الاحتلال دمّر عمدًا 34 مستشفى يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة . وتأتي هذه الهجمات في وقت تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية والجهود الوسيطة للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل أسرى. وفجر أمس، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مبنى المستشفىالأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة. وأفاد مراسل "الرياض"، بأن طيران الاحتلال قصف بصاروخين مبنى الاستقبال، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالغة، واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية. ووفق شهود عيان، فإن جيش الاحتلال كان قد هدد بقصف المستشفى قبل استهدافها، وأمهل الموجودين فيه من مرضى وجرحى وطواقم طبية بإخلائه قسرا خلال 18 دقيقة، ما حال دون توفير أي رعاية طبية لمن تستدعي حالتهم ذلك، حيث أجبر عشرات الجرحى والمرضى على مغادرته، وافتراش الشوارع المحيطة به، في ظل أجواء البرد القارس. وقد تسبب هذا القصف بإخراج المستشفى عن الخدمة بالوقت الحالي، ولم يعد قادرا على استقبال المصابين جراء غارات الاحتلال المتواصلة على القطاع. وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة د. منير البرش، إن الاحتلال يواصل انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بتدمير المنشآت الصحية و استهداف الكوادر الطبية. وبين البرش في تصريح له، الأحد، أن الاحتلال استهداف مستشفى المعمداني "الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة". وأشار إلى أن المصابين الذي تم إجلاؤهم من المستشفى باتوا ليلتهم في الطرقات بعد استهداف الاحتلال للمستشفى، فيما استشهد أحد المصابين خلال عملية الإجلاء. وشدد البرش على أن خدمات طبية أساسية مفقودة في القطاع الصحي، وأن أصحاب الأمراض المزمنة يعانون بشدة نتيجة عدم توفر العلاج الخاص بهم. ويُقدّم المستشفى خدماته الصحية لأكثر من مليون مواطن في محافظتي غزة وشمالها، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر2023،وتعمد استهداف المستشفيات، والمراكز الصحية. من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 4,000 منزل ومنشأة تحتوي على أنظمة طاقة شمسية، في إطار سياسة ممنهجة لتدمير مصادر الطاقة البديلة في القطاع المحاصر. كما نشر المكتب قائمة تضم 35 مستشفى تعرضت للقصف أو الحرق أو التدمير، أو تم إخراجها عن الخدمة بالكامل، ضمن ما وصفه بجريمة الإبادة الجماعية المستمرة. بالتزامن مع استمرار العدوان، وصلت جهود الوساطة إلى مرحلة متقدمة، حيث توجه وفد من حماس برئاسة خليل الحية إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ومناقشة تفاصيل صفقة تبادل أسرى جديدة. وأكدت الحركة أنها تتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وسط ترقب واسع لنتائج هذه المباحثات. ميدانيا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استكمل السيطرة على محور "موراغ"، وتمكن من تطويق مدينة رفح جنوب القطاع بشكل كامل. وأكد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش سيعمل على توسيع هجماته في معظم مناطق قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال سبق ودمّر عمدًا 34 مستشفى، وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في قطاع غزة، وكذلك استهدف العشرات من المراكز الطبية والمؤسسات الصحية في انتهاك فاضح لكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية". وكان مستشفى المعمداني قد شهد واحدة من أبشع مجازر الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، بعد قصفه لها في 17 أكتوبر 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن استشهاد 471 مواطنا، وإصابة المئات. والمستشفى المعمداني في غزة يقع على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882. وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة، بعد الدمار الكبير الذي ألحقه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان، خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 18 شهرا. ويستقبل المستشفى يوميا عشرات الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرض لها القطاع منذ خرق وقف إطلاق النار. القتل الممنهج قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في مدينة غزة، يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة المحاصر. وأضاف في بيان صادر عن المجلس الوطني ، أن القتل اليومي وقصف مستشفيات الأطفال، وتجويع المرضى وتركهم فريسة للمرض دون دواء أو مأوى كلها مشاهد تنتمي إلى عصور الانحطاط الإنساني، ترتكب اليوم أمام كاميرات العالم وفي ظل صمت دولي مخز بل ومتواطئ. وتابع فتوح: إن ما نشهده اليوم من عدوان همجي طال المؤسسات الطبية والإنسانية، وتحديدا تدمير ما يزيد على 35 مستشفى ومركزا صحيا منذ بداية العدوان، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولم يكتف بقتل الفلسطينيين في بيوتهم وفي طرق نزوحهم، بل يلاحقهم حتى في المستشفيات، حيث تختنق الحياة وينطفئ الأمل. وأشار إلى أن صور إخلاء مستشفى المعمداني تحت القصف، وسقوط المرضى والجرحى تحت الأنقاض، ستبقى شاهدا دامغا على أن الاحتلال ينفذ سياسة تطهير عرقي ممنهجة، وسط تواطؤ دولي ومشاركة ودعم الإدارة الأميركية التي تدعم الاحتلال