حذر نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات ( وقاية ) الدكتور محمد العتيق الطلاب والطالبات بمناسبة قرب الامتحانات من تعاطي المواد المنشطة التي هي في حقيقتها مواد مخدرة وتسبب الإدمان وقال : إن تعاطي مادة الكبتاجون للمرة الأولى والمداومة على تعاطيها خلال فترة الامتحانات تسبب الإدمان عليها فتكون هذه الفترة بداية الانحدار للهاوية وعدم القدرة فيما بعد على الخلاص منها أو تركها بعد الامتحانات مشيراً إلى أن الإدمان عليها وحسب ما أثبتته التحاليل العلمية و المخبرية والدراسات التي أجريت على تلك المادة تتسبب في تدمير مراكز نهاية الأعصاب المركزية بالمخ مما ينتج عنه إعاقة مستديمة تتمثل في الجنون والكثير من الأمراض النفسية المستديمة التي يستحيل علاجها فيما بعد حتى بعد سحب السموم من الجسم . وأشار إلى أن هناك من يقع في مهالك المنشطات بزعم اليقظة والسهر ومقاومة النوم ولكن النتائج تكون وخيمة وسيئة لمن يحاول استخدام أية منبهات أو منشطات أو عقار يدخل ضمن ذلك لذا فأحذر الطلاب من عدم اللجوء لتعاطي أي شيء من هذه الحبوب المنشطة . وشدد العتيق على أهمية متابعة الآباء والأمهات لأبنائهم الطلاب أولاً بأول وعدم منح الفرصة لمروجي المخدرات للوصول لأبنائهم خلال فترة الامتحانات التي يستغلها المروجون وذلك من خلال تنظيم أوقاتهم في المذاكرة اليومية الايجابية وتوعية أبنائهم وتحصينهم وتثقيفهم ضد المخدرات وأضاف إلى أنه يجب على أولياء الأمور متابعة الأبناء الذين يتبعون أسلوب المذاكرة الجماعية مع زملائهم الآخرين ،حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تعاطي الأبناء لمادة الكبتاجون مع أقرانهم للمرة الأولى نظراً لتعاطي بعض زملائهم لتلك المادة وتوفرها لديهم خلال فترة الامتحانات . وأضاف أن مروجي ومتعاطي مادة الكبتاجون يستخدمون عدة مسميات شعبية لتلك المادة منها :الأبيض، أبو ملف، الشبح، أبو حفيرة، الليموني، الطيب، أبو داب، أبو مسحة ، أبو قوس ويسميها البعض “كبتي” وهو تصغير لاسمها الكامل كبتاغون. وهو منشط للجهاز العصبي المركزي ، ومن تأثيره انه يفقد المتعاطي الدقة في القدرة على التقويم وإصدار الأحكام وضعف الاستجابة الحسية وتناول جرعات زائدة من هذه العقاقير يولد العنف والتهيج والروح العدوانية . وبين العتيق أن بعض الطلاب يلجأ إلى استخدام هذه المنشطات ظناً منهم أن ذلك يساعدهم في الاستيقاظ والتنبيه وزيادة التركيز و هذا مفهوم خاطئ حيث تسبب زيادة إفراز الموصلات الكيميائية وخاصة الدوبامين بعد تأثيرها على خلايا المخ مباشرة وبالتالي يشعر الإنسان المستخدم بنوع من زيادة الطاقة ومقاومة الإرهاق وطرد النعاس ولكن بعد زوال هذه المؤثرات تكون الانتكاسة فيشعر المتعاطي بالاكتئاب والصداع المستمر ، مما يضطره إلى معاودة تعاطيه مرة ثانية والإدمان عليه . كما نبه الأسر وأولياء الأمور إلى أنه تظهر علامات على متعاطي الكبتاجون وتكون دالة عليه مثل الثرثرة والعصبية والقلق وارتجاف اليدين وزيادة العرق وجفاف الأنف والفم وتسبب شعوراً بالاضطهاد والشك الزائد نحو الأسرة والآخرين، كما أن متعاطيها يصبح حساساً لبعض الكلمات والعبارات التي يطلقها بعض الزملاء أو الأقارب ويفسرها متعاطو الكبتاجون في غير محلها مما تؤدي بمعظمهم لارتكاب الجرائم مثل القتل أو الانتحار . وعن أسباب وقوع الطلاب في براثن الإدمان ذكر العتيق أن من أهم تلك الأسباب هي رفقاء السوء للأبناء ومصاحبة من يكبرونهم في السن, وقال إنهم السبب الرئيسي في انحراف الكثير من الشباب, حيث يروجون لتعاطي بعض المنبهات اعتقادا منهم أنها تساعد على التركيز أثناء المذاكرة مما يجرهم إلى مخاطر الإدمان وتعاطي المخدرات,ومنها التقليد الأعمى من قبل الطلاب لزملائهم المدمنين وكذلك الهروب من المشاكل والواقع الذي يعيشه وأيضا حب الاستطلاع والتجربة والرغبة في زيادة السهر أو العمل إضافة إلى المشاكل الأسرية وضعف الوازع الديني والثقافي ولا ننسى تهاون الآباء في رعاية الأبناء وتربيتهم تربية إسلامية تحصنهم بعد الله من الوقوع في المخدرات. وحذر العتيق أبناءه الطلاب والطالبات بأن هذه المنشطات هي بداية النهاية وطريق الأمراض والموت السريع فقد أثبتت عدة دراسات أجريت على مدى أربع سنوات ماضية حيث أظهرت أن معدل الوفيات السنوي في المدمنين هو1.2% وهذه النسبة أكبر بست مرات من معدل الوفيات لدى غير المدمنين. وبينت هذه الدراسات أيضا بأن نسبة الوفيات عند المدمنين من الجرعات الزائدة هي 68 % فضلاً عن تأثير تعاطي المخدرات على الجهاز المناعي حيث إن نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي من نوع سي ترتفع بين متعاطي المخدرات بنسبة 34% في حين أن هذه النسبة لا تتعدى 1% لدى الأفراد العاديين ويزداد هذا التأثير خطورة على الجهاز المناعي مع تعاطي أكثر من نوع من المواد المخدرة . وأشار العتيق إلى دور المخدرات في زيادة الجرائم حيث إن 28 % من المحكوم عليهم بجرائم جنائية كانوا يتناولون المخدرات، وأن المخدر يدفع المدمن بقوة إلى ارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي كهتك الأعراض والاغتصاب حتى للمحارم وهذا يؤكد خطر هذا الداء على مجتمعنا المحافظ . وعن دور الجهات الأمنية أشاد نائب رئيس الجمعية بالجهود التي تبذلها تلك الجهات للحد من مخاطر المخدرات على أبناء الوطن و الدولة أعزها الله في ظل القيادة الرشيدة لا تألو جهداً ولا تدخر وسعاً في بذل الغالي والنفيس في سبيل درء مخاطر هذا الداء العظيم عن شبابنا وأبناء وطننا الذين هم عماد حاضرنا وبناء مستقبلنا ولعل الضبطيات الأخيرة لهذه السموم تبين حرص ولاة الأمر وفقهم الله على محاربة كل ما يضر ببلدنا الغالي لاسيما هذه الآفة المدمرة لأبناء هذا الوطن .