يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة لليوم ال 205 على التوالي، مع ارتكابه مجزرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واستمرار انتشال الشهداء من المواقع التي انسحب منها. واستشهد 8 فلسطينيين بينهم طفلان، وأُصيب 8 آخرون معظمهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف في وقت مبكر من فجر السبت منزلا في الحي السعودي غرب مدينة رفح جنوبي القطاع. وذكرت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال استهدفت منطقة الجرادات شرق معبر رفح، مشيرة إلى وصول عدد من الجرحى إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مخيم يبنا للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة رفح. وتتواتر الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح وأطرافها بينما تهدد إسرائيل باجتياح المدينة التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح بذريعة القضاء على مقاتلي حركة حماس فيها. وفي جنوب القطاع أيضا، استشهد 3 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط مدرسة فيصل في الحي الياباني غربي خان يونس. وفي وسط قطاع غزة، ارتقى 6 شهداء وأصيب 30 آخرين، السبت، جراء غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات. وقد تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 4 شهداء، كما أخرجت عددا من الجرحى من تحت الأنقاض بعد ساعات من القصف الإسرائيلي. وبعد ساعات من هذه الغارة، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منطقة الزوايدة بوسط القطاع. وكان استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي على منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات. وقصف جيش الاحتلال بالمدفعية شمال مخيمي النصيرات والبريج، ونسف مربعاتٍ سكنيةً في بلدة المغراقة. وكان جيش الاحتلال نفذ مؤخرا عملية عسكرية كبيرة في المنطقة التي لا تزال تشهد اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والقوات المتوغلة. وفي وسط مدينة غزة، قصفت الطائرات الإسرائيلية أمس مبنى تابعا للصليب الأحمر الدولي يؤوي نازحين في شارع الوحدة، مما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين. وفي شمال القطاع الذي شهد قبل أيام توغلات إسرائيلية جديدة، أطلقت قوات الاحتلال النار صباح السبت، في محيط مدينة بيت لاهيا وشرق مخيم جباليا، بحسب مصادر فلسطينية. مقابر جماعية في غضون ذلك، يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة، انتشال جثامين الشهداء من مواقع كان يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت نسمة الحلبي منسقة الإعلام بالهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان بقطاع غزة انتشال 283 جثة من 3 مقابر جماعية، اكتشفت في القطاع بعد انسحاب قوات الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ومستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا ومستشفى ناصر بخان يونس. وأوضحت الحلبي خلال مؤتمر صحفي في دير البلح وسط القطاع أن 500 شخص ما زالوا مفقودين ويُخشى أن يكونوا قد قتلوا على يد قوات الاحتلال ودفنوا في مقابر جماعية لم تُكتشف بعد. وكان الدفاع المدني الفلسطيني أعلن الخميس الماضي أنه انتشل نحو 400 جثمان من 3 مقابر جماعية في ساحة مجمع ناصر بخان يونس بعد انسحاب الاحتلال منه، وذلك منذ بدء عمليات انتشال الجثامين قبل أسبوع. وقال الدفاع المدني إن المقابر الجماعية التي اكتشفت في محيط مجمع ناصر أظهرت بالأدلة الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية. وفيما قالت واشنطن إن التقارير عن المقابر الجماعية المكتشفة في قطاع غزة "مثيرة للقلق" واكتفت بطلب معلومات من الاحتلال، طالبت دول غربية أخرى ومنظمات دولية بتحقيق مستقل. وبعد أكثر من 6 أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 34 ألفا و356 شهيدا والجرحى إلى 77 ألفا و368 مصابا، بحسب حصيلة نشرتها أمس وزارة الصحة في غزة. تدمير الآبار وقطع خطوط المياه حماس تدرس الرد الإسرائيلي قال نائب رئيس حركة (حماس) في قطاع غزة خليل الحية، إن الحركة تسلّمت رد الاحتلال الرسمي على موقف الحركة من المفاوضات، الذي سُلم للوسيطين القطري والمصري في الثالث عشر من الشهر الجاري. وأضاف الحية، في بيان، السبت، أن الحركة ستقوم بدراسة الرد الإسرائيلي، وستعلن موقفها حال الانتهاء منه، دون تفاصيل إضافية. وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، إن هناك جهودا قطرية مصرية جديدة جارية لمحاولة التوصل لصفقة بين حماس وإسرائيل. وأضاف أن هناك زخما جديدا في محادثات حول إجراء صفقة تبادل للأسرى، لكنه لم يشر إلى سبب تفاؤله ذلك. وأشار سوليفان إلى أن هناك جهدا جديدا من جانب قطر ومصر وإسرائيل، لمحاولة إيجاد طريقة للمضي قدما في المحادثات بشأن قطاع غزة. وتعليقا على تلك الأنباء، ذكر موقع "0404" العبري أن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش هدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بترك الحكومة إن وافق على المبادرة المصرية. واعتبر سموتريتش أن المبادرة تشكّل خنوعا إسرائيليا خطيرا وانتصارا كارثيا لحماس، على حد قوله. وقالت قناة" كان" الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية ومعظم القيادة السياسية بالاحتلال تؤيد الاقتراح المصري بشأن صفقة تبادل الأسرى، لكن نتنياهو لا يوافق عليه. وكانت نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير في المجلس الأمني المصغر، لم تكشف عن هويته، تأكيده أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريد التوصل لصفقة، ويضع كثيرا من العراقيل في هذا الشأن. جامعات أميركا تنتفض لنصرة غزة حرارة الخيام تقتل طفلين في غزة كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن وجود تقارير تفيد بوفاة طفلين على الأقل، بسبب موجة الحر خلال الأيام الماضية في قطاع غزة. وقال لازاريني، إن "غزة مرت خلال الأيام الماضية بموجة حر غير عادية، فاقمت الظروف المعيشية غير الإنسانية". في أثناء ذلك، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة ازمة مياه كبيرة، مع تدمير الاحتلال للآبار الجوفية وقطع خطوط توصيل المياه إلى قطاع غزة. وأعلنت بلدية مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تدمير جيش الاحتلال 70 في المئة من آبار المياه المغذية للفلسطينيين من سكان المدينة. وقال رئيس البلدية علاء العطار، إن بيت لاهيا تعرضت منذ بداية العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة لدمار كبير في البنية التحتية والسكنية. وأضاف أن جيش الاحتلال دمر 70 % من آبار المياه المغذية للفلسطينيين من سكان المدينة، و50 % من مضخات الصرف الصحي، ما تسبب بأزمة إنسانية خلال الحرب على القطاع. شهيدان برصاص الاحتلال استشهد فلسطينيان برصاص الاحتلال الإسرائيلي غربي مدينة جنين، في وقت استمرت اقتحامات قوات الاحتلال لعدد من مدن وبلدات الضفة الغربية. وأفادت مصادر فلسطينية، الليلة الماضية، بأن صافرات الإنذار دوت في معسكر لجيش الاحتلال، يُعرف بمعسكر سالم العسكري غربي مدينة جنين بالضفة الغربية، جراء إطلاق نار استهدف المعسكر من قِبل مقاومين فلسطينيين. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية، ونفذت أعمال تمشيط في المنطقة ومحيط قريتي رمانة وزبوبا غرب جنين، بحثا عن منفذي عملية إطلاق النار. كما أعلنت كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن عملية استهداف المعسكر. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه نقلت إصابتين من محيط حاجز سالم إلى المستشفى، قبل الإعلان عن استشهادهما. اقتحامات متواصلة في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية بلدة السموع جنوب الخليل، وداهمت عددا من المنازل، وفتشتها بعد أن سيّرت دورياتها في البلدة. وكان مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال قد داهموا موقعا أثريا وسط البلدة وأدوا طقوسا تلمودية وأعطوا دروسا توراتية قبل أن ينسحبوا من المكان. كما واقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن إطلاق نار استهدف قوات الاحتلال خلال اقتحامها المدينة. وقالت كتيبة طولكرم التابعة لكتائب شهداء الأقصى إن مقاتليها أطلقوا وابلا من الرصاص على قوات الاحتلال المقتحمة للمدينة على محور دوار السلام، فجر السبت، وأعلنت تحقيق إصابات مباشرة. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدنا وبلدات بالضفة الغربية، واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين، في حين اقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين مواقع أثرية في نابلس وجنين في خامس أيام عيد الفصح اليهودي تحت حماية جيش الاحتلال. وتزامنا مع حربه على غزة، صعَّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 491 فلسطينيا وإصابة نحو 4900 آخرين. تحذير من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب المياه (رويترز) (أ ف ب)