جلست مع قلبي على طاولة قريبة من مدينة الاعين وعلى ضفاف الأهداب... جلست معه من أجل أن أعرف سبب عتابه عليّ،، سبب انشغاله عني،، سبب صده وهجرانه... اتوق إلى سماع نبضه... إلى سماع خفقانه... أتوق أن أسمع بإذني تضارب الدم بين أوردته وشرايينه... أتوق أن أدخل عالمه اللامحدود... انظر إليه وأسأله بارتباك شديد: ما الذي يشغلك عني؟!... أسند ظهره إلى الوراء وكأن السؤال أثقل كاهله... نظر إليَّ وكأنه ينظر إليَّ لأول مرة... تنفس الصعداء، مكث غير قليل من الوقت يحادث نفسه... ربما يشاور أوردته وشرايينه أو ربما يشاور الأعضاء الذين يسكنون حجراته الأربع... وفجأة يغلق عينيه عندها أحسست بظلام دامس يلفني بكلتا يديه... أحسست وكأنني في وسط غابة مليئة بالأشواك... أخذت أصيح به: ما بك أيها القلب القاسي لا تجيب!! ما بك تركن للظلام؟! لحظات قليلة فقط... ليأتي صوت من البعيد.. كأنه صوته أو ربما صوته.. سمعت صوتاً يقول: الأيام الماضية تخبرك وهذا الظلام جزءاً من الإجابة... ثم سكت، عندها أفقت على إجابة مبهمة لم أعرف لها معنى... عدت للظلام من جديد فربما أعرف مكان الإجابة... ربما اليوم ربما غداً!!!