خلال العام الماضي أخذت أفواج السائحين تتدفق على مدينة نيويورك بأعداد غير مسبوقة مما أسهم في تخفيف العبء عن الدولار الأمريكي الذي يعاني من تآكل قيمته ، وذلك في مدينة يسير فيها أصحاب الملايين في الشوارع لا يميزهم شيء عن عامة البشر. وتقول سلطات المدينة إن عدد زوار نيويورك العام الماضي بلغ نحو 46مليون زائر من بينهم 5ر 8ملايين شخص من خارج الولاياتالمتحدة وهو ما يمثل رقما قياسيا. وتم إنفاق مايقدر بنحو 28مليار دولار على الإقامة في الفنادق وتناول الأطعمة وغير ذلك. ويذكر أن قيمة اليورو حاليا تبلغ حوالي 5ر 1دولار. ويقول مكتب السياحة في مانهاتن ان السائحين مستمرون في التدفق بفضل اعتدال طقس الشتاء حتى الآن. ويناشد عمدة نيويورك مايكل بلومبرج مواطنيه مساعدة السياح قائلا: "السياحة تعد واحدة من الصناعات الكبرى لدينا وبالتالي ففي المرة المقبلة عندما نجد شخصا يسأل عن شارع (هيو ستون) أو يبدي دهشته عندما يعرف أن شاطئ مانهاتن يقع في الحقيقة في بروكلين ، فلماذا لا نرشدهم إلى الاتجاه الصحيح. إنكم بذلك تكونون قد أسديتم خدمة إلى زوارنا ومئات الآلاف من مواطني نيويورك الذين تعتمد وظائفهم على هؤلاء الزوار". وتهدف المدينة إلى اجتذاب 50مليون زائر بحلول عام 2015.وقد استعاد قطاع السياحة عافيته بسرعة عقب الهجمات التي دمرت برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك في 11أيلول - سبتمبر 2001.ويتم حاليا إعادة البناء على أرض المركز التجاري - والتي تعرف باسم ساحة الصفر - وأخذت تشهد انطلاق العديد من المباني الجديدة والحديثة. ولكن إذا كان السياح وما ينفقونه من أموال مصدر بهجة لأصحاب الأعمال ومسؤولي المدينة فإن سكان منطقة ميدان التايمز لديهم نظرة مختلفة ، فهذا الميدان الواقع في وسط حي مانهاتن اجتذب مؤخرا حوالي مليون زائر ليلة رأس السنة الجديدة لمشاهدة عملية الإنزال السنوية للكرة البلورية. ويشير استطلاع للرأي أجرته مجموعة من أصحاب الأعمال تسمى "تحالف ميدان التايمز" في أوائل كانون الثاني - يناير الحالي إلى أن 68في المائة من مجموع 2350شخصا يعملون أو يعيشون في المنطقة يفكرون في الانتقال إلى خارجها بسبب المشكلات اليومية نتيجة ازدحام حركة المرور بالسيارات والأفراد. وتحيط ميدان التايمز صفوف من المساكن الضخمة المتراصة على طول شارع برودواي وكل من الطريق السابع والثامن ابتداء من الشارع 42إلى الشارع 48، ومعظم أفضل المسارح الشهيرة في الولاياتالمتحدة توجد على طول شارع برودواي وتدر ما يصل إلى 2مليار دولار سنويا، وتعد عامل الجذب الرئيسي للسياح داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. ولكن بينما يشكو سكان ميدان التايمز والعاملون فيه من أن المنطقة وقعت ضحية لنجاحها، إلا أن الموجات الكبيرة من البشر الذين يغرقون هذه المساحة الصغيرة من مانهاتن عادة ما لا يخطر على بالهم هذا الازدحام. ويشعر أصحاب الأعمال خاصة العقارات بالسعادة للنجاح الذي حققه ميدان التايمز الذي يتيح مساحة من المكاتب تبلغ نحو 32مليون قدم مربع إضافة أكثر من 13مليون قدم مربع بحلول عام 2020بعد الانتهاء من بناء ناطحات السحاب الجديدة، وتسعى الشركات الأمريكية والأجنبية إلى اتخاذ مقار ومكاتب لها إما في ميدان التايمز أو في مانهاتن. ويقول دينيس روسو - وهو شريك في شركة هيريك فينشتاين للاستشارات القانونية التي تمثل عددا من شركات المقاولات في ميدان التايمز - إنه مهما كان حجم البناء والعمران في ميدان التايمز فلن تكون له أية آثار عكسية، على الأقل ليس بسبب كثرة السياح فيه أو شدة ازدحامه. ويضيف في لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز إن هذه المنطقة تعد مركز العالم وكل فرد يريد أن يكون هناك. @ (د.ب.أ)