دخلت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، يومها ال415 تواليًا، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المتواصل وارتكاب المجازر بحق المدنيين والعائلات الفلسطينية في مختلف أنحاء القطاع. وأفادت مصادر محلية وصحفية، بإصابة مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية في قصف الاحتلال للمستشفى، ويعد أبو صفية من الشخصيات البارزة في المجال الصحي بغزة، حيث يقود الفرق الطبية لتقديم الرعاية الصحية لسكان القطاع. وذكرت المصادر، أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مستشفى كمال عدوان شمال غزة وتسببت بإعطاب خزان السولار بالمستشفى. كما أفادت مصادر طبية باستشهاد نحو 40 شخصا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في القطاع واستهدفت الغارات مناطق سكنية في مدينة غزة ومخيمي النصيرات وخان يونس جنوبي القطاع. ويعد مستشفى كمال عدوان المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمة الصحية في شمال قطاع غزة، الذي يرزح تحت حصار مشدد وعملية عسكرية واسعة منذ 51 يومًا، أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين. وفجر جيش الاحتلال "روبوت مفخخ" في محيط مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمال غزة، ونسف الجيش مبان سكنية شمال غزة. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية النار بشكل كثيف غربي مدينة رفح جنوبي القطاع، وشنت سلسلة غارات على المدينة تزامنًا مع تعرضها لقصف مدفعي، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى. وخلّف العدوان على محافظات الشمال أكثر من ألفي شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، ونزوح أكثر من نصف عدد سكانها البالغ نحو 200 ألف مواطن، وسط ظروف إنسانية كارثية، وتدمير لأحياء سكنية كاملة. وفي الأسابيع الأخيرة، أجبرت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من المواطنين على النزوح قسرًا من محافظة الشمال إلى مدينة غزة، في مسعى احتلالي لإقامة منطقة عازلة. ويعاني حوالي 80 ألفًا ممن تبقوا في منازلهم أو المباني التي نزحوا إليها داخل شمال غزة، من أوضاع مأساوية، جراء الغارات المكثفة ونيران الآليات والمسيرات. ورغم نزوح عشرات الآلاف من شمال قطاع غزة، لا يزال العديد من السكان يرفضون مغادرة منازلهم، ويعيشون مشاهد يومية من الدمار والخراب، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار المشدد، والقصف المستمر، وشح الطعام، والدواء، وعدم توفر أي فرق إنقاذ. واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء حصار الاحتلال المتواصل، لا سيما في الشمال، إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام. المواطنون في غزة يعانون هم أيضًا سياسة تجويع جراء شح في المواد الغذائية، بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة. ويطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى. وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 44.176 فلسطينيًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104.473 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال فجر الأحد، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ومخيم بلاطة وقرى أخرى في المحافظة، مما أدى لاندلاع اشتباكات ومواجهات للتصدي للقوات المقتحمة. وتمركزت قوات الاحتلال بمحيط كازية التميمي بشارع القدس، وعمارة ذياب شرق نابلس. وتمكن مقاومون من استهداف قوات الاحتلال بوابل كثيف من الرصاص في شارع القدس شرق نابلس. وأفاد شهود عيان بإطلاق النار، على قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس. ونشرت قوات الاحتلال قناصة في عدد من المنازل في المنطقة، وتعمدت تخريب منطقة السوق في مخيم بلاطة بواسطة جرافة عسكرية. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بإصابة فتى برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة. وأعاقت قوات الاحتلال عمل طواقم الإسعاف، وعرقلت وصولها للفتى المصاب. بالتزامن مع ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبان قوات الاحتلال خلال اقتحام قرية مادما جنوب مدينة نابلس. وذكر شهود عيان في مادما، أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت بشكل كثيف صوب المواطنين. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة تلفيت جنوب نابلس وداهمت عدة منازل، كما اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية مدينة أريحا شرق الضفة، وبلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله و ضاحية شويكة في طولكرم. إلى ذلك اقتحم مستوطنون متطرفون يوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أن المقتحمين أدوا طقوسًا تلمودية في الساحة الشرقية من المسجد. وشددت قوات الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين للمسجد، واحتجزت هوياتهم عند بواباته الخارجية. وتتواصل الدعوات لتكثيف الرباط والحشد في الأقصى، لحمايته من اقتحامات المستوطنين ومخططاتهم التهويدية، الساعية لفرض وقائع جديدة بحق المقدسات في مدينة القدسالمحتلة. وأكدت الدعوات على ضرورة المحافظة على شد الرحال للأقصى، والرباط فيه بأعداد كبيرة، للتصدي لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين. كما تواصلت اعتداءات المستوطنين، في محافظة الخليل جنوبالضفة الغربية، تزامنا مع إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الإبراهيمي، في البلدة القديمة من مدينة الخليل، لليوم الثاني على التوالي. وشن مستوطنون اعتداءات على منازل الفلسطينيين في منطقة تل الرميدة بمدينة الخليل، فيما اقتحم مستوطنون المقبرة الإسلامية في شارع الشهداء وسط المدينة. من جهة أخرى، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي، وفرضت حظرًا للتجوال على البلدة، بحجة "الاحتفالات اليهودية". ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين في البلدة القديمة من مغادرة منازلهم إلا للحالات الطارئة جدًا، فيما تعرضت منازل فلسطينية للرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة من قبل المستوطنين. ونظم المستوطنون بأعداد كبيرة مسيرات في شوارع البلدة القديمة بالخليل وحاراتها، وانطلقت من المسجد الإبراهيمي ووصلت إلى حارة تل الرميدة وشارعي الشهداء والسهلة وحارة السلايمة ووادي الحصين وحارة جابر ووادي الغروس. وأدت اعتداءات الاحتلال والمستوطنين إلى حالة من الترهيب والتخويف في صفوف أهالي الخليل، لا سيما الأطفال والنساء، وسط انتشار للحواجز العسكرية. يشار إلى أن آلاف المستوطنين اقتحموا المسجد الإبراهيمي يوم الجمعة الماضي، بينهم وزراء متطرفون وعلى رأسهم الوزير بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير. وتشهد مناطق الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، اقتحامات مستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، يتخللها مواجهات ميدانية، ما أسفر عن اعتقال الآلاف الفلسطينيين وارتقاء مئات الشهداء، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء. الإبادة تتواصل دون حسيب أو رقيب