رغم مرور أكثر من أسبوع على رحيل فقيد الوطن معالي الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز العنقري "يرحمه الله" إلا أن صوته لا يزال يرن في أذني كأنه بيننا ماثلاً سيما وهو الذي عشت معه سنوات عمر.. كان فيها الموجه لي الناصح الأمين والصادق كونه أحد أعز أصدقاء الوالد محمد البسام "يرحمهما الله". كان الشيخ ابراهيم العنقري دائم التواصل دمث الأخلاق وصاحب رؤية بعيدة المدى وكان يحرص على النصيحة الوطنية لكل من يقابله بما يخدم المصلحة العامة وأنا ممن كنت أحظى بتلك النصائح القيمة التي طالما سمعتها منه سواء في حياة الوالد محمد البسام أو بعد رحيله حيث تشرفت ايضاً بتواصله معي عقوداً من الزمن رغم مشاغله الدائمة في الوزارات التي تقلد مسؤوليتها أو في الديوان الملكي ومع ذلك حظيت بلقاءات متكررة مع معاليه سواء في المملكة أو خارج المملكة في دبي وكان هو باستمرار الناصح لي بكل ما يراه من وجهة نظره يخدم المواطن وابن الوطن داخل وخارج المملكة. كان معاليه "يرحمه الله" يرى أن المواطن درة غالية تشع بالعطاء في كل الأرض بما يخدم الوطن وان كان يرى أن خدمة المواطن في وطنه افضل رغم ثنائه على الذين يعطون ويقدمون خارج الوطن بإخلاص ووطنية تعكس علو قيمتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية إذا يعتبرهم معاليه سفراء للمملكة في كل بقعة في الأرض. إن الحديث عن مناقب الشيخ ابراهيم لا يمكن أن يحتويها مقال.. ولا عدة مقالات وأقولها صادقاً بحكم معرفتي به عن قرب فالشيخ ابراهيم تاريخ مضيء ضياء يمثل أحد الأفذاذ من الشخصيات السعودية البارزة.. وهو رجل عطاء منذ وطأت قدماه أرض العمل والعطاء في حياته العملية الحافلة بالانجازات حتى ترجله ورحيله عن الدنيا. وما سطرت في هذا المقال لا يمثل إلا عناوين في تاريخ كبير لأحد رجالات التاريخ في بلادنا. يرحمك الله شيخنا والحمد لله على ما أخذ وما أعطى. (إنا لله وإننا إليه راجعون).