منذ أن رأينا سالم الدوسري شابًا يافعًا في صفوف ناشئي الهلال توقع الجميع أن يكون له شأنا عظيما في عالم كرة القدم، لم يخيب الظنون بل تجاوز التوقعات محققًا الإنجازات تلو الأخرى حتى بات اليوم واحدًا من أبرز نجوم الكرة السعودية والعربية. لم يكن طريقه سهلاً لكنه صنع لنفسه مكانة متميزة ليس فقط في القارة الآسيوية التي عرفته كأفضل لاعب فيها عام 2022 بل حتى على الساحة العالمية عندما سطع نجمه في كأس العالم وسجل واحدًا من أجمل أهداف البطولة في شباك الأرجنتين هدفٌ سيبقى خالدًا في ذاكرة كل سعودي. قد يسأل البعض: ما سر تألق سالم الدوسري؟ ولماذا استطاع أن يستمر في القمة بينما تعثر غيره؟ الإجابة تكمن في عدة عوامل: أولها تركيزه العالي داخل الملعب وخارجه فقد عرف كيف يبتعد عن كل ما يشتت ذهن اللاعبين؟ فلم يقع في فخ الاستعراض الإعلامي أو الانشغال بترندات مواقع التواصل الاجتماعي التي لا ترحم، كما أسهم احترافه الخارجي مع فياريال الأسباني ولو لفترة قصيرة في صقل موهبته ومنحه تجربة مختلفة، بالإضافة إلى البيئة الاحترافية في نادي الهلال التي تساعد اللاعبين على التطور والاستمرارية، كما تعامل سالم بذكاء مع الإعلام فلم ينجرف وراء الضغوط أو الإثارة بل جعل رده دائمًا في المستطيل الأخضر. بعد كل هذه الإنجازات يبقى السؤال: ما التالي لسالم الدوسري؟ هل سيتوقف هنا أم أن أمامه تحديات جديدة؟ ما يميّز الأساطير في عالم الرياضة أنهم لا يتوقفون عن تحقيق الألقاب والإنجازات حتى بعد بلوغ القمة وهذا ما يجعل سالم قريبًا جدًا من الانضمام إلى كوكبة الأساطير السعوديين أمثال ماجد عبدالله وسامي الجابر ومحمد الدعيع ويوسف الثنيان الذين لم يكن مجرد التألق المحلي كافيًا لهم بل صنعوا أسماءً خالدة في ذاكرة الكرة السعودية. سالم الدوسري ليس مجرد لاعب هلالي بل هو نجم سعودي يمثل كل الوطن ومن هنا تأتي مسؤولية الجماهير في دعمه والتفاعل معه كلاعب وطني قبل أي انتماء آخر، والوقوف مع النجوم في الأوقات الصعبة أهم من الاحتفال بهم في لحظات التألق، والجماهير قادرة على صناعة الفارق بالحضور إلى المباريات وتشجيع اللاعب وتقدير تاريخه بدلاً من التركيز على لحظة عابرة قد لا تعبر عن قيمته الحقيقية. تذكروا دائمًا: الإبداع يستحق الاحتفاء والنجوم لا يتكررون كثيرًا فلا تتوقف يا سالم! سعود الضحوك