بأدوات القتل وخطط التطهير العرقي. وتابع فتوح: لقد تحول قطاع غزة إلى مختبر مفتوح لانهيار القيم، حيث تمارس الإبادة أمام أنظار من ادعوا يوما الدفاع عن حقوق الإنسان، والصمت بمثابة ضوء أخضر لاستمرار المجازر، وتقويض كامل لما تبقى من منظومة العدالة الدولية. ولفت إلى أن ما يجري في غزة لم يعد مجرد نزاع أو عملية عسكرية كما يعلن، بل هو مشروع ممنهج لتفريغ الأرض من أهلها، ومحو الشعب الفلسطيني من الجغرافيا والذاكرة معا، حيث إن استهداف المستشفيات لا يُمكن فهمه إلا ضمن سياق إبادة جماعية تهدف إلى محو الحياة، والصوت، والوجود الفلسطيني. وطالب فتوح، المجلس المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بالتحرك الفوري والفعال لوقف العدوان على قطاع غزة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة. جيش الاحتلال يواصل عدوانه يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مناطق الضفة الغربية، حيث نفذ فجر أمس، حملات مداهمات واقتحامات في مدن الضفة الغربيةالمحتلة ومخيماتها، بالتوازي مع تصعيد عدوانها على طولكرم وجنين ومخيماتها. ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم، لليوم ال 77 على التوالي، ولليوم ال 64 على مخيم نور شمس، وسط إطلاق نار كثيف، وانتشار واسع للآليات العسكرية وفرق المشاة، وتسببت هذه العمليات في نزوح قسري للأهالي، وتفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة. وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية المكثفة لليوم ال 83 على التوالي، حيث تشير تقديرات بلدية جنين إلى أن نحو 600 منزل في المخيم قد تم هدمها منذ بداية العدوان قبل 80 يومًا، فيما أصبحت 3200 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، في ظل ظروف مأساوية يعيشها السكان، فضلاً عن ارتقاء عشرات الشهداء، واعتقال المئات. على صعيد متصل، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على الحواجز المحيطة بمدينة نابلس، ما أدى إلى عرقلة حركة الفلسطينيين. وشهدت حواجز مثل المربعة، بيت فوريك، دير شرف، مدخل قرية بورين، وعورتا، أزمات مرورية خانقة نتيجة هذه القيود. وفي جنوب الضفة، أصيب فلسطيني يبلغ من العمر 58 عامًا برصاص جيش الاحتلال على حاجز عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل، وأفاد الهلال الأحمر أنه تم نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، بلدة بيرزيت، شمال رام الله، وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من الآليات العسكرية اقتحمت البلدة، وجابت شوارعها، دون أن يبلغ عن مداهمات، واعتقالات. كما شهدت مدينة الخليل حملة اعتقالات ومداهمات، حيث اعتقلت قوات الاحتلال المواطنين عبد سميح زماعرة وعبد السميع الواوي، بعد اقتحام منزليهما وتفتيشهما والعبث بمحتوياتهما. واندلعت مواجهات عقب الاقتحام، تخللتها عمليات إطلاق للرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام نحو منازل المدنيين. كما وأغلقت قوات الاحتلال طريق فرش الهوى في الاتجاهين بعد إصابة أحد الفلسطينيين، وتواصل إغلاق مداخل مدينة الخليل وبلداتها ومخيماتها الرئيسية، مستخدمة البوابات الحديدية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية. كما فرضت إجراءات أمنية مشددة داخل البلدة القديمة من الخليل، وفي محيط الحرم الإبراهيمي، حيث نصبت الحواجز وضيقت على حركة الأهالي، في إطار سياسة متواصلة لتقييد حرية التنقل والتنكيل بالفلسطينيين. اقتحامات واسعة للأقصى في اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي، شهد المسجد الأقصى المبارك، صباح الأحد، اقتحامات واسعة من قبل مجموعات كبيرة من المستوطنين، الذين دخلوا باحاته من جهة باب المغاربة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متفرقة، حيث تلقوا شروحات حول "الهيكل" المزعوم، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته. كما أدى عدد منهم طقوسًا تلمودية وتوراتية، خاصة في الجهة الشرقية من المسجد، قرب قبة الصخرة، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة. تزامن ذلك مع تضييقات مشددة فرضتها قوات الاحتلال على مداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، حيث نصبت عشرات الحواجز الحديدية في الشوارع والطرقات المؤدية إلى الموقع، وأوقفت المارة الفلسطينيين لفحص هوياتهم وأغراضهم، في محاولة لمنعهم من الوصول إلى المسجد. ولم تقتصر الإجراءات على التضييق فحسب، بل أغلقت سلطات الاحتلال جميع الممرات والطرقات المؤدية إلى البلدة القديمة، وأبواب المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة والقوات الخاصة، ما حوّل القدس إلى ثكنة عسكرية مغلقة. وتأتي هذه الاقتحامات ضمن دعوات أطلقتها ما تعرف ب"جماعات الهيكل"، التي حثت المستوطنين على تنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى خلال أيام عيد الفصح، مع محاولات لإدخال ما يسمى ب"قرابين الفصح" إلى داخل المسجد، في تحد صارخ لمشاعر المسلمين ولمكانة الأقصى الدينية. وسط هذه الأجواء المشحونة، تتصاعد المخاوف من مزيد من التوتر والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، في ظل تصاعد وتيرة الاقتحامات، والقيود الإسرائيلية المشددة على الفلسطينيين في القدس. اقتحامات الأقصى غزة الدمار في كل مكان دمار بسبب قصف الاحتلال المستشفى المعمداني