سعادة رئيس تحرير جريدة "الرياض" المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اطلعت على ما كتبه الكاتب بجريدتكم الأستاذ فهد عامر الأحمدي يوم الثلاثاء 1429/1/13ه بعنوان (كيف سيتحول يومك إلى 48ساعة) والذي يتحدث فيه عن أسرار المنبهات واستخداماتها العسكرية والتطوير الذي حدث فيها. وأود ان أشير في بداية حديثي إلى جماهيرية هذا الكاتب ومتابعته من قبل العديد من القراء وأسلوبه المتميز في عرض المواضيع وهو ما دعاني إلى تصحيح بعض المعلومات التي أوردها وعرض الملاحظة على الكاتب في هذه المقالة حيث كان بعيداً عن الرأي الطبي المهم في هذه المواضيع وأشار إلى المنبهات وكأنها كنز عظيم للبشرية ولم يذكر سلبياتها على مستخدميها في المقال اطلاقاً. ان التوقيت الذي عرضت به المقالة والمعلومات التي ذكرت فيها كانت اجتهادات خاطئة في العرض والتقديم فالمجتمع بكامل مؤسساته يحاول جاهداً توعية الشباب حول مخاطر استخدام المخدرات والعقاقير وخاصة الكبتاجون والذي يكثر مروجوه في أوقات امتحانات الطلبة التي سنستقبلها خلال أيام حيث ينشر المروجون اشاعات مغلوطة بين الطلبة عن تأثير العقاقير على القدرة على السهر والمذاكرة وهو ما أوقع العديد من الطلبة في مستنقع الادمان وتحولت حياتهم من بحث عن التميز والنجاح إلى بحث عن المادة المخدرة. لقد انحرفت مقالة الأستاذ فهد الأحمدي من تفريق بين أناس لا يستطيعون النوم وأناس يحاولون السهر إلى عرض للعقاقير المساعدة على السهر وفوائدها ونجاحاتها في مجال القوة والحروب وعلى الإنسان العادي وعدم ذكر لسلبياتها متناسياً ان متابعيه من شتى أصناف المجتمع وفئاته. وأود التوضيح للكاتب العزيز والقراء: ان الدراسات والأبحاث الصادرة من مراكز بحثية عالمية أكدت تأثر جسم الإنسان سلبياً بالسهر المتواصل وعدم قدرته على التركيز إذا زاد عن المعدل الطبيعي واستخدام العقاقير من أجل السهر محدود ولحالات محدودة ولفترة محدودة وبإشراف طبي لتأثيرها السلبي على خلايا المخ والذي لا يخفى على كل متخصص. وان عرض الدراسات حول هذا الموضوع يجب ان يتم بطريقة متوازنة وتستعرض السلبيات والنتائج الكاملة وعدم التغرير بلفظ "المستهلك العادي يقترب شيئاً فشيئاً من استخدام هذه العقاقير بدون قيود". فالمستهلك العادي كما وصفه الكاتب هو من وقع ضحية لهذه العقاقير التي لن يجدها المستهلك العادي إلاّ لدى مروجي المخدرات والذين قد يخلطونها بمواد أخرى ويزيدون الطين بلة، حتى امتلأت المستشفيات النفسية بمرضى الادمان والمرضى النفسيين بسبب المخدرات وامتلأت الشوارع بالمشردين الذين هم في الغالب نتاج تعاطي للعقاقير المنبهة والتي تقود إلى سلسلة من المواد المخدرة وتدمر المخ والأعصاب وتجعل المتعاطي منقاداً لها لا يفرق بين يومه وليله ولا يهمه سوى التعاطي حتى لو فرط في كل شيء وباع حتى شرفه. إنني بمثل ما احترم الدراسات والأبحاث أنوه إلى ان الواقع أدل منها ومن عايش حال المتعاطين ليس بمثل من قرأ عنهم ومن طارد المروجين واستشهد في سبيل حماية هذا الوطن من رجال مكافحة المخدرات لن يرضيه ان يتم التساهل بالقضية إلى هذا الحد أو ان يتم عرض مواد ممنوعة ومضرة على أنها ذات ايجابيات وتصلح وتفيد المستهلك العادي ولا يذكر سلبياتها ويجب علينا جميعاً توعية الشباب وكافة أفراد المجتمع بالمخاطر وعدم عرض المخدرات والعقاقير على الملأ بأسلوب يفتقر إلى مبادئ التوعية وقراءة الواقع. وحيث إننا مقبلون على فترة الامتحانات للطلبة فالواقع يحتم علينا زيادة التوعية لهم عن هذه العقاقير التي يكثر مروجوها بدعوى قدرتها على المساعدة على الاستذكار والسهر المتواصل وخاصة الكبتاجون والتي من آثار تعاطيها عدم الاستقرار والعدوانية والتوتر والخوف الشديد والشعور بالغثيان والتقيؤ وفقدان الشهية للطعام وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب. وكذلك اضطراب الحواس وضعف الذاكرة والتركيز. وأرق وصداع ودوخة وارتفاع حرارة الجسم والشعور بالبرودة وقد يحدث امساك واسهال. ويصاب متعاطيها بالاكتئاب وتنقصه الثقة بالنفس. وعلى الرغم من شعور المتعاطي بزيادة الطاقة والنشاط الا انها تؤدي إلى آثار عسكية تجعل امتحان الطالب امتهاناً لصحته ومستقبله. ومن أخطار التعاطي لهذه المادة الإصابة بتلف في خلايا المخ وظهور مرض الفصام العقلي لدى بعض المتعاطين. والإصابة بالأمراض النفسية واضطرابات الوجدان والذاكرة والسلوك. وللمتعاطي العديد من العلامات مثل: 1- العنف مع الآخرين بدون سبب. 2- الرغبة في التحدث مع الآخرين لفترات طويلة. 3- تآكل الأسنان. 4- القلق الواضح في الحركة والنوم. 5- النوم المفاجئ بعد بقاء الفرد لفترات طويلة مستيقظاً. 6- تقلب المزاج. 7- الاحساس بضلالات وهلاوس سمعية وبصرية. 8- نحافة الجسم بسبب فقدان الشهية للطعام والاضطراب الغذائي. 9- شحوب لون الوجه وظهور سواد حول العينين. 10- غثيان وقيء. وانصح الطلبة بالابتعاد عن هذه العقاقير ومروجيها وتبليغ الجهات الأمنية عنهم فهذه العقاقير مرض ووهم والاحساس بالنشاط والتركيز بسببها وهم وقتي وتجربتها قد تؤدي للادمان عليها فكم من طالب فَقدَ مستقبله بسبب حبه للتجربة بعد ان كان من الأوائل وأصبح مريضاً ومدمناً على المخدرات بكافة أنواعها. وعلى الطلبة بالاعتماد على أنفسهم في المذاكرة مع اتخاذ الوسائل الصحيحة لها. وأود ان أؤكد في الختام أنني على ثقة بحب الكاتب للشباب وحرصه عليهم وتوعيتهم عما يضرهم والغيرة على هذا الوطن وأوضح له معاناة الجهات التوعوية المتخصصة في المخدرات من بعض النشرات الإعلامية والكتابات غير الهادفة أو غير محسوبة العواقب والاجتهادات التوعوية الخاطئة والمسلسلات التلفزيونية والأفلام التي تعرض المخدرات عن طريق الفكاهة أو الترويج لمفاهيم خاطئة عنها أو عرض لمعلومات ناقصة أو مجهولة المصدر وتقتل جهد سنوات من العمل والتوعية وهو ما يدخل في دائرة الترويج غير المباشر للمخدرات. كما أتمنى من كاتبنا القدير الأستاذ فهد عامر الأحمدي ان يشاركنا التوعية للشباب عن المخدرات ومخاطرها حيث سيكون قلمه إضافة متميزة وناجحة لهذا العمل بجماهيريته وقرائه في جميع أنحاء الوطن العربي. وتقبلوا وافر التقدير والاحترام،،، مدير العلاقات العامة والإعلام بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض حمد بن مشخص العتيبي