تُمثّل وسائل الإعلام بشتى أنواعها، إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، قوى تستهدف التأثير على الجمهور فكراً وأخطر من ذلك ممارسة نحو تحقيق أهداف محددة، وهي حتماً تتعارض مع دين وثقافة المجتمع، بما ينعكس سلباً على الشباب تحديداً؛ لأنَّهم يكونون هنا في مرحلة التشكّل والبناء، وهي مرحلة حساسة تُحمِّل صاحبها مسؤولية كبيرة في اتخاذ قراره بوعي. ومع تنامي ظاهرة التجييش الإعلامي لما يُعرف ب»داعش» فكراً وتنظيماً، فإنَّه من المهم التحذير من هذا الإعلام المُظلل الذي لا يحاكي الواقع، بل إنَّه يستهدف المُغرَّر بهم عاطفياً، ويأخذهم إلى أُتون مغامرات بعيدة عن الدين والمصالح الوطنية، إلى جانب -وهو أمر خطير جداً- «فبركة» الصور المنشورة اليوم على «النت» للإساءة إلى قوات التحالف التي تشن حملة تطهير لهذه الجماعة الخارجة عن الدين، كذلك إنتاج مقاطع الفيديو التي تظهر استعراض الجماعة الإرهابية في القتل، وسحل الجثث، وقطع الرؤوس، وإقامة الحدود ظلماً وعدواناً في حق الأبرياء بقطع يد السارق، أو الرجم، وهو ما يعطي صورة سلبية عن الإسلام الذي هو أنقى وأطهر من وحوش «داعش» الإرهابيين. «الرياض» تكشف حقيقة «إعلام داعش» المضلل، وتفتح عقول الشباب تحديداً نحو آفاق من الوعي لمعرفة تفاصيل المشهد عن قرب. د.البشر: المملكة استعصت على رياح التغيير السياسي والأمني وبقيت رغم التحديات أكثر تماسكاً خوارج العصر وأكَّد "د.أحمد بن حمد البوعلي" -إمام، وخطيب جامع آل ثاني بالهفوف- على أنَّ مفهوم الجهاد في الإسلام، مفهوم نبيل يختلف في مشروعيته وأهدافه عن الممارسات الخاطئة لبعض الجماعات المنحرفة عن الإسلام، موضحاً أنَّ "داعش" هم خوارج العصر ونبتة سوء أُصيبت بها الأمة الإسلامية في مقتل، مُضيفاً أنَّ تطرّف أفكار تنظيم "داعش" من المسائل التي اتفق عليها علماء الإسلام، حيث صدرت تصريحات وفتاوى لسماحة مفتي المملكة بالحذر منهم، ووصفهم بالخوارج. وأضاف أنَّه يجب على الشباب أن يحذر من الانسياق وراء دعاوى الجهاد ونصرة الإسلام تحت رايات مجهولة ومبادئ منحرفة، محذراً من استغلال الإعلام "الداعشي"، الذي يُحرِّض الشباب للانضمام إليه، مذكراً بتاريخ "داعش" المليء بالمجازر والقتل والتكفير، حاثاً الجميع على الوقوف ضد هذا الإعلام المُضلِّل. منظمات مشبوهة وقال "أ.د.محمد بن سعود البشر" -أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- إن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الشباب في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم أنَّ المملكة دولة استعصت على رياح التغيير السياسي والأمني، التي عصفت بمنطقتنا العربية في السنوات القليلة الماضية؛ لذا فإنَّها نقطة التقاء لكثير من الدول المعادية ممن أعلنت عن عدائها للمملكة، إلى جانب تلك المنظمات المشبوهة في أهدافها ممن اتخذت الدين غطاءً لتمرير مخططاتها، وتقويض ما تستطيع من عوامل وحدتها الدينية والسياسية والاجتماعية"، محذراً الشباب المنخدع بشعارات هذه الدول والمنظمات المشبوهة. وأضاف أنَّ مجتمعنا محسود على الأمن الديني والاجتماعي الذي يعيشه، موضحاً أنَّ الواجب على الشباب ألاَّ يكونوا أدوات يستخدمها الأجنبي وكل من في قلبه مرض وحسد على مجتمعنا، وأن يدركوا حقيقة الصراع الذي تعيشه المنطقة، وأن يبتعدوا عن الشبهات الدينية والسياسية، التي يروج لها أعداء الدولة؛ لكي لا يفقدوا نعمة الأمن، الذي هو أعظم النعم التي نعيشها، مُشيراً إلى أنَّ الشريعة تقوم على الأمن، وبه يأمن النَّاس على دينهم وأعراضهم وأموالهم. د.