مع تولي الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الخلافة، واجهت الدولة الإسلامية تحديات كبرى، خاصة مع الصراعات السياسية التي نشأت بعد مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-. كانت مكة من أبرز المدن التي تأثرت بهذه التغيرات، وكان على الإمام علي تعيين قادة يديرون شؤونها بحكمة وعدالة، وسط هذه الظروف المتوترة. تعيين ولاة مكة في عهد الإمام علي بعد مبايعة المسلمين للإمام علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين، قام بتعيين قيادة الأنصاري واليًا على مكة. ثم تولى الإمارة بعده قثم بن العباس، وهو من أقرباء النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان معروفًا برجاحة عقله وإلمامه بالأمور الشرعية والإدارية. لاحقًا، جاء معاذ بن معبد بن العباس -رضي الله عنهم- ليكمل مسيرة الإدارة في مكة خلال هذه الفترة. الوضع السياسي في مكة خلال خلافة الإمام علي كانت مكة في عهد الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مدينة ذات مكانة دينية عظيمة، لكنها تأثرت بالاضطرابات السياسية التي نشأت نتيجة الخلاف بين علي ومعاوية بن أبي سفيان. ورغم ذلك، حرص الإمام علي على الحفاظ على استقرار مكة، وتعيين ولاة من أهