فرضت المواجهات بين القوى الأمنية التشادية ومتمردين قرب نجامينا الملف التشادي على قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا الجمعة، بعدما كان جدول اعمال القمة شهد تغييرات اصلا نتيجة اعمال العنف المستمرة في كينيا. من جهة أخرى، انتخبت الدول ال 53الاعضاء في الاتحاد الافريقي وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الغابوني جان بينغ رئيسا للمفوضية الافريقية، الجهاز التنفيذي للاتحاد، بحسبما افادت مصادر دبلوماسية. وخلف بينغ الفا عمر كوناري الذي يرئس المفوضية منذ 2003واعرب عن رغبته في ترك منصبه. وقال موظف في الاتحاد الافريقي على هامش النقاشات خلال القمة "كنا منهمكين بالوضع في كينيا الذي القى بظلاله على النقاشات، الا ان هذا الهجوم في تشاد يقلقنا لا سيما ان نشر القوة الأوروبية بات رهنا بما يحصل". وأضاف المصدر "بالنسبة الى القوة الدولية الافريقية المشتركة المنتشرة في دارفور (غرب السودان)، فان نشر قوة أوروبية (في شرق تشاد وشمال شرق افريقيا الوسطى) كان مصدر ارتياح، الا ان الهجوم الاخير يعيد خلط الاوراق". ولم يشارك الرئيس التشادي ادريس ديبي في قمة اديس ابابا، فهو يقود عمليات جيشه الذي يحاول ان يضبط متمردين وصلوا على بعد حوالى خمسين كيلومترا من العاصمة. وامضى رئيس الوفد التشادي الى القمة وزير الخارجية احمد علام فترة قبل الظهر الجمعة وهو يجري مشاورات وخصوصا مع بعض الوفود الاوروبية. ولم يدل القادة الافارقة الذين انصب اهتمامهم الجمعة على الوضع في تشاد، بأي تصريح حول الأزمة في كينيا التي استحوذت الخميس على معظم نقاشات القمة. وتوجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي شارك في القمة الخميس، الى نيروبي الجمعة بهدف دعم جهود الوسطاء وابرزها الوساطة التي يقوم بها سلفه كوفي انان. وتسببت اعمال العنف في كينيا التي بدأت بعد الانتخابات الرئاسية في 27كانون الاول "ديسمبر" بسبب رفض المعارضة نتيجة الانتخابات واتهامها فريق مواي كيباكي، الرئيس الذي اعيد انتخابه، بتزوير الانتخابات، بمقتل نحو الف شخص خلال شهر ونزوح اكثر من 250الفا. وفي اطار الازمات والنزاعات الاخرى في القارة الافريقية، نظم الاتحاد الافريقي اجتماعا طارئا على المستوى الوزاري بعد تصريحات رئيس جزر القمر احمد عبدالله سامبي الذي قال انه ينوي التدخل في وقت قريب في جزيرة انجوان التي تتمتع بحكم ذاتي "من اجل استعادة وحدة اراضي جزر القمر". وقال مسؤول في مفوضية السلام والامن التابع للاتحاد الافريقي "نتفهم استياءه، انما لا بد من مواصلة المفاوضات، لا سيما ان الدولة التي تقود حاليا قوتنا على الارض، اي جنوب افريقيا، غير موافقة حتى اللحظة على مبدأ تنفيذ عملية مسلحة". ويرفض الكولونيل محمد بكر الذي اعيد انتخابه رئيسا لانجوان في العاشر من حزيران "يونيو"، تنظيم انتخابات جديدة، بعدما رفضت الدولة الفدرالية والاتحاد الافريقي الذي ينشر قوة عسكرية في جزر القمر، نتيجة هذه الانتخابات.