العوين: يسوقون ل«جنة داعش» وهم فيها سعداء آمنون بحثاً عن مزيد من الضحايا للتغرير بهم خطابات مُضحكة! وسخر "د.يوسف بن عبداللطيف الجبر" –محام- من خطابات "داعش" الإعلامية، مؤكداً على أنَّ الغالبية العظمى من شبابنا مُحصَّنون ضد فكر الإرهاب، وذلك بناءً على لغة الأرقام واستناداً إلى العديد من الدراسات في هذا المجال، مُضيفاً أنَّ عقولهم مُحصَّنة من تصديق شبهات "داعش"، لافتاً إلى أنَّ خطابات "داعش" أصبحت مصطلحات تندُّر في المنتديات الشبابية، مُبيناً أنَّهم يجذبون المتأزمين في حياتهم، والمحبطين في بيئاتهم، وضحايا الخلافات الاجتماعية. وقال إنَّ هجرة أولئك النفر إلى معسكرات "داعش" ستُعقِّد حالاتهم المرضية، وتُفاقم انهيارهم النفسي، وتُوسع دائرة إحباطاتهم، كما أنَّهم لن يجدوا مخرجاً سوى الانتحار باسم العمليات التفجيرية، وهو ما نهى عنه القرآن الكريم في قوله تعالى:"ولا تقتلوا أنفسكم إنَّ الله كان بكم رحيماً"، مؤكداً على أنَّ علاج الإحباط والتأزّم الداخلي يتطلب بيئة هادئة متزنة، وبرامج طبية، وكل ذلك لا يتفق مع بيئة الصراع والقتال، موضحاً أنَّ من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الشاب في حق نفسه، سيره في طريق لا يعلم نهايته، ولا يعرف خطورته. وأضاف أنَّ تلقِّي المعلومات من مصدر واحد، مدعاة للوقوع في المصائب، مُوضحاً أنَّ صوت الدين لا يُسمع إلاَّ من أفواه العلماء، فكيف بالحسابات المجهولة؟، مُشيراً إلى أنَّ العاطفة يجب أن تتبع العقل وتستنير بالفكر وتقتبس النور من العلوم، وتهتدي بشعاع الفلسفة، مبيناً أنَّ العاقل يُشكك، والجاهل يُصدق، والفيلسوف يتأمل، لافتاً إلى أنَّ مشكلات المسلمين لن تحل بغارة أو اقتحام أو مواجهة، بل تتطلب خططاً تنموية ومشروعات حضارية ومناهج بناءة ونقداً للذات يكشف العلل ويرسم خطوات التصحيح والاستدراك. إعلام منحرف وأوضح "د.الجبر" أنَّ الإعلام المنحرف يعتمد على استثارة الحماس والغيرة المفرطة، ويهدف إلى خلق سلوك التمرد على المجتمع، كما أنَّه يُوظِّف نصوصاً وفتاوى منتزعة من سياقها، ليجعلها مستنداً لأصوله ومبادئه الشاذة، مُضيفاً أنَّ الواجب هو فضح هذه الأساليب المُضللة، التي يتبعها مُنظِّروا "داعش"، إلى جانب مناقشة أفكارهم المدمرة، والرد على شبهاتهم، وكذلك توزيع فتاوى العلماء عليهم؛ لكي يكتمل الجدار العازل الوقائي في عقول شبابنا، ونضمن نفورهم من أبجديات هذا الخطاب المُضلِّل. ولفت إلى أنَّه لابُدَّ أيضاً من تقديم برامج بديلة، لاستيعاب حماس الشباب وضمهم لأنشطة إيجابية تنفع مجتمعاتهم وتسمو بأوطانهم وتنمي مهاراتهم، مؤكداً أنَّنا نستطيع أن نحمي شبابنا ونُحصِّنهم من التأثُّر بهذا الفكر المتطرف عبر دعم فكر الاعتدال ودعم رموزه، ونشر الثقافة الوسطية البعيدة عن الغلو والتشدّد، إلى جانب تربية الجيل على مفردات التسامح والتفاهم وتقبل المخالف واحترام القانون، وكذلك تغذية حاجات الشباب وتلبية مطالبهم وفتح آفاق الحوار معهم، إضافةً إلى تصحيح مناهج التعليم، لتصنع من شبابنا مبتكرين ومبدعين ومنتجين، واستثمار كل المنابر لتوعية المجتمع بالطرق الصحيحة لخدمة الدين والوطن. د.أحمد البوعلي عاطفة الشباب ووصف "د.محمد بن سليمان الصبيحي" -وكيل كلية الإعلام والاتصال للتطوير والجودة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الإعلام الموجة من "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بأنَّه إعلام يستهدف عاطفة الشباب؛ بُغية تسخيرها في التأثير على العقل وتغييبه، بحيث يتصرف الشاب وفقاً لعواطفه المُتهيجة، بعيداً عن عقله الذي منحه الله –سبحانه وتعالى- له للتمييز بين الحق والباطل، فيتخذ حينها قرارات غير مسؤولة، مؤكداً على أنَّ المتضرر الأول نتيجة انجرافه العاطفي المتأثر بهذا الإعلام هو الشاب نفسه. وقال:"سبب ذلك أنَّ الشاب افتتن بهذه الطريقة في دينه وعقيدته، وربَّما مات مفتوناً في دينه"، موضحاً أنَّ من أسوأ الخواتم أن يُفتن المرء في دينه ويخسر الدنيا والآخرة، مُبيِّناً أنَّ قلَّة من الشباب تأثروا عاطفياً بإعلام وفكر ومواقف "داعش" وزجوا بأنفسهم في أُتون مغامرات هذا التنظيم الإرهابيّ، داعياً إيَّاهم إلى أن يُحكِّموا عقولهم، وأن يُعيدوا النظر في مواقفهم، التي تقودها عواطف متهيجة وردود أفعال غير منضبطة، مُشيراً إلى أنَّهم عطلوا بهذا التأثير عقولهم وأساءوا إلى أنفسهم من حيث لا يعلمون. تربية إعلامية ولم يخف "د.الصبيحي" قلقه من كون إعلام اليوم مفتوح ومتعدد المصادر والثقافات، وهو ما لا يمكن توجيهه أو التحكم في محتواه في ظل التطورات التقنية التي يعيشها المشهد الاتصالي، بيد أنَّه يعتقد بإمكانية تحصين الشباب ضد هذا النوع من الإعلام المُظلِّل أو الموجه للشباب وذلك عبر مسارين، (الأول): في التعامل الواعي مع هذا المحتوى ومحو أمية استخدام وسائل الإعلام، وهو ما يسمى اصطلاحاً "التربية الإعلامية"، داعياً إلى إيجاد محتوى تعليمي وتربوي يعلم الشباب في مختلف مراحلهم وأعمارهم الاستخدام الإيجابي لوسائل الإعلام والاتصال، مبيناً أنَّ هذا المحتوى التعليمي التربوي لابُدَّ أن يبني لديهم أيضاً منهجية قادرة على الفرز الواعي والمتعقل لكل ما تبثه وسائل الإعلام، بما يمكنهم من كشف التظليل والبعد عنه باستخدام العقل والقيم والدين. وأضاف أنَّ المسار (الثاني) يتمثّل في توفير محتوى إعلامي منافس وقوي قادر على المحافظة على هوية الشباب ودينهم، على أن يتسم بالمهنية الاحترافية بعيداً عن المبالغات والخطابات العاطفية أو الترفيه غير المنضبط، الذي ربما أسهم في جعل عقول الشباب وفكرهم في وضع هش وضعيف لا يصمد أمام الإعلام الموجه من "داعش" أو غيره. «فبركة» صور وإنتاج مرئي رخيص في مضمونه واستعراض قوة على حساب الدين والعقل والإنسانية وأشار إلى أنَّه من الأهمية بمكان أن تتضافر جهود مؤسسات المجتمع لحمايته، داعياً إلى وجود عمل مؤسسي متكامل من قبل المؤسسات المجتمعية، التي