت رأيها في موضوع ارتفاع الأسعار الذي طال الكثير من السلع بما فيها الدقيق وأن وزارة التجارة هي المعنية بهذا الموضوع . ويرى التركي أن الأسعار ستستمر في التزايد وسيظل تأثيرها على المواطن يتزايد بصفة يومية ما لم توضع خطة طويلة المدى لحل مثل هذه المشاكل. واشار فاروق صالح "صاحب مخبز" الى أن انتظام التوزيع بدأ يعود بشكل طبيعي منذ بداية الأسبوع الحالي بعد أن كنا نطالب بالكميات الطبيعية التي فلا نحصل إلا على نصفها مما أوقعنا في حرج كبير أمام المستهلكين لعدم قدرتنا على الوفاء بالطلبيات خاصة مع المؤسسات والشركات. وأضاف أن الأزمة بدأت تأخذ الآن طريقها إلى الحل بعد عودة إنتاج مؤسسة الصوامع إلى طاقته الكاملة. وتمنى صالح أن تنهي اللجنة التي كونتها وزارة التجارة ومؤسسة صوامع الغلال التلاعبات التي كانت تحدث من بعض التجار الموزعين الذين كانوا لا يفون بالتزاماتهم تجاه المخابز بهدف تحقيق مكاسب من جهات أخرى. ويؤكد عبد الرحمن محسن "صاحب محل لبيع الدقيق" أن ارتفاع الأسعار ما زال قائما في بعض المحلات بسبب التجار الذين وردوا لهم بالأسعار القديمة على اعتبار أن انتظام الإنتاج لصوامع الغلال ما زال في بدايته ولم يأخذ وضعه الطبيعي حتى الآن. وأضاف أن ارتفاع الأسعار أدى إلى خسائر للمحلات بسبب انخفاض معدلات البيع كنا نشتري الكيس ب 49ريالاً والآن نشتريه ب 83ريالاً في حين أصبح المستهلك يشتري كيلوين بدلا من 10كيلو غرامات. وتوقع محمد عبدا لله مشرعي "صاحب مخبز" أن تحل أزمة الدقيق إذا فعلت أعمال اللجنة المشكلة لحلها بشكل سريع واتخذت إجراءات صارمة حيال التجار الذين يتلاعبون في التوزيع. من جهته قال الموزع محمد احمد باسموم أن المشكلة الأساسية التي ستظل تواجهنا كموزعين تتركز في التأخير والتعجيز من قبل الصوامع حيث أصبحنا نجد صعوبات في الحصول على الكميات اللازمة . ويؤكد الموزع فريد محمد الوصابي كان يستلم 10آلاف كيس منذ خمس سنوات ومع مرور الوقت انخفضت حصته إلى 5آلاف كيس حاليا . وأضاف أن المشكلة التي تواجه الموزعين الآن تكمن في تأخير الفسوحات وطول الانتظار أمام أبواب مؤسسة الصوامع حيث ما زالت غير قادرة على الإيفاء باحتياجات المخابز وبالتالي انعكس ذلك على التعاملات المادية والمعنوية. وقال ضيف الله العتيبي "صاحب مخبز " لقد توقف العمل عندي منذ أيام ولم يسعفني احد لذلك اضطررت إلى الذهاب لمنطقة أخرى لأوفر ما أحتاج إليه من دقيق لأوفر لعملائي الخبز وأحافظ على سير العمل بالمخبز. وأشار عضو اللجنة المشكلة لحل أزمة الدقيق إسماعيل حمادة إلى أن التنظيم الذي طرحه فرع وزارة التجارة بجدة يدعو إلى التفاؤل حيث يقضي بإعادة ترتيب وبيانات الموزعين والاحتياجات الفعلية للمخابز مؤكدا أن الأزمة التي طالت الدقيق بجدة تعود إلى تعطل خمس صوامع دفعة واحدة والتأخر في صيانتها. ودعا إلى عدم المساس برفع أسعار الخبز مؤكدا أن هناك إجراءات ستتخذ ضد من يرفعون الأسعار.