«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يوقف تداول الكبتاجون بين شبابنا؟
يتناولونها أثناء الاختبارات لتعينهم على السهر
نشر في الرياض يوم 28 - 12 - 2004


المشاركون في الندوة :
د. أسعد بن محمد صبر
استشاري أول طب نفسي بمجمع الأمل الصحي
د. عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل
جامعة الملك سعود
د. راشد بن حسين العبدالكريم
مدير عام التوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم
أ. عبدالإله بن محمد الشريف
مدير إدارة الشؤون الوقائية
بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات
دراسات علمية متعددة أجريت على البرامج التوعوية التي تعتمد على التخويف والبرامج التوعوية التي تعتمد على التوعية وتزويد المعلومة أثبتت الدراسات أن التوعية المعتمدة على إعطاء المعلومة الصحيحة والتعويد والتعليم هي الأجدى في النفع لتقليل نسبة الإدمان، والمملكة في ظل وجود التقنية والاتصالات والفضائيات تتأثر بما دون اكتراث من أولياء الأمور ودون مراقبة من وزارة التجارة حيال بيع هذه المواد في الصيدليات وبشكل علني. وفي هذه الندوة نناقش الآثار المترتبة على المتعاطي وأبرز الأعراض وأبرز أساليب التوعية وهل الجهود المبذولة تفي بالغرض؟
٭ «الرياض»: الشباب ثلاث فئات، فئة تستحق الاحترام لانضباطها واجتهادها، وفئة وسط تمثل الشريحة الكبرى، وهي محور اهتمامنا في هذه الندوة خوفاً من انزلاقها تجاه الفئة السيئة. والفئة الثالثة تعتبر سيئة للغاية لتكاسلها وإهمالها مما أدى إلى أن تتعاطى المخدرات التي جرتها إلى الهلاك.
بداية هل لكم أن تقدموا لنا تعريفاً مبسطاً للمخدرات، من حيث أنواعها.. مع التركيز على المنبهات كالكبتاجون وغيرها؟
- د. راشد العبدالكريم: نجد أن الشباب في الغالب متحمسون ويبحثون عن الإنجازات سواء لأنفسهم أو من أجل الآخرين، وذلك بمعنى أن لهم أهدافاً سواء تم إعلانها أو قد تكون مضمرة ومبطنة، لكنه بالتأكيد يسعى إليها. والكثير من الشباب في هذا البلد ولله الحمد يبحثون ويسعون لتحقيق أهدافهم بطرق مشروعة قد تكون أفضل الطرق والوسائل لتحقيق هذه الأهداف وقد تكون دون ذلك، لكنها تبقى طرقاً مشروعة.. فالطالب مثلاً يريد أن يتفوق وينجز فلذا يُذاكر ويدرس كي يصبح من المتفوقين، أو أنه يحصل على الحد الأدنى من التحصيل بينما هناك فئة تريد تحقيق إنجازات دراسية وغيرها، لكن المشكلة الموجودة عندهم هي عدم رغبتهم في اتباع السبل والوسائل المشروعة، رغبة منهم باتباع الطرق القصيرة للتحقيق في فترة زمنية قصيرة حسب زعمهم، وغالباً أن هذه الفئة لا تصل إلى أهدافها المنشودة التي وضعتها لنفسها، وفي كثير من الأحيان نجد سلوكهم هذا له آثار عكسية.. تقربهم وربما تضر أيضاً بالمجتمع.
- د. أسعد صبر: المخدرات كتعريف هي المؤثرات العقلية، وسُميت بهذا الاسم لأنها تؤثر على وظائف العقل وعلى الطريقة التي يتحكم فيها العقل في المشاعر والأحاسيس وفي السلوكيات بمختلف أنشطة الجسم، وكذلك للمخدرات تأثير على النواحي العقلية، فكلمة مخدرات كلمة عامة تطلق على المؤثرات العقلية، وهذه تُقسّم إلى فئتين: فئة مخدرة ومثبطة وفئة منشطة ومحفزة، فالمثبطات تبدأ بالكحول ثم يندرج تحتها الحبوب المهدئة أو المخدرة وكذلك الأفيونات وأقوى ما فيها هو الهيروين وكل هذه تعتبر مثبطات للجهاز العصبي، بينما المنشطات هي مجموعة أخرى وهي الأكثر استخداماً لدى فئة الشباب صغار السن، لأنها تحفز نشاط الجسم وتبعث على الحيوية والقدرة على العمل والإنجاز وأيضاً تحسن المزاج وهذا كله سوف يشعر به المتعاطي في البداية، لكن مع الإدمان عليها سيبدأ الإنتاج لديه والحالة النفسية بتدهور مستمر حتى يدخل في اكتئاب نفسي، فالذي يشجع على تعاطيها بداية هو تحسن المزاج فيشعر الإنسان أنه متعلق بها ولا يستطيع تركها فيدخل في الاستعمال الكثير مع زيادة الجرعة حتى تتدهور حالته. ولذلك أول ما صُنعت من أجله هذه المنشطات هو للاستخدامات الطبية ولعلاج بعض الحالات النفسية. ولكن لإساءة استخدامها أصبحت محظورة ومن الأدوية المقننة التي لا يمكن صرفها بوصفة طبية إلا في حالات محدودة جداً، ومع ذلك أصبح تصنيعها كمادة غير قانونية، ولذلك يتم استخدامها خفية وأصبح استهلاكها كبيراً جداً، والاسم العلمي لها كمنشطات هو (VITAMINS) وأحدها الكبتاجون المتوفر حالياً والذي يعتبر الأكثر استخداماً في منطقتنا وهو من المنشطات التي يتم استخدامها استخداماً غير طبي.
- د. عبدالعزيز الدخيل: يجب أن تكون التوعية فيما يتعلق بالشباب وأيضاً الصغار صادقة، وذلك بإعطاء الحقائق كما هي، ولا يخفى علينا ان المخدرات فيها لذة ،ولكن السؤال هو هل تدوم هذه اللذة أم تكون مؤقتة؟ وعلينا أن نبين هذه الحقيقة للشباب، وغالباً ما نرى أن البرامج التوعوية تقوم بتسهيل الأمر أو عدم إعطاء الحقيقة وهذا ينعكس على الشباب، فمثلاً نجد أن برامج التوعية تقوم بصياغة بعض الجمل غير المفيدة منها: «إذا شربت الكحول فإنك ستسرق أو تموت»، خاصة أن هذا الشاب غير غريب عن المجتمع، حيث إنه يرى أباه أو خاله المتعاطي ولم يمت بسبب إدمانه، وعند ذلك كل ما يتم ذكره عن المخدرات سوف لا يثق به هذا الشاب ويعتبره كذباً، ولذلك يجب أن تكون التوعية واضحة وصريحة.
- د. راشد العبدالكريم: هناك دراسات علمية أُجريت على البرامج التوعوية التي تعتمد على التخويف والبرامج التوعوية التي تعتمد على التوعية وتزويد المعلومة، وأثبتت الدراسات أن التوعية المعتمدة على إعطاء المعلومة الصحيحة والتعليم هي الأجدى نفعاً في تقليل نسبة الإدمان، أكثر من البرامج التوعوية التي تعتمد على التخويف والترهيب وإعطاء معلومات غير صادقة.
٭ «الرياض»: هل تعتبر المنبهات ظاهرة موجودة في المجتمع الآن؟
- د. راشد العبدالكريم: هذا يعتمد على تعريفنا للظاهرة، وهذه المنبهات لا شك بأنها موجودة في المجتمع الآن وكذلك في المدارس، ولكنني استبعد أن تكون بلغت حد الظاهرة، لأن المبنهات شيء غير ملاحظ في المدارس بشكل يجعل منها ظاهرة. ولكن هناك بعض الحالات التي لا نستطيع نكرانها موجودة في المدارس ونحن لا نود أن نقول هناك ظاهرة موجودة في المدارس حتى لا نثير جواً يوحي بالخوف عند أولياء الأمور، ولو اننا نفضل أن يكون هناك نوع من الخوف عند أولياء الأمور، يحفزهم لمتابعة أبنائهم وتنويرهم. والآن لا يوجد لدينا إحصاءات دقيقة حول التعاطي في المدارس، خاصة اننا نقوم بعمل ما يسمى بقائمة المشكلات السلوكية ونسأل الطالب حول التعاطي، وهل هو من المتعاطين أم لا. فالنسب التي تأتينا نجد انها متدنية جداً جداً، وأجزم أن هذه النسب غير صادقة، خاصة أن المتعاطي لا يذكر تعاطيه للمخدرات، ولكن على الرغم من ذلك لا يصل الأمر إلى كونه ظاهرة مقلقة، ولكن يجب التصدي لهذه السموم، والجهود مبذولة في هذا الاتجاه.
٭ الرياض»: هل المستوى الاجتماعي للفرد له دور في تعاطي الحبوب المخدرة؟
- د. عبدالعزيز الدخيل: ليس المستوى الاجتماعي بقدر ما هو المستوى الثقافي، وربما في بعض الأحيان قد تنتشر ثقافة معينة، ومن ضمنها قد يكون تعاطي المخدرات أو أحد أنواع المخدرات، وهذا الانتشار يصبح مألوفاً ومقبولاً بين جماعة معينة، ذات ثقافة واحدة فرعية. وهناك ربما بعض القرى فيها يوجد هذا النوع من الثقافة والقبول بهذه السموم ولو بشكل غير معلن.
- أ. عبدالإله الشريف: لا شك أن الإخوة قد غطوا ظاهرة ما يسمى بظاهر تعاطي المخدرات، وأقول إن المملكة في ظل وجود التقنية والاتصالات والمواصلات وسهولتها والفضائيات تؤثر وتتأثر بما حولها من دول العالم، والآن الكل يعرف أن دول العالم كلها لديها مشكلة مخدرات، لكن ولله الحمد عندما نقارن الاحصاءات والمؤشرات نجد أن الدول العربية بشكل عام أقل تعاطياً بالسموم من غيرها من الدول الأخرى. والآن كما هو معروف من قبل المتابعين أن هناك «185» مليون مدمن في العالم، وحسب إحصائية المنظمة العالمية أو منظمة الصحة العالمية بأن هناك «400» ألف مدمن عربي عام 2003م، وهذا ما أشار إليه المكتب الاقليمي لمكافحة المخدرات والاتجار بها الموجود في القاهرة وشمال افريقية، ونجد في المملكة ولله الحمد وبجهود حكومتنا الرشيدة أن المخدرات لدينا ظاهرة ولم تتحول إلى مشكلة، حيث إن الحالات التي تتعاطى المخدرات قليلة جداً مقارنة مع الدول الأخرى، لكن لا يعني هذا أن نتساهل في هذا الأمر، حيث إن الدولة وضعت خططاً كثيرة لمحاربة المخدرات، منها عقوبة إعدام المهربين والمروجين للمخدرات وأنشأت مستشفيات الأمل لعلاج مدمني المخدرات، وشكلت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمحورين رئيسيين وهما: التوعية بأضرار المخدرات والرعاية اللاحقة للمدمن بالتنسيق مع وزارة الصحة، وأيضاً أنشأت الدولة جهازاً متخصصاً لمكافحة المخدرات تتبعه عدة إدارات وشعب وأقسام، وكل هذا يعمل بالتنسيق مع رجال الحدود والجمارك لمحاربة المخدرات، وهذا هو ما تقوم به الدولة لحماية الأبناء وأيضاً المقيمين من هذه المعضلة، وهناك برامج كثيرة فيما يتعلق بالتوعية من أضرار المخدرات، ونحن نعلم أن برامج التوعية عمرها الزمني لا يتجاوز العشرين سنة، فلابد أن الدولة تستخدم جميع الوسائل الإعلامية لتصل الرسالة إلى الطالب. وبالنسبة للمستويات الثقافية في المجتمع نجد أن لاختلاف الثقافة والمجتمع والتركيبة السكانية له دور في نسبة التعاطي، لكن نجد أن أكثر المتعاطين للكبتاجون أو الحبوب المنشطة هم من طلاب المدارس ومن الصفوف الدنيا - المتوسط - حتى أن هذا الداء قد وصل إلى صفوف الجامعات، ولا شك أن أكثر المتعاطين هم في مرحلة المراهقة.
- د. راشد العبدالكريم: هناك ترابط بين تدني المستوى الاجتماعي الثقافي وبين تعاطي المخدرات على الأقل بين الشباب وصغار السن، فالملاحظ أن المخدرات تنتشر في المجتمعات المتدنية ثقافياً ومادياً، وهذا جرى استنتاجه من خلال اتصالنا بالمدارس، وغالباً نجد أن المدارس التي تعاني من هذا الداء تكون في المجتمعات المتدنية اجتماعية وثقافياً وتعليمياً.
- د. عبدالعزيز الدخيل: نلاحظ بشكل واضح أننا نعتمد على احصاءات خارجية حتى ندلل على حاجة موجودة عندنا، وهذا يدل على نقص الدراسات الموجودة لدينا، ولا توجد لدينا دراسات حقلية أو وبائية والتي ترصد المشكلة حتى نستطيع معرفة حجمها ومدى انتشارها، وهذا بالطبع يندرج على أمور كثيرة من ضمنها ظاهرة التعاطي، فلدينا نقص كبير فيما يسمى بالدراسات الحقلية، والآن لا نستطيع أن نجزم بأن هناك نسبة كبيرة من طلاب المدارس تتعاطى المخدرات، وهل هذه ظاهرة أم لا، وفي أي المناطق ينتشر هذا السم ومن هم الذين يتعاطون هذه السموم وما هو مستواهم الاجتماعي؟
ولو أن أحدنا أراد أن يقوم بدراسة حول هذه الظاهرة لربما قد تواجهه بعض المشكلات من قبل المسؤولين وقد لا يحصل على المعلومات التي يحتاجها، ولا شك بأن أمام الدارس لهذه الظاهرة عقبات جمة.
- أ. عبدالإله الشريف: كل الدراسات مهيأة لأي باحث أو دارس وفي جامعة نايف للعلوم الأمنية يوجد هناك دراسات ميدانية وعلى كل منطقة، وأيضاً معهد الإدارة بالجامعة مكتبته مفتوحة للباحثين، ولا ننسى بأن هناك دراسة تُنفَّذ منذ ثلاث سنوات على مستوى دول الخليج وهي بعنوان «خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية» وتشرف عليها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالمملكة، وهذه الدراسة تتكون من أحد عشر محوراً، وسوف تصدر نتائجها بحول الله. وهناك دراسة أيضاً برئاسة الدكتور جابر سالم موسى أستاذ في كلية الصيدلة عن ظاهرة انتشار المواد المخدرة في المملكة، وذلك من أجل وضع قواعد معلوماتية في المملكة عن ظاهرة المخدرات. ولكن نقول هناك نسبة تعاطي مخدرات موجودة في المملكة سواء حب الكبتاجون أو الحشيش أو الهيروين ولكن كل مادة لها نسبتها. ومن باب الاحتياط نأمل من اللجنة الوطنية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات على تحصين الشباب والأطفال والمراهقين بقدر المستطاع حسب الإمكانات والوسائل المتاحة.
٭ «الرياض»: نجد أن الأسر تلقي باللائمة على المدرسة، بينما المدرسة تلقي باللائمة على المجتمع ووسائل الإعلام، برأيكم علي من تقع مسؤولية تفشي هذه الظاهرة؟
- د. راشد العبدالكريم: كأي ظاهرة اجتماعية أخرى فإننا لا نستطيع أن نحدد سبباً واحداً يؤدي لوجود هذه الظاهرة، ولكن هذه الظاهر يتآذر في إيجادها عوامل متعددة وإن كانت بنسب متفاوتة، فتعاطي المخدرات أمر يتطلب السرية، وأيضاً نحن في المدارس نحاول أن نتعاطى مع الموضوع بسرية، فالسرية تكتنف الموضوع من جانب تعاطي الطالب ومن جانب معالجته، أما بالنسبة للمسؤولية وعلى من تقع فأقول: إن الكل يتحمل المسؤولية وإن كانت بنسب مختلفة كما ذكرت، لكن في الحقيقة المدرسة لا يمكن أن تتحمل مسؤولية ترويج هذه الأشياء وإشاعتها، إلا إذا كان عن طريق الأقران في المدرسة وهذا أمر غير مقدور عليه، ولكن لا يوجد بأنشطتنا ولله الحمد ما يشجع على مثل هذه الأمور، لكن لا شك أن الإعلام له دور كبير في هذا الأمر سواء الإعلام المرئي أو المقروء أو المسموع، فالكثير من هذه السلبيات قد وردت إلى مجتمعنا من خلال قنوات إعلامية متعددة وغالباً خارجية وموجهة إلى هذا البلد، وحتى لو حملنا المسؤولية للإعلام فيجب أن لا نعفي الأسرة من هذه المسؤولية، فهي تتحمل دوراً كبيراً ومسؤولية كبيرة تجاه الأبناء، ويجب ألا نقلل من هذه المسؤولية.
- د. سعد صبر: مسؤولية الوعي بالنسبة لقضية المخدرات لدى الشباب مسؤولية موزعة على جميع القنوات أو الجهات في حياة الشاب، فنحن نحتاج إلى وعي اجتماعي على مستوى المجتمع، ونحتاج إلى وعي إعلامي ونحتاج إلى وعي أسري وإلى وعي مدرسي، فكل هذه الجوانب يوجد خلل فيها من خلال عدم وجود وعي بإمكانية واحتمالية أن يتعاطى الشاب المخدر ووجود المخدرات في أوساط الشباب، وأيضاً عدم الوعي بخطورة تعاطي الحبوب المنشطة والمخدرات عموماً وعدم الوعي بما يترتب عليها من أمراض نفسية وجسدية فكل هذه الأمور عندما يقل الوعي بها فمن السهل أن يقع الشاب فريسة لمثل هذه المخدرات. أما أن نجعل المسؤولية على جهة واحدة فهذا حسب اعتقادي مضيعة للوقت، فنحن نحتاج من كل جهة أن تبذل ما بوسعها لمحاربة هذه المشكلة.
٭ «الرياض»: من خلال شرح تفصيلي علمي ما الآثار المترتبة على تعاطي المنبهات؟
- د. أسعد صبر: نجد أن الحبوب المنشطة لها آثار كثيرة على الجسم تبدأ من أثرها على المخ ثم أثرها على الجسد ثم أثرها على السلوكيات والحالة النفسية لمتعاطي الحبوب وعلى اختلاف الكمية التي يتعاطاها والمدة. وبداية نجد أن تعاطي الحبوب المنشطة يسبب زيادة في إفراز مادة (الدبومين) و(النوربنفري) في خلايا المخ، وكل هذه المواد عندما تزيد نسبتها في المخ تؤدي لآثار نفسية وسلوكية، فتبدأ في البداية بزيادة النشاط الحركي لدى الإنسان والانبساط الزائد وكذلك تقلل من الشعور بالتعب وتزيد الحماس وكثرة الكلام والحركة وتكرارها وتشكل الضعف في الحاجة للأكل وفقدان الشهية ونقصان الوزن وأيضاً تسبب العدوانية والعنف في تصرفات المتعاطي، ثم يندرج عليها تعاطي الحبوب بحسب الكمية التي يتعاطاها الإنسان، وبداية عندما يتعاطى الشخص المخدرات لأول مرة يشعر بالاحتياج لديه لهذه المادة والارتباط بها حتى يصل إلى زيادة الجرعات ثم مع طول الاستخدام يصبح هناك ما يسمى «الاحتمالية» وهي ان يحتاج الشخص إلى زيادة الجرعة ليصل إلى نفس المفعول الذي كان يأخذه في الماضي، ثم يصبح الشخص مع طول فترة التعاطي لديه الشعور بالقهر لاستخدام المادة فيصبح دائماً محتاجاً إلى تعاطي المادة مرة تلو الأخرى حتى وان لم يرغب في ذلك. وإذا تعاطى الإنسان هذه الحبوب فإنه سيتعرض لمشكلات جسدية منها ضعف في عضلة القلب وفي الإشارات العصبية في عضلة القلب ويتعرض لتهيج في عضلة البطين القلبي ويتولد لديه زيادة مفاجئة في ضغط الدم وزيادة في درجة حرارة الجسم وكذلك سيصبح معرضاً للتشنجات أو الاختلاجات العصبية في الجهاز العصبي.
ثم في الاستمرار في التعاطي سيصبح لديه تهيج في الجهاز العصبي ونقص في وظائف القلب وزيادة في ضغط الدم.
والجرعات الزائدة تسبب عادة ارهاقاً زائداً ونوبات من حالات الذهان ويصبح لدى المريض عنف زائد ونوبات من حالات الذهان ويصبح لدى المريض عنفاً زائداً والتهور في التصرفات وقيادة السيارة والتعامل مع الآخرين. ومع طول الاستخدام أيضاً يصبح المخ معرضاً للتلف في خلاياه والتلف في العروق الدموية، وكذلك سيتعرض لحالات الذهان المزمنة، وإذا توقف الشخص عن التعاطي سيصبح معرضاً لاضطرابات نفسية منها الاكتئاب ومنها حالات الذهان وتأتي نتيجة الجرعات الزائدة والإدمان عليها لمدة طويلة مما يعرضه لوجود هلاوس سمعية وحسية وحالة هذيان ونوبات الفزع والهلع والاضطرابات المزاجية. لكن أكثر الحالات النفسية التي تحصل للإنسان المدمن هي حالات الذهان، وهذه الحالة يبدأ الإنسان من خلالها بجلب الشكوك الكثيرة لما حوله، حيث يشك في زوجته وفي الآخرين بأنه مراقب من قبلهم وملاحق، وان هناك مؤامرة تُحاك ضده ويسمع دائماً أصواتاً تسبه وتعنفه ويصبح لديه ضعف في الحكم السليم على الأمور وضعف في الاستبصار.
- د. راشد العبدالكريم: هناك فكرة لدى أغلب الشباب وهي أنه يريد استخدامها فقط أثناء الاختبارات مما يؤدي بعد ذلك إلى إدمانه، لذلك أقول ان الاشكالية في بداية الاستخدام حيث ان الشخص يستخدمها كتجربة، وكثير من الناس لا يعي مع بداية الاستخدام ان هذا المنشط يثير لديه في البداية الشعور بالحماس والنشاط الزائد والانتباه الجيد مما يجعل الطالب يشعر بأن لديه تركيزاً وقدرة على الحفظ، لكن هذا التأثير سرعان ما يزول بمجرد زوال مفعول الحبوب، وللأسف مع الاستخدام المتكرر لها يصبح الأثر عكسياً ويصبح لديه ضعف في التركيز والذاكرة وبالتالي يترتب عليها كل ما تم ذكره من الآثار.
- د. عبدالعزيز الدخيل: لا شك ان الشخص المتعاطي سوف ينتقل إلى مرحلة الإدمان، والآثار المترتبة على هذه المرحلة معروفة، اجتماعياً، حيث سيفقد الشخص المدمن علاقته بالآخرين، وتضعف قدرته على الإنجاز، وأيضاً سوف يتعرض لمشكلات أسرية، مما يجعلنا نفقد جيلاً من الشباب والذي سينعكس تأثيره على المجتمع ككل.
- د. راشد العبدالكريم: الآثار كثيرة وعلى مستويات متعددة، ولا نغلو إذا قلنا إن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع، والهدم ولو في فرد واحد من الشباب يعتبر ثلمة في الاقتصاد الاستراتيجي والحقيقي للوطن، ولذلك نجد ان قضية المخدرات هي حرب بين الدول خاصة بين الدول التي بينها حروب بعيدة المدى. وأود ان أجعل هذه الآثار على مستويات، وأولها المستوى الديني حيث إنه لا شك تعاطي المخدرات سيصطدم بهذا الجانب، لذلك عن طريق الدين نستطيع توجيه المتعاطين أو من يخشى منهم التورط في مثل هذا التعاطي، فهي معصية لله وتعالى ومنذ البداية يجب ان يركز على المتعاطي من هذا الجانب، وأريد أيضاً ان أعقب على نقطة أخرى ونعاني منها الآن وهي ظاهرة وواضحة عند متعاطي المخدرات بشكل عام وهي من الآثار الاجتماعية المدمرة.. وهي قضية افساد العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة، لأن مثل هذه الأشياء قد تربك المتعاطي وتجعل قنوات الاتصال لديه غير منضبطة ولا يستطيع التعامل مع والده ومزاجه ليس في حالته الطبيعية التي تمكنه من يتصور الأمور التصور الجيد الذي يفترض ان يتصوره تجاه أسرته، لذلك قنوات الاتصال مع أهله ومدرسته ليست في وضعها الطبيعي مما ينتج عن ذلك وبشكل دائم الخلاف وربما الخصام والعدوانية وربما يتطور الأمر إلى ارتكاب الجرائم. وإذا دخل الطالب هذا النفق فإنه لا يستطيع الخروج منه بسهولة وقد يبقى فيه إلى أمد بعيد، وأيضاً نجد المتعاطي لهذه السموم يعاني دائماً من الضغط المادي بحيث يعمل على توفير المال لإيجاد مثل هذه الأشياء، وغالباً ما يجد هذا إلى السعي لتوفير المال بطرق غير مشروعة.
- أ. عبدالإله الشريف: أود أن أكد على ما ذكره الدكتور أسعد لأنه تحدث عن النواحي العلمية الفعلية، وأود أن أبين ان نسبة الشباب في المجتمع السكاني السعودي تبلغ 51٪، حيث نجد ان الفئة العمرية صغيرة، لذا يجب ان نعمل على تخليص المجتمع من هذه الآفة. خاصة ان الشباب يتوهمون بأن تعاطي الكبتاجون يؤدي إلى كثرة السهر وإلى المزيد من التحصيل العلمي والاستذكار، وهذا وهم يقع الشباب فيه ولا يعرفون حقيقة أضرار هذه السموم، والبعض من الشباب يتطور معه الأمر لأن يتعاطى ما هو أكثر ضرراً من الكبتاغون كالحشيش مما يدخل المتعاطي إلى نفق مظلم، ولا شك ان هذه السموم جميعها محرمة شرعاً وتضر الأسرة والاقتصاد لأن الدولة تدفع وتنفق المليارات من أجل محاربة المخدرات وذلك من خلال إنشاء المستشفيات وتجهيزها بأحدث الأجهزة، وتدريب رجال المكافحة والرفع من كفاءتهم وتنفيذ البرامج الإعلامية وغيرها، فكل هذه النفقات لو تم صرفها على أمور تنموية ربما أفادت الوطن في أمور أخرى، خاصة أن الكل لا ينسى قصة اللاعب العالمي مارادونا الذي تعاطى مادة «الافرتين» وهذه المادة تشبه في تركيبتها الكيماوية مادة «الكبتاجون»، ثم بعد هذه المادة أخذ هذا اللاعب الشهير يتعاطى الحشيش والكوكائين، وهو ما زال يعاني من إدمان المخدرات. لذلك أرجو من أبنائنا طلاب المدارس أن يبتعدوا ويحذروا من تعاطي مادة الكبتاجون خصوصاً أثناء الاختبارات.
- د. عبدالعزيز الدخيل: إضافة إلى الآثار المترتبة على إدمان الكبتاجون أو المخدرات عموماً والإدمان عليها جريمة، فهي تؤدي إلى حدوث وارتكاب جرائم أخرى مثل السرقات والجرائم الأخلاقية سواء داخل المنزل أو خارجه بحكم خصائص الكبتاجون التي تصور للشخص حالات هلوسة غريبة، لذلك ما يترتب على إدمان هذه السموم يعتبر جريمة بحد ذاته.
- د. أسعد صبر: أود أن أعقب على قضية مهمة يجب أن ينتبه لها حتى من يعتقد أنه يستعملها في أوقات الاختبارات فقط، فإنه على الرغم من انسحابه من تعاطي هذه السموم نجده يتعرض لإصابات انسحابية، وهذه فيها خطورة، لأنها من الأسباب الرئيسة في الاستمرار بالتعاطي، حيث من يقف عن استخدامها بداية يصبح لديه شعور بالاكتئاب والقلق والهيجان الزائد، ثم يبدأ لديه الشعور بالإرهاق والاشتياق لتعاطي المادة وأيضاً يصبح لديه الشعور بالقلق وعدم القدرة على النوم ثم بعد ذلك يتعرض إلى نوم زائد وأكل زائد فيصبح لديه اختلال في الوظائف النفسية والجسمانية ثم يستمر في عملية الاشتياق للتعاطي والشعور بأنه لا يستطيع أن يعيش دون هذه المادة، وهذا ما يسبب الاستمرار في التعاطي لدى كثير من الشباب حتى بعد انتهاء فترة الاختبارات. وقد ينخرط في استخدام غيرها من المؤثرات العقلية زعماً بأنها تزيل تأثير الحبوب المنشطة.
- د. عبدالعزيز الدخيل: سألني أحدهم عن قضية الإدمان وقال لي من نلوم في هذه المشكلة؟ فالمسؤول عنها هو كل من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والحي والمسجد والآن الكثير من الناس يتحدث عن أسطورة اسمها «صديق السوء» فالقضية ليست صديق السوء بل لها علاقة بالفرد نفسه، والكثير منا تعرض لصديق السوء لكننا لم نقبل على استعمال المخدرات أو التدخين وغير ذلك، لهذا أرى ان مصطلح «صديق السوء» شماعة نضعها حتى نتخلص من المسؤولية أو من اللوم، وهذا لا يعني انه لا يوجد هناك صديق سوء ولكن هذه قضية يجب ألا نعول عليها كثيراً.
وبعض الدراسات أكدت ان الأصدقاء هم دافع لعدم ارتكاب هذه المخالفات.
- د. راشد العبدالكريم أحمِّل الأسرة بشكل كبير وتحديداً ولي الأمر مسؤولية تعاطي ابنه المخدرات، ويكاد يكون شبه المستحيل أن يكون الابن الذي علاقته بوالديه جيدة وبينه وبين أبيه قنوات تواصل من اتجاهين، منحرفاً أو يقع في الانحراف. أما أسباب الانحراف فهي تتحدد بقضية الانفصال في العلاقة بين الولد وبيته. لذلك أؤكد دائماً على هذه القضية وهي الترابط الأسري.
يجب على الأسرة أن تحتوي أفرادها بكل ما فيهم من عيوب وتسعى لاصلاحها قدر المستطاع.
- أ. عبدالإله الشريف: بالنسبة لتعاطي العوام المخدرات يرجع ذلك إلى أسباب عديدة، ومن ضمن ذلك أجريت دراسة ماجستير ميدانية العام 2004م، ورأت الدراسة أن السبب الأول في تعاطي المخدرات يرجع ويعود إلى «حب الفضول» ثم بعد ذلك «صديق السوء» وبعد ذلك «الفراغ»، فهذه الدراسة ثم إجراؤها على «220» مدمن مخدرات، ولكن المسؤول لا شك انها تقع على الأسرة وعلى المجتمع والمؤسسات الحكومية كلها ويجب على الكل أن يقوموا بدورهم تجاه هذه المشكلة وكل حسب جهده.
٭ «الرياض»: هناك جهود مبذولة في محاربة المخدرات، هل هذه الجهود تفي بالقضاء على هذه الظاهرة، أم أن هناك جهوداً أخرى؟
- د. راشد العبدالكريم: لدينا في وزارة التربية بعض الجهود ونطمع أن يكون لها الأثر الكبير، ولدينا الآن على مستوى كل مدرسة ما يسمى باسابيع التوعية بأضرار المخدرات، وهناك تعاون وثيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والجهات المختصة مثل المستشفيات التي لها علاقة بهذا الأمر، وذلك لتوعية الطلاب بأضرار المخدرات، ونقوم في هذا المجال بالتركيز على المرحلة الثانوية، وربما المرحلة المتوسطة بشكل أقل.
لكن غالباً نتحاشى الدخول في هذا الأمر في المرحلة الابتدائية، يتم تعريف الطلاب بأضرار المخدرات من جميع الجوانب حتى ندخل معهم بتعريف أنواعها، ونذكر لهم الحقائب التي أعدتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بالإضافة إلى تعريفهم على بعض النماذج التي تم إعدادها خصيصاً لهم.
وهناك من يقول إن هذه الأمور يفترض إلا تقدم للطلاب لأنها قد تدعوهم إلى التجريب والاستكشاف، ولكن لابد من أن يكون هناك نوع من التنوير أكثر من التخويف الذي ربما كان بالماضي يؤتي ثماره لأن هذه السموم غير منتشرة، لكن الآن أصبحت منتشرة لدرجة مقلقة، فلابد من طريقة التنوير مع شيء من التخويف، حتى تكون قرارات الطلاب مبنية على أشياء علمية وحقيقية أكثر منها أشياء موهومة.
فإذا وجدنا في مدرسة أو في حي أو في منطقة ارتفاعاً في هذه النسبة فإننا نبدأ بتكثيف البرامج المتعلقة بالمخدرات وأيضاَ المرشد الطلابي يهتم بهذا الأمر ولو وجد ظواهر تعاطي مخدرات على بعض الطلاب لتعامل معها بشكل سري.
- د. عبدالعزيز الدخيل: مع احترامي للجهود الموجودة فهي حقيقة لا تفي بالغرض، فالجهود يفترض أنها ليست فقط نصحاً وإرشاداً ومحاضرات، فالجهود يجب أن تدخل في عمق شخصية الشاب، وكذلك يجب أن تكون هناك دورات تدريبية للآباء والأمهات في كيفية التعرف على المخدر وفي كيفية فتح قناة اتصال مع الأبناء، فهذه هي الجهود المطلوبة وليس فقط الاعتماد على المحاضرات.
وأيضاً نجد أن الطفل لا يظهر السلوك السيىء أمام والديه ولكن يظهر ذلك في المدرسة أمام المجموعة، وذلك على المدرسة وعلى وزارة التربية والتعليم مسؤولية كبيرة في رصد الظواهر وليس ظاهرة المخدرات فقط، وحقيقة وجود إخصائي اجتماعي واحد في مدرسة فيها أكثر من «300» طالب غير مجدي النفع وذلك لرصد ظواهر معينة، ولذلك يجب أن تكون المدرسة مؤشراً لرصد الظواهر الموجودة وبالتالي التدخل للتعامل مع تلك المشكلات أو الظواهر الموجودة.
- د. أسعد صبر بالنسبة لعلاج مشكلة الإدمان نرى أن وزارة الصحة تسعى سعياً حثيثاً لتطوير المنشآت العلاجية لعلاج قضية الإدمان، فبعد إنشاء مستشفيات الأمل الثلاثة وإنشاء مركز التأهيل النفسي بالقصيم لعلاج الإدمان، فحالياً هناك جهود لإنشاء مراكز لعلاج الإدمان في جميع مستشفيات الصحة النفسية في أنحاء المملكة، وكذلك هناك دراسة للتصريح لبعض المراكز والمستشفيات الخاصة لإنشاء وحدات لعلاج الإدمان، ولكن كل هذا للتأكيد على علاج المدن، وفي قضية الإدمان والمخدرات نجد أن الوقاية دائماً تأتي أولاً. وأيضاً يجب العمل على تقوية مهارات الشاب الشخصية حتى يستطيع أن يختار ما يريده بنفسه ولا يخضع لضغوط الآخرين حتى لا تكون هناك شماعة يعلق عليها الشاب بعد وقوعه في الخطأ، ولكن عند الوقوع في المشكلة يأتي العلاج بعد ذلك، ولكن أغلب الشباب يحتاج لأن نحصنه ضد التعاطي كيلا نضطر بعد ذلك لترقيع المشكلة بعد حدوثها.
- أ. عبدالإله الشريف: هناك عدة جهود سبق وأن نفذتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وهي الجهة المعنية في برامج التوعية، وقامت بوضع مسابقات ثقافية عبر الصحف المحلية وخلال شهرين تقريباً سوف تنشر ولمدة شهر كامل، وهذه المسابقة مفتوحة لجميع المواطنين والمقيمين، إضافة إلى برامج المحاضرات وإقامة المعارض وعقد الندوات العلمية وهذه يتم عقدها في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها وبالتعاون مع القطاعات العسكرية ووزارة التربية والتعليم والأندية الرياضية وغيرها.. ولدينا زيارات طلابية يومية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالرياض وفي إدارة الطائف وفي محافظة جدة ومكة والمدينة والدمام ونجران وحفر الباطن وتبوك وغيرها من المناطق. وهذه الزيارات الطلابية بمعدل مدرستين إلى ثلاث مدارس يومياً، وهذه في غالب الأحيان لم يتم نشرها في الصحف، ولكن المستهدف من هذه الزيارات هم طلاب المرحلتين الثانوية والإعدادية، وهناك أيضاً تنفيذ برامج دائمة مع الكليات الجامعية وكلية الملك فهد الأمنية وكلية الملك عبدالعزيز الحربية وكلية الملك خالد في الحرس الوطني. وأيضاً نأخذ بشكل دائم اقتراحات الكُتَّاب والإعلاميين وذوي الفكر.. وعلى مستوى العالم أجمع دائماً تتم المطالبة بوسائل أخرى في برامج التوعية.. وهناك برامج نقوم بتنفيذها باستمرار مع وزارة التربية والتعليم. ونعقد سنوياً تسع دورات للمرشدين الطلابيين في بعض مناطق المملكة إضافة إلى الموجهات التربويات وهذه لها دورات تربوية توعوية للمرشدين الطلابيين والموجهات التربويات، ودائماً يشارك في هذه الدورات متخصصون في الطب وفي العقاقير وفي الشريعة والتربية والإعلام ومن جميع التخصصات بحيث نقوم بتزويدهم بالمعلومات المتعلقة بأضرار المخدرات في جميع الجوانب وهم بدورهم يقومون بالعمل داخل المدارس. وأيضاً وزارة الصحة تنفذ برامج دائمة وباستمرار في المستشفيات تُشكر عليها، وعموماً اليد الواحدة لا تصفق دائماً، ولابد وخصوصاً في مجال مكافحة المخدرات من مشاركة جميع الجهات في محاربة هذا الداء.
- د. راشد العبدالكريم: الآن بدأنا نركز على قضية الإرشاد الانمائي، وهذا يعني أننا لا ننتظر المشكلة حتى تحصل للطالب، وإنما نقوم مسبقاً بتنمية شخصية الطالب، حيث نقوم بتزويد الطالب بمجموعة من المهارات حتى لا يقع في المشكلة، أو يجاوزها سريعاً بعد الوقوع فيها وحتى يستطيع أخذ القرار بناءً على أمور محددة وليس فقط لمجاراة أقرانه.
٭ «الرياض»: ما رأيكم في فكرة الكشف الطبي العشوائي على طلاب المدارس للحد من انتشار هذه الظاهرة؟
- د. عبدالعزيز الدخيل: يفترض أن يكون هذا الكشف عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية، أو عن طريق العيادات الخاصة، ويفترض أن تكون لدى الأطباء العاملين في هذه المراكز الأدوات اللازمة للكشف المبكر على التعاطي سواء الكحول أو المخدرات وأن يكون هناك اخصائي نفسي في هذه المراكز مؤهل للتعامل مع حالات الاكتشاف المبكر للمخدر. وأنا شخصياً ضد الكشف العشوائي على الطلاب في المدارس لما لذلك من ضرر نفسي عليهم.
- د. أسعد صبر: أرى أن المشكلة تحتاج إلى شجاعة في مواجهة المخدرات، وبالتالي ليس هناك تصرف إلا وله تأثيرات سلبية. فقضية وجود وانتشار الحبوب المنشطة لدى الشباب في هذه السن قضية خطيرة جداً، لذلك إذا أردنا أن نتخذ خطوة جريئة فلابد أن نتحمل نتائجها.. لأننا إذا أغمضنا أعيننا عن المشكلة واعتبرناها تدخلاً في شؤون الشباب، فنحن في ذلك نقول له أنت باستطاعتك استخدام الحبوب أثناء الاختبارات، ولكن إذا علم الشاب أنه سيتم اكتشافه منذ البداية فهذا سيكون رادعاً له، وبعض أنواع الردع يجب أن تكون عن طريق العقاب حتى يفكر الشاب عدة مرات قبل الوقوع في المشكلة.
- د. راشد العبدالكريم: موضوع الكشف قيد الدراسة الأولية في الوزارة ويجب أن ينظر إليه من جميع الجوانب.
التوصيات
- د. راشد العبدالكريم: نحن دائماً نوضح للأسرة العلامات الدالة على متعاطي المخدرات، ومنها: الغياب عن المدرسة والنوم الطويل والكثير وعدم الاهتمام بالثياب والتغيّر في السلوك والعدوانية، وهذه مؤشرات تدل على أن الشخص قد يتعاطى المخدرات، وعلى الأب أن يلجأ دائماً إلى أسلوب المصارحة بينه وبين ابنه ليوضح له تأثير المخدرات.
- د. أسعد صبر: يجب التأكيد على المشروعات التوعوية، وهي في عدة جوانب، حيث يكون لدينا حملات توعوية للأسر بأعراض التعاطي، والاكتشاف المبكر للتعاطي، والأعراض الانسحابية، وتغيّر السلوكيات لدى الأطفال ولدى الشباب حتى يتم تدارك المشكلة منذ البداية. كذلك يجب تقوية الشخصية لدى الشباب وبناء الثقة بالنفس وأيضاً بناء مهارات التعامل مع الآخرين لدى الشباب في مراحل مبكرة. وكذا التوعية في المدارس والاكتشاف المبكر للمشكلات السلوكية لدى طلبة المدارس وتوعية المرشدين الطلابيين وحثهم على الاكتشاف المبكر للمشكلة والتعامل معها منذ المراحل المبكرة وخصوصاً المشكلات السلوكية لأنها تكون بداية التعاطي، وأيضاً الانتباه من التجمعات الشبابية وانتشار الشللية، فكل هذه الأمور لها عواقبها فيجب التوعية بخصوصها. ثم بعد ذلك الجوانب الإعلامية لتوعية جميع فئات المجتمع بهذه المشكلات الموجودة عن المخدرات بمختلف أنواعها، وكذلك يجب التأكيد على أهمية التعاون بين المواطن والجهات الرسمية للتعامل مع المشكلة وانتشارها ثم القضاء عليها.
- د. عبدالعزيز الدخيل: أرى أن تكون برامج التوعية متركزة على تعليم المهارات أكثر من التوعية النظرية، وأود أن يُفعَّل دور الاخصائي الاجتماعي في المدارس بشكل كبير لأنه هو من يرصد الظواهر ويساعد على اكتشافها. وأيضاً يجب ايجاد مركز أعلى لتوحيد الجهود المبذولة من قبل الجهات الرسمية حتى يقوم برصد الظاهرة ويقوم بوضع سياسات الوقاية وسياسات العلاج وغير ذلك.
- د. راشد العبدالكريم: لماذا لا يكون هناك خط ساخن أو جمعيات أهلية تهتم بمساعدة أولياء الأمور سواء الآباء أو الأمهات عن طريق إعطاء الاستشارات والمساعدة في قضية التعامل مع الأبناء خاصة فيما يتعلق بالمخدرات.
وأؤكد كذلك على أهمية التواصل والاتصال بالشباب من قبل أولياء الأمور، فقطع العلاقة بين الآباء والأبناء لا شك أنه ينذر بمشكلة موجودة، فقضية احتواء الشباب وعدم تركهم منعزلين قضية ذات أولوية. وأيضاً نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية للإصلاح المجتمعي تتولى عملية التنسيق بين الجهات كلها لحل هذه المشكلة وغيرها من المشكلات.
- أ. عبدالإله الشريف: توجد استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات ولجان تعمل منذ ما يقارب السنتين من جميع الجهات الحكومية، والآن على وشك الانتهاء من هذه الاستراتيجية المتكاملة والتي تعمل مع جميع الجهات ذات العلاقة، وأتمنى مشاركة جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مكافحة المخدرات وتنفيذ برامج التوعية بأخطار المخدرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.