تخاطب عقل وفكر الشباب، خصوصاً من قبل وسائل الإعلام والتعليم والمساجد، بحيث تعمل على إنتاج محتوى اتصالي تربوي يهدف إلى تحصين الشباب وتقديم المنهج الصحيح لهم برؤية تكاملية متعاضدة وغير متناقضة بين هذه المؤسسات، على أن تراجع هذه المؤسسات ما تُقدمه للشباب بهذا المنهج، حتى لا يحدث لدى الشباب اضطراب أو غموض أو تشكيك يجعلهم يبحثون عن أنفسهم خارج إطار هذه المؤسسات، فيقعون فريسة لإعلام ضال، كإعلام "داعش"، أو غيرها من المنظمات، التي تستهدفهم. تمثيليات مُصوَّرة وأكَّد "د.محمد بن عبد الله العوين" -أستاذ الأدب الحديث بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- على أنَّ إعلام "داعش" ينشر المقاطع المروعة التي تُثير الفزع والرعب من أجل زعزعة الثقة في نفوس المقاومين، مضيفاً أنَّ هذا الجيش الإعلامي عمل على نشر أفكاره عبر خطاب موحد من زعيم عصابة "داعش"، حيث وُجه إليهم بالمبالغة في إظهار قوة التنظيم ونشر صور غنائمه من الأسلحة والعتاد والمدن والقرى، واصفاً ما يتم نشره بالتمثيليات المُصوَّرة. وقال إنَّ الهدف من ذلك هو استجلاب الأتباع واكتساب مصداقية مفقودة وإضفاء لون من السلم والإصلاح والإنسانية على أداء "داعش" الإداري في المدن والقرى التي استولت عليها، كتوزيع الزكوات أو تنفيذ بعض الحدود أو إظهار الحلقات الدينية في المساجد، مُحذِّراً من خداع إعلام "داعش" للشباب من صغار السن عبر تزيين الحياة في جنة "داعش" الموهومة، وأنَّهم سعداء آمنون مطمئنون يعيشون في رغد وحبور وتآلف، مؤكداً على أنَّهم يبثون هذه الأوهام لخداع الشباب والمندفعين للاستعانة بهم في تنفيذ أجندات "داعش". وأضاف أنَّ إعلام "داعش" يعمل على بث الدعايات المسيئة المضادة عن دول الجوار، وأنَّها أنظمة كافرة أو مرتدة، إلى جانب الدعوة إلى قتالها وتهيئة الشبان فيها للانضمام إلى "داعش" وتنفيذ مهمة غزو تلك الدول، وكذلك استهداف المملكة بالعداء وتأليب الجهلاء والموتورين على الافتراء على بلادنا بالأكاذيب واختلاق ما يفرق ويثير الضغائن زوراً وبهتاناً، إضافةً إلى تزييف معرفات بأسماء سعودية وكأنها تكتب من داخل المملكة، بينما هي من الخارج، لتصديق ما يبثونه من أكاذيب. مرحلة حرجة وأشار "د.العوين" إلى أنَّهم يهدفون من وراء ذلك إلى خداع الجهلة وصغار السن، محذراً من معرفات "داعش"، التي تستخدم عبارتي "باقية" و"تتمدد" كشعارين لهذا التنظيم الإرهابي، وترويج مسمى "الدولة الإسلامية" ومصطلح "الخليفة"، موضحاً أنَّهم حريصون على أن تظل هذه العبارات حاضرة في أذهان المتابعين، لافتاً إلى أنَّ تفكيك وتدمير منظومة إعلام "داعش" يمكن أن يتم عبر إخراج مؤسستنا الإعلامية الرسمية من صمتها وإعادة صياغة أدائها ليتواءم مع هذه المرحلة الحرجة، باعتبارنا الآن في حالة حرب. ودعا إلى وضع رؤية فكرية عميقة للإعلام الرسمي "الإذاعات ومحطات التلفزيون"، وكتابة مدونة بالأفكار الرئيسة، التي يدور فيها الحوار والتحليل، إلى جانب تكوين فرق عمل إعلامية ووضع خطة لتقويض فكر "داعش"، مع التأكيد على مرجعية فكر "داعش" وأفعاله الغوغائية إلى الخوارج، ووضع الموازنات المتطابقة في المعتقد والسلوك بين الفئتين أمام المُتلقِّين، وتهيئة فريق فكري متعمق في الوعي بالتيارات الأيدلوجية في التاريخ الإسلامي؛ للإفادة منها في هذه الموازنات. وشدَّد "د.العوين" على مواجهة هذه الفئة الخوارجية بأسلوب الحملة الإعلامية المضادة المنظمة والمعمقة والمستمرة على مراحل وعلى المستويات الإعلامية كافة، إلى جانب تكوين فرق عمل للرد على "داعش" وفضحها بمعرفات متعددة في "تويتر"، وكذلك نشر كل ما يُقوِّض الإعجاب بفكر "داعش" التكفيري، وحجب المعرفات "الداعشية" في "تويتر" وملاحقتها عن طريق فريق فني يتواصل كل لحظة مع إدارة "تويتر"؛ على اعتبار أنَّ "داعش" مجرمة الآن دولياً وتنظيم إرهابي. وبيَّن أنَّ ذلك لابُدَّ أن يشمل أيضاً تنظيف التعليم وخطباء المساجد والمناشط الثقافية والإعلامية الخاصة ممن يمكن أن يميل أو يشير إلى إعجاب أو ارتياح لفكر "داعش" الإرهابي، إلى جانب تقديم تجارب مُرَّة في الإذاعة والتلفزيون والصحافة الورقية والإلكترونية لمن كانت لديه سابقة تطرف وانضمام إلى "داعش"، ثمَّ عاد إلى رشده، مؤكداً أنَّ العائدين سيكشفون خبايا وأسرار يجهلها من ضلّلهم إعلام "داعش" الإرهابي. تغريدات واعية وأكد "د.فهد الطياش" -أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود- على أنَّ من يدرس بشكل علمي حالات من ينجرف وراء أوهام دعاة الفتنة ونشر الأحقاد يدرك جيداً مدى صعوبة رسم خارطة علمية لذلك، مُضيفاً أنَّ المسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة والحي في الوقوف أمام الشباب المراد اختطافه فكرياً، موضحاً أنَّ إعداد الشاب ذاتياً من أهم المراحل، حتى يتمكن من مهارات الفكر التحليلي، الذي يجعله يميز بين الحق والباطل، إلى جانب اتخاذ الموقف الحازم في وجه الباطل. وقال إنَّ هذا المستوى من الوعي نلمسه كثيراً من شباب الوطن الهادفة لحفظ الأمن والتعاون على البر والتقوى وحماية الجبهة الداخلية، وذلك عبر تغريداتهم في "تويتر"، مُشيراً إلى عدد من الجوانب العلمية، التي يمكن الاهتمام بها، من أجل البحث عن إطار أو أُطر نظرية تفسيرية تساعد في تفكيك الظاهرة وعلاجها، مُبيِّناً أنَّ من أهم هذه الجوانب، طرح بعض الافتراضات، التي تساعد في تبنيّ التفسير العلمي. د.حمزه بيت المال د.يوسف الجبر د.محمد الصبيحي د.محمد البشر د.محمد العوين د.فهد الطياش الصيد في مستنقع الإحباط..! أوضح "د. فهد الطياش" أنَّ بعض الدراسات الغربية ومنها فرضية "الصيد في مستنقع الإحباط" تشير إلى أنَّ معظم من تمَّ استدراجهم لصفوف "داعش" وغيره من التنظيمات المُتطرفة، هم ممن تبنوا فرضيات الإحباط، التي لا ينظر فيها المرء إلاَّ إلى الجوانب السلبية في حياته ومحيطه. وقال إنَّ فرضية التعريف السلبي للذات -التي يرى الشاب من خلالها أنَّه في مستنقع وحل- لا يمكن التخلُّص منه إلاَّ بالعنف، موضحاً أنَّ فرضية نشوة الذات النرجسية تعني نقل الشخصية المحبطة أو الهامشية في رحلة وهم يعتقد فيها الشاب أنَّه يحمل لواء رفعة الدين لوحده، وفيها يتم اقتلاع الشاب من واقعه إلى رحلة الوهم، التي يتم فيها تفخيخ عقله، ومن ثمَّ جسده بحزام ناسف ليقتل نفسه وغيره من المسلمين والأبرياء. ماكينة إعلامية محترفة وممنهجة لاستدراج الشباب السعودي أكد "د. حمزة بيت المال" على أنَّ حركة "داعش" -كما أثبتت الشواهد، وكما نُشر عنها- تملك ماكينة إعلامية ضخمة وممنهجة، خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي؛ للتأثير على شباب الأمة -والشباب السعودي على وجه الخصوص- واستقطابهم واستدراجهم للانضمام لها أو مساعدتها في التمويل، مُبيِّناً أنَّ مقاطع "الفيديو"، التي تبثها الحركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو "يوتيوب"، تستخدم فيها أرقى وأفضل التقنيات الحديثة في هذا المجال. وقال إنَّ العديد من المواد التي يتم تصويرها وتبدو للمشاهد كأنَّها معمولة بطريقة عفوية، إنَّما هي ليست كذلك، بل إنَّها مُنتجة بمستوى احترافي، داعياً شباب المملكة إلى توخيّ الحذر الشديد في التعاطي مع أو مشاهدة هذه المواد، التي تبث من هذه المُنظمات؛ لأنَّها تستهدف بشكل أساسي الشباب السعودي، موضحاً أنَّ هذه المواقع والوسائل ليست معروفة الهوية أو المصدر، إلى جانب أنَّه ثبت عدم مصداقيتها، مؤكداً ثقته في شباب الوطن، مُشيراً إلى أنَّهم فطنون ويستطيعون التمييز بين هذه الرسائل. وأضاف أنَّ تلك الرسائل تحمل مضامين ودعاية سوداء تستهدف تشويه سمعة الدين والأمة، والزج بشباب المملكة تحديداً إلى أُتون صراعات مجهولة الإدارة والتمويل، داعياً الشباب إلى ألاَّ يغتروا بالعناوين أو الأسماء الظاهرة، ومن ذلك خلافة إسلامية أو دولة إسلامية، موضحاً أنَّ عليهم أن يُحكِّموا عقولهم قبل عواطفهم في النظر لهذه المنظمات وممارستها الإعلامية الخبيثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتيقَّنوا أنَّ كل ما تحذر منه حكومة المملكة، إنَّما هو لصالحهم وحمايتهم وصون أمنهم وعقيدتهم. صنيعة استخبارات دولية و«المعرّفات» أكبر دليل كشف "أ. د. محمد البشر" عن محتوى الرسائل الإعلامية التي تنشرها "داعش"، مؤكداً على أنها من صنع استخبارات دولية وأعداء حقيقيين للإسلام وللمملكة، مُستشهداً في هذا الشأن ببعض المُعرِّفات المجهولة في وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أنَّها أسماء غير معروفة تنقصها المعرفة الحقيقية بالإسلام والعقل السياسي الراشد. وقال إنَّ ذلك يدل على أنَّ تلك المُعرّفات هي أجنبية لا تفقه شيئاً في الدين، كما أنَّ الأفلام القصيرة التي تُروِّج لها هذه الجهات الدولية المعادية والمنظمات المشبوهة قد بُذل فيها من المال الكثير؛ ممَّا يدل على أنَّ وراءها جهات كبيرة تُموّلها. وأضاف أنَّ هذه الدول المعادية والمنظمات المشبوهة أدركت خطورة تأثير الإعلام في قناعات الشباب، فكان ذراعها الإعلامي يوازي في قوته الذراع العسكري، بل ربَّما يتفوق عليه في التأثير، الأمر الذي يؤكد حقيقة أنَّ الحرب الحالية في المنطقة، هي حرب معلومة وسباق محموم للتأثير في القناعات، ومن ثمَّ محاولة الاستمالة والاستقطاب، داعياً الشباب إلى النظر بنظرة العاقل تجاه الدول التي تُتخطف من حولنا، وكيف آلت إليه بعد أن فقدت نعمة الأمن، مشيراً إلى أنَّ بعض شبابنا خُدعوا عاطفياً بالشعارات التي تروج لها "داعش" وتحاول أن تستقطب الشباب من خلالها.