الاختبارات على الأبواب وحالة الطوارئ في المنازل عادت من جديد، حيث تحاول كل أسرة أن توفر لأبنائها البيئة المناسبة ليحققوا الإنجاز ويقطفوا ثمرة تعب الأشهر الماضية، وقد يصاحب هذه الأجواء العاجلة الكثير من التوتر والضيق والبحث عن كل وسيلة تضمن النجاح والتميز، ولأنّ فترة الاختبارات هي مدة قصيرة فإنّ الكثير من الطلبة والطالبات يبذلون فيها ضعف جهدهم طيلة أيام السنة في المذاكرة، وتصاحب هذه الفترة العديد من الظواهر الإيجابية والسلبية. «الرياض» التقت بعدد من الشخصيات للحديث عن ملامح التعامل مع فترة الاختبارات والطرق الصحيحة والصحية لإرشاد الطلبة وأسرهم حول هذه الفترة، ورغبة في مساعدة الطلبة والأسرة على تجاوز هذه الاختبارات بما هو مأمول والوصول الى بر النجاح وتحقيق الطموح. ضغط نفسي وأوضح «سعيد بن عبدالله السالم» -معلم بمدرسة متوسطة- أن تساهل الكثير من الطلاب في الاستذكار ومراجعة ما تعلمه تجعله يتفاجأ ليلة الاختبارات وكأنه يصحو فجأة!، فيحاول الضغط على نفسه وتفريغ كل طاقته في المذاكرة والاستعانة بالمذكرات وقد ينجح أو يفشل في ذلك، مضيفاً أنّ العديد من الطلاب يضطربون عند قدوم الامتحانات رغم محاولات المعلمين للتخفيف من هذا الشعور، وبعضهم قد يصرف جهده ولا ينام في الليل من أجل المذاكرة، وعندما تحين ساعة الاختبار يكون قد وصل به التعب إلى الإنهاك فلا يستطيع تذكر شيء مما حفظه وتعلمه، ناصحاً الطلبة باتباع الطرق السليمة في المذاكرة والتركيز على المواد الأهم والابتعاد أيضاً عن الظواهر التي تعقب فترة كل امتحان مثل التجمعات والتفحيط وغيرها. هوس الامتحان ورأى «د.عبدالله الوايلي» -أخصائي الصحة النفسية ورئيس الخدمة النفسية بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض- أنّ عدة عوامل لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بما يمكن أن يطلق عليه «هوس الامتحان»؛ لما يسببه من مشكلات نفسية واجتماعية آنية ومستقبلية، حيث ترتبط الصحة النفسية ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان عبر المراحل العمرية المختلفة للنمو، لاسيما في هذا العصر الذي أصبحت سمة العيش فيه السرعة والتقدم التكنولوجي المذهل، حيث يتطلب من الإنسان جهداً مضاعفاً لمحاولة اللحاق بالآخرين في مجالات الحياة المختلفة؛ مما يعرض الفرد للعديد من الضغوط النفسية كالقلق والإحباط والصراع وغيرها التي تؤثر في حياته الاجتماعية واتزانه النفسي، ولأنّ الصحة النفسية تعمل للحفاظ على صحة الفرد النفسية وبالتالي خلوه من الأعراض المرضية من أجل أن يتمتع بصحة كاملة سليمة، وأنّها لا تتمثل فقط في تحرر المرء من المخاوف وحالات القلق التي لا مبرر لهما، بل تتضمن شعوره بالأمن الذي ينشأ عن معرفته لما ينبغي أن يفعله كي يدرأ عن نفسه خطراً حقيقياً. د.عبدالرحمن القحطاني تعاطي الإمفيتامين وشدد «د.الوايلي» على ضرورة أنّ يعي الطالب أنّ الامتحانات لا تحقق له الصحة النفسية بمجرد حصوله على نتائج إيجابية وقتية، بل الصحة النفسية عبارة عن حالة دائمة نسبياً، يكون فيها الفرد متوافقاً نفسياً من جميع النواحي سواءً شخصياً أو انفعالياً أو اجتماعياً أي مع نفسه ومع بيئته، لأنّه يشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين، فيكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، وبالتالي يكون قادراً على مواجهة مطالب الحياة، لأنّ شخصيته سوف تصبح متكاملة سوية ويكون سلوكه طبيعياً، بحيث يعيش في أمن وسلام، دون الحاجة للإيمان ببعض المفاهيم الخاطئة كاستخدام «الإمفيتامينات» المخدرة من أجل إنجاز إيجابي وقتي في مقابل معاناة مرضية مستمرة وقد تصبح دائمة، لأنّ الصحة النفسية تعني التوافق التام أو التكامل بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الأزمات النفسية العادية التي تظهر أحياناً في الحياة الاجتماعية للإنسان مثل القلق من الامتحانات والخوف من النتيجة ومن ردة فعل الأسرة وغير ذلك، منوهاً بضرورة أن يكون لدى الطالب القدرة على التكيّف مع الذات والتوافق مع الآخرين في مجالات الحياة المختلفة، للحصول على الاستمتاع بالحياة بعيداً عن القلق والتوتر والاضطراب وبعيداً عن الوقوع في وحل المخدرات، لأنّ بعض الطلاب الذين يلجؤون لاستخدام «الإمفيتامينات» من أجل الامتحانات المدرسية لا يدركون خطرها الجسيم من الناحية النفسية والصحية، وكذلك من الناحية الأسرية والاجتماعية على المتعاطي، مشيراً إلى أنّ تعاطي «الأمفيتامينات» أصبح يشكل هاجساً كبيراً وخطراً على المجتمعات، وذلك لانتشاره في السنوات الماضية لدى العديد من الفئات العمرية المختلفة من الجنسين، بسبب المفاهيم الخاطئة التي تسيطر على المتعاطين، والتي تتضح صورها جلياً من خلال استخدام البعض لمادة «الكبتاجون» وهو الاسم التجاري المتداول حالياً، من أجل الرغبة في أن يظل مستيقظاً طوال الليل مثل بعض الطلاب أثناء فترة الامتحانات، والذين يتوهمون بأنّ هذا العقار يساعدهم في المذاكرة ومواجهة مشكلة السهر وتقوية الذاكرة والتركيز، وبالتالي يولد لديهم القدرة على الحصول على أفضل النتائج المرجوة دون أن يكون هناك أيّ آثار مستقبلية عليه، وهنا يكمن الخطر نظراً لعدم الاستبصار والوعي والإدراك فيكون الطالب للأسف عرضة للوقوع في براثن الإدمان، لأنّ «الكبتاجون» مخدر يفقد القدرة على الفهم والاستيعاب بالشكل المطلوب، حيث أثبتت الدراسات بأنّ المتعاطي من أجل الامتحان لا يستطيع قراءة ما بين السطور فيحصل على نتائج أقل من زملائه الآخرين، لأنّ هذا النوع من «الإمفيتامينات» يؤثر في الجهاز العصبي لدى الإنسان وبالتالي يؤدي إلى الإدمان والتعود على التعاطي، ومن ثم حدوث التبعية النفسية والجسمية مستقبلاً، وهنا يكون المتعاطي ميّالاً إلى زيادة الجرعة المتعاطاة وتصبح لديه رغبة قهرية للحصول على المادة المخدرة التي تؤثر بشكل واضح جداً من الناحية السلوكية والجسمية، والإدمان هنا يكون على نوعين إمّا إدمان نفسي حيث يتعود الفرد على الاستخدام وبالتالي الاستمرار في عملية التعاطي؛ مما يؤدي إلى أعراض نفسية خطيرة ك»هلاوس الرؤيا» و»السمع» و»الأرق» و»الأعصاب» و»ارتفاع الضغط»، أو إدمان «فسيولوجي» وهو يجبر صاحبه للحصول على المادة المتعاطاة بأيّ وسيلة كانت دون وعي منه أو تفكير؛ مما يؤدي به للانحراف السلوكي والإجرامي، كما أنّها تؤثر في جهاز المناعة لدى الفرد فيصبح ضعيفاً وأكثر معاناة، وبالتالي يكون عرضة للأمراض وتأثيرات أخرى على الفرد من جميع النواحي سواءً أكانت دينية أم اجتماعية أم اقتصادية أم نفسية. د.عبدالله الوايلي التوازن النفسي ونصح «د.الوايلي» الطلاب بالتفكير الإيجابي والذي يجعله متوازناً من الناحية الجسمية، وأيضاً التغذية الجيدة وممارسته للرياضة التي تساعده على التحصيل الرائع، مشيراً إلى أنّ الدراسات تؤكد على أنّ العقل السليم في الجسم السليم، كما أثبتت أيضاً بأن الرياضة تتأثر بالصحة النفسية والعكس، حيث إنّ مستوى الصحة النفسية المتكاملة للفرد يرتبط بمدى ممارسته للرياضة الصحية المقننة، لأنّ الرياضة من المداخل الأساسية لتحقيق النمو المتكامل للشخصية «جسمياً» و»عقلياً» و»انفعالياً» و»اجتماعياً»، بالإضافة إلى أهمية التنمية المتوازنة بين الصحة العقلية والنفسية، والصحة البدنية والرياضية، حيث إنّ أيّ تأثير في الصحة النفسية ينعكس مباشرة على الصحة البدنية. تبعات واضحة وقال «د.عبدالرحمن بن يحيى القحطاني» -أمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية-: «أمنياتنا ودعواتنا مستمرة لأبنائنا وبناتنا الطلبة بالتوفيق والنجاح والسداد والتميز، ويُفترض بنا جميعاً أن نساعدهم بإعطائهم خلاصة التجارب العلمية، وتصحيح بعض المفاهيم حول طرق الاستذكار والاستعداد للاختبارات»، منوهاً إلى أنّ الكثير من مروجي المخدرات يحاولون إيهام الطلبة بأنّ تعاطي بعض المواد المخدرة قد يؤدي إلى زيادة القدرة على الاستذكار والنشاط، وهو أمر له تبعات سلبية بالغة ونتائجه واضحة لمن انجرفوا في هذا المستنقع، فتحولوا من طالبي تميز ونجاح إلى طالبي إدمان وضياع، مبيناً أنّ «مستشفيات الأمل» هي خير شاهد على تصديق بعض الشباب وانجرافهم وراء هذه الادعاءات المهددة للصحة، مشيراً إلى أنّ العديد من حالات الإدمان التي تسببت في ضياع بعض الشباب بدأت من تعاطي «الكبتاجون» أثناء فترة الأختبارات، وكانت المحصلة النهائية الرسوب والإخفاق والانغماس في الإدمان، وربما ضياع المستقبل وحلم التميز والنجاح، داعياً الوالدين إلى ضرورة مساندة أبنائهم في تلك الفترة ومراعاة حالاتهم النفسية، وتوفير البيئة المناسبة البعيدة عن التوتر والقلق والشد النفسي، وكذلك توفير الغذاء المتوازن، وحثهم على تناول الخضار والفواكه فهي تساعد على تزويد الجسم بالعناصر الغذائية والفيتامينات، وتنشيط حيوية الجسم والدماغ، مع عدم إهمال شرب السوائل وخصوصاً الماء، وعدم الإفراط في الأطعمة الغنية بالدهون فهي تسبب خمولاً في الجسم والشعور بالنعاس، عوضاً عن تأثيراتها السلبية على الصحة، مشدداً على أهمية تناول وجبة الإفطار كونها تأتي بعد فترة طويلة من الصيام يكون الجسم خلالها في حاجة للطاقة، كما أنّها تساعد في تنشيط الجسم وإعادة حيويته، حيث أوضحت العديد من الدراسات وجود علاقة بين تناول الإفطار بانتظام وزيادة القدرة على التذكّر وحل المسائل الرياضية ورفع مستوى التحصيل الدراسي بشكل عام. ممارسة الرياضة وأشار «د.القحطاني» إلى أهمية تخصيص وقت لممارسة النشاط البدني معتدل الشدة، فهو يساعد على تحفيز الجسم وتنشيطه، ويخفف من التوتر والقلق، كما يحفز على إفراز هرمون يساعد على التركيز والاستذكار، وأهمية أخذ قسط مناسب من الراحة والنوم، والترفيه عن النفس من وقت لآخر لإراحة البدن وتجديد النشاط الذهني، مقدماً عدداً من الإرشادات لتحسين وترتيب الاستذكار، ومن ذلك تهيئة المكان المناسب للمذاكرة البعيد عن الإزعاج وما يشتت ذهن الطالب أو الطالبة، مع توفر الإضاءة الجيدة لمنع إرهاق العين، والعمل على تنظيم وقت المذاكرة، وتحديد الزمن لكل مادة، وتخصيص وقت للمراجعة التي تُعد من أهم خطوات المذاكرة، ومن المناسب أيضا الاستعانة بالمذكرات الدراسية والملخصات المعتمدة بعد مراجعة المنهج ليسهل تذكر المادة وتلخيصها، إضافةً إلى الحفاظ على صحتهم النفسية خلال تلك الفترة وتجنب التوتر والقلق الزائدين، والاستعانة بالله عز وجل، مؤكداً على ضرورة اقتناص الأوقات في تلك الفترة، وترشيد المكوث أمام الشاشة أياً كانت سواء شاشة تلفاز أو كمبيوتر أو جهاز كفي أو جوال وغيره، خصوصاً من اعتاد على استخدام الوسائط الإعلامية الاجتماعية، فقد تستقطع جزءا ثمينا من الوقت خلال تلك الفترة. نهاية «نكت المحششين»! عبدالإله الشريف انتقد الأستاذ "عبدالإله بن محمد الشريف" -مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية وخبير دولي بالأمم المتحدة- تداول النكات والطرائف بين أفراد المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي باستخدام عبارة "محشش"، موضحاً أنّ تلك العبارة أطلقها مروجو المخدرات للإيحاء أنّ المحشش شخص ظريف ويتمتع بخفّة ظل، منوهاً إلى أنّ ذلك غير صحيح، حيث إنّ "الحشيش" أدى بكثير من الشباب إلى الجريمة والضياع. وأشاد "الشريف" بجهود الأجهزة الأمنية في مكافحة المخدرات، في إحباط عمليات تهريب المخدرات من خلال خطوات استباقية بتعاون وتنسيق دائم بين كافة الأجهزة عبر تخطيط دائم لتبادل المعلومات ومتابعة تقارير التهريب والتسليم، إلى جانب إحكام الرقابة على كافة المنافذ؛ لمنع الفرصة أمام المهربين والمروجين وكيد مآربهم. وقال إنّ المملكة تنفذ اتفاقيات عدة في الجانب ذاته؛ كون "المخدرات" ظاهرة دولية متعددة الجوانب، ولا يقع عبء مكافحتها على أجهزة دون أخرى، كاشفاً عن دراسة أوضحت العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات في المملكة - وهي دراسة علمية حديثة أُجريت على عينة من (221) متعافياً من إدمان المخدرات في عدد من مناطق المملكة -، وقال: "اتضح أن أول أسباب التعاطي هو ضعف الوازع الديني، ثم أصدقاء السوء بنسبة (77٪) من إجمالي عينة الدراسة، وحل الفراغ في المرتبة الثالثة بنسبة (63.8٪)، ثم حب الفضول والتجربة في المرتبة الرابعة بنسبة (58.4٪)، والتسلية والترفيه في المرتبة الخامسة بنسبة (55.7٪)، ثم البطالة في المرتبة السادسة بنسبة (49.8٪)، والفشل الدراسي بنسبة (42.2٪)"، مشيراً إلى أنّ الحاجة مُلّحة لزيادة مستشفيات علاج الإدمان، في ظل أنّ عدد الأسّرة الحالية (700 سرير) على مستوى المملكة، مقارنة بعدد طلبات الأُسر في علاج أبنائهم من الإدمان، مطالباً "وزارة الصحة" بتسهيل الشروط أمام القطاع الخاص تجاه إنشاء مستشفيات لعلاج الإدمان في مختلف مناطق المملكة. المسافة بين المنزل والمدرسة..أخطر! د.فيليب روبنس أفاد "د.فيليب روبنس" -باحث في جامعة اكسفورد- خلال زيارة سابقة إلى المملكة أنّه التقى بأكاديميين قيّموا وقت "الفراغ" الذي يخرج فيه الطلاب السعوديون من المدرسة حتى وصولهم إلى المنزل، وهو وقت يكثر فيه مروجو المخدرات، وقد أعجب بالأفكار المطروحة لاستثمار هذا الوقت، مثنياً على دور المساجد الموجودة في الأحياء وتفاعلها بشكل ايجابي، مشيراً إلى أنه طالما هناك باحثون وأكاديميون لديهم أفكار فهناك أمل لمكافحة المخدرات والحد منها. وقال إنّ الموقع الجغرافي للمملكة يُعد من أكبر المخاوف التي تهددها، حيث إنّها قريبة من دول مجاورة يتم تداول وترويج المخدرات فيها بشكل أسهل، وحتى لو عملت المملكة احتياطاتها الاحترازية فإنّها ستواجه مشكلة كبيرة، مضيفاً أنّه لاحظ تطوراً في مستوى التوعية تجاه المخدرات بالمملكة، متوقعاً أنّها ستكون عالية جداًّ إذا تم التعاون مع الإعلام، منوهاً إلى حلول للمساعدة على مكافحة المخدرات تبني سياسة وطنية موحدة من جميع القطاعات الحكومية والأهلية، وكذلك محاولة تشخيص المشكلة من جذورها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وما يتعلق بها من إمكانات وإجراءات تنفيذ، إضافةً إلى عدم تجاهلها ومواجهتها بشكل سليم، مشدداً على ضرورة وقف تهريب وتعاطي "الهيروين"؛ لأنّه يشكل خطورة كبيرة على الوطن والمواطن، وزيادة الجهود للتقليل من نسبة تعاطي وتهريب "الامفيتامين". مسؤولية مشتركة دون تضخيم! د. عبدالحميد الحبيب شدّد "د. عبدالحميد الحبيب" - مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة - على أهمية دور الأم في المنزل، ودور المعلمين والمرشدين الطلابيين في المدرسة، حيث إنهم شركاء أساسيون في الاكتشاف المبكر لمشكلة تعاطي الأبناء المخدرات، داعياً إلى ضرورة عدم تضخيم الأمر عند النصيحة كقول "المخدرات ستقتلك" حيث الأفضل أن تستبدل بعبارة "هذه الحبة ستصبح أسيراً لها طوال حياتك". وقال: "لا أتوقع من شخص أن يترك التعاطي إذا لم تحل مشاكله الأخرى، مثل المشاكل الأسرية أو المادية أو الدراسية أو العملية"، مضيفاً أنّ المخدرات كمشكلة في المملكة ستستمر والآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية موجودة وظاهرة، وربما تزداد، ولا أحد يستطيع أن يكابر أن مشكلة المخدرات تنمو حجماً، وتزداد ضخامة وتعقيداً، مستشهداً بزيادة أعداد المروجين والمهربين، والكميات والنوعيات المستخدمة، حيث لا يتم استكشاف خطر بعض المواد إلاّ بعد مرور فترة معينة، ناصحاً بالتركيز في تقليل هذه الآثار وليس المشكلة نفسها، لافتاً إلى أهمية بناء رسالة إعلامية جديدة تناسب عقول الجيل الصاعد مع التقنية والانفتاح، وليس التعبير عن المشكلة برسائل باهتة ومملة وربما غير مفيدة!!. المخدرات.. انتحار أو جنون! د.أسعد صبر أوضح «د.أسعد بن محمد صبر» -استشاري طب نفسي وعلاج إدمان- أنّ أكثر أنواع المخدرات انتشاراً في المملكة هي «الحشيش» و»الهيروين» و»الكبتاجون»، والأخيرة تمنح متعاطيها ميولاً انتحارية عند التوقف عن التعاطي؛ مما يُصعّب علاج حالة المدمن، فضلاً عن حالات الهلوسة السمعية والبصرية، والأمراض النفسية والعقلية المزمنة، ورعشة اليدين والسكتة القلبية، مضيفاً أنّ التقارير الطبية تشير إلى أنّ تعاطي حبوب الكبتاجون من ثلاثة إلى ستة أشهر يؤدي إلى تدمير خلايا المخ، وبالتالي الإصابة بأمراض عقلية يصعب علاجها. وقال إنّ مادة «الحشيش» تؤدي بمتعاطيها إلى الإدمان، حيث تُعد من أشد المواد خطورةً؛ لأنها تحتوي على مئات المواد ذات التأثيرات السلبية على أجهزة الجسم، وأبرزها الجهاز التنفسي والقلب، إضافةً إلى تأثيرها على الدورة الدموية، من خلال تسارع نبضات القلب، إلى جانب ارتفاع الضغط، والكسل، وقلة التركيز، وصعوبة التعلم، والفصام والاكتئاب والقلق، كما أن تعاطيها المستمر يؤدي إلى تأثير سلبي على الهرمونات والمقدرة على الإنجاب لدى الرجل والمرأة؛ كون «الحشيش يُضعف الحيوانات المنوية لدى الرجل والمبايض لدى المرأة، فضلاً عن الضعف الجنسي والإصابة ب»الغرغرينا».