أكد نائب الأمين العام لحلف الناتو السفير كالاديو بيسكونيرو استعداد الحلف للتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في كافة المجالات وفي مقدمتها المساهمة في الاستقرار والسلم في المنطقة خاصة والشرق الأوسط بشكل عام. وقال بيسكونيرو وفي ندوة دور حلف الناتو في السلام والاستقرار الذي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوات المسلحة القطرية: ان الحلف الذي تأسس أصلاً من أجل إيجاد أوروبا موحدة وحرة يسودها السلام قد انطلق في اتجاه إيجابي مغاير بعد سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة إلى تفعيل الدور الدبلوماسي وتقديمه على العمل العسكري الذي هو مساند قوي لتفعيل الدبلوماسية، وان دور الحلف تجاوز تحقيق السلم والاستقرار في أوروبا للمساهمة مع تحقيق الاستقرار في العالم. من جانبه تحدث السيد نيكولا دي سانتوس رئيس قسم الشرق الأوسط ومبادرة اسطنبول في حلف الناتو عن دور الحلف منذ قيامه وإلى الآن، وقال ان هدف الحلف كان من أجل تحقيق السلام في أوروبا وتغليب الدبلوماسية في هذا الجانب "دون أن نطلق قنبلة واحدة". وأضاف ان مجلس الاتحاد الدائم في بلجيكا والذي يمثله سفراء لكافة الدول الأعضاء يتخذ قراراته بالإجماع، وانه يستمع إلى معارضة أي دولة من الأعضاء، مشيراً إلى أن ايسلندا وهي أصغر الدول الأعضاء تستطيع الاعتراض ووقف أي قرار، وهذا يعني ان القرارات لا تتخذ إلا بصفة جماعية ودون معارضة. وتحدث السيد سانتوس عن دور الحلف في الحل السياسي أو العسكري تجاه بعض القضايا وعن المهمات التي قام بها وخاصة العسكرية في البوسنة مثلاً للحفاظ على حياة المسلمين وإنقاذهم من المجازر التي ارتكبت بحقهم وكذلك وقف المذابح ضد المسلمين في كوسوفا وذلك بناء على توصية من الأممالمتحدة والتي اتخذ بشأنها حلف الناتو قراراً جماعياً بالعمل العسكري لوقف المذابح هناك. وأشار سانتوس إلى مهمات (الناتو) في أفغانستان وإلى مساهمات الحلف في دعم السلام في مناطق عديدة من العالم بالعمل مع المنظمات في إطار تحقيق السلام ومن أجل تأسيس حلف سياسي على كافة الأطراف للبناء والاستقرار. وأضاف ان الحلف لديه مفهوم استراتيجي لدعم السلام وذلك بدعوة الدول البرلمانية من أجل الدخول في حوارات امتدت من شمال افريقيا حتى مناطق عديدة في آسيا، وذلك لتحقيق السلام الذي لا تستطيع بعض الدول تحقيقه بمفردها. وأشار سانتوس إلى مساهمة الاتحاد في دعم الاستقرار والتعاون مع الجزائر وتونس وموريتانيا والأردن. وقال انه في عام 2004م اتجه الناتو إلى دول الخليج للبحث في كيفية إدارة الأزمة وكيف نحافظ على الاستقرار في عالم متغير، وقام أمين عام الناتو بزيارة المنطقة وسأل قادة هذه الدول كيف تريدون أن تكون المساعدة وهذه تعتبر مبادرة متعددة الأطراف.. ومن هنا فنحن نقدّم قواتنا للمساهمة في الاستقرار والسلام وهي مهمة في جانب التعاون بين دول المتوسط ودول الخليج.. وتعاوننا يمكن أن يكون تكاملياً، والمساعدة التي نقدمها هي مبدأ المساواة والمبدأ الثاني ان تقرر كل دولة حجم تعاونها مثلاً الجزائر تختلف عن قطر والإمارات ليست متشابهة مع الأردن أي اننا نعمم التعاون وفقاً لذلك.. أي الاختبار، بمعنى ان كل دولة تستطيع التعاون حسب رغبة وكيفية هذا التعاون واختيار نوعيته أو رفضه من اساسه دون فرض أو جدول محدد ومن هذا المنطلق نحن نسعى إلى ان نؤسس علاقة مستقرة مع الدول أي اننا نعد لإدارة الازمات. وكان سانتوس يتحدث في الجلسة الاولى التي ترأسها الدكتور حسن الانصاري رئيس مركز دراسات الخليج في قطر والتي كان عنوانها "دور الناتو في منطقة الشرق الاوسط الكبير من خلال مبادرة استنبول". وكانت الندوة افتتحت صباح امس برعاية رئيس الاركان للقوات المسلحة القطرية اللواء ركن حمد بن علي العطية الذي تحدث عن أهمية التعاون بين دول الخليج وحلف الناتو في تحقيق الاستقرار بالاضافة إلى اجواء التعاون الاخرى التي ستعود بالنفع على المنطقة. وقبل ذلك تحدث قائد مركز الدراسات الاستراتيجية في وزارة الدفاع القطرية العميد عبدالعزيز عبدالله آل محمود ثم نائب الامين العام لحلف الناتو. وفي الجلسة الاولى تحدث بعد السيد سانتوس الدكتور خالد ابا الزمات الأستاذ بقسم العلوم الإنسانية - كلية الآداب والعلوم - جامعة قطر الذي تحدث عن كيفية قبول الناتو في دول الخليج والعالم العربي، وهي تساعد في الحروب على دول عربية واسلامية، وطالب بأن تكون الأهداف واضحة في وقوف الناتو مع الحق ومتطلبات المنطقة في الاستقرار والتنمية وان تسود الشفافية في التعاون وتوضيح الادوار بين الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي. وتساءل الدكتور خالد الزمات كيف تثق دول ضعيفة وليست لديها القدرة اللازمة في التعاون مع الحلف وهي تواجه مخاطر من دول كبرى مشيراً إلى اننا لا نريد ان تكون الحلول العسكرية هي الحلول المطروحة ودول المنطقة لازالت تعاني من ويلات الحروب وهي ليست طرفاً فيها قائلاً: "نحن في المنطقة لا نريد ان نستبدل شرطي بشرطي آخر ولكن بطاولة حوار، وعقد مؤتمر علمي خليجي - اوروبي يناقش كيفية التعاون المطلوب وكيفية الاحترام المتبادل بين الشعوب. وتحدث الاستاذ عبدالعزيز بن عثمان بن صقر مدير مركز الخليج للأبحاث في دبي وقال ان التطورات في المنطقة تحتاج إلى وقفات ودراسات، فلدينا العديد من الملفات والقضايا من فلسطين والعراق والوضع في لبنان ثم الملف الايراني وما يمكن ان تتخذه الولاياتالمتحدة ضدها وهذا سيكون له انعكاسات كبيرة على المنطقة، هذا إلى جانب الدور الايراني في المنطقة وعلاقتها بالعديد من القضايا، عدا الصراع العربي - الاسرائيلي والذي نحن امام سيناريو خطير جداً فيما لو تم ضم غزة إلى مصر والضفة إلى الاردن بغية انهاء القضية الفلسطينية، هذا غير الملف اللبناني وتوسع العمليات الارهابية في المنطقة، اذن نحن امام قضايا كبيرة تستوجب المساندة والعمل لانهائها، واعادة الاستقرار وضمان الأمن في المنطقة، وإذا كنا نعول على حلف الناتو، أو كان الحلف يرى ان يستطيع القيام بدور ايجابي فعال فأعتقد انه من حقنا ان نسأل عن دوره في افغانستان حيث عادت حركة (طالبان) لتسيطر على 55% من اراضي افغانستان والناتو لم يعمل ما يجب تجاه ذلك، ولنعود الى المشاكل فإن ما يجري في المنطقة المحيطة بنا ينذر بمخاطر كثيرة على منطقة الشرق الأوسط حتى الوضع في باكستان قد يؤثر بشكل او بآخر على الاوضاع في المنطقة. واشار ابن صقر الى ان دول الخليج ترحب بتوسيع نطاق التعاون مع الآخرين، ولعل الناتو كيان يمكن الاعتماد عليه لكننا بحاجة الى مفهوم للتعاون اكثر من التدريب وهذا لا يعني التقليل من قواتنا في منطقة الخليج او من قوات درع الجزيرة، ولكننا ننشد تعاونا ايجابيا مع حلف الناتو، خاصة انه لعب دوراً مهماً في لبنان عبر ارسال قوات للمساهمة في حفظ الأمن والمطلوب من الحلف المساهمة في ضمان الممرات المائية في المنطقة وخاصة مضيق هرمز الذي هو طريق مهم وضروري جداً لنقل البترول والطاقة. كما ان على الحلف ان يتخذ دورا قياديا وايجابيا في العراق فيما لو تراجع الدور الاميركي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأخيراً اشار الأستاذ عبدالعزيز بن صقر الى اننا ننظر باستغراب الى تردد بعض دول الحلف في مهمات افغانستان من انسحابات او عدم زيادة القوات ثم انعدام التوافق بين اعضاء حلف الناتو، وهذا ما يجعل دول المنطقة تتردد في التعاون مع الناتو. وترأس الجلسة الثانية بعنوان "التحديات الأمنية في منطقة الخليج امن الطاقة" الدكتور عبدالوهاب القصاب مركز الدراسات الاستراتيجية في قطر وتحدث خلالها العميد جو عبدالعزيز عبدالله ال محمود قائد مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية، والدكتور صالح بن عبدالرحمن المانع مستشار بمكتب الأمن العام لمجلس التعاون الخليجي وكذلك الدكتور علي غانم العرمي عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. والجلسة الثالثة بعنوان "الوضع الراهن والآفاق المستقبلية للتعاون ضمن مبادرة استنبول والقيمة المضافة للناتو" كانت برئاسة خالد فهد الخاطر مدير العلاقات الدولية بمجلس التعاون وتحدث فيها كل من خليفة احمد السويدي وزير مفوض بوزارة الخارجية القطرية والدكتور البرتو بن - قسم الادارة الامنية والسياسية بحلف الناتو والأستاذ الدكتور عبدالله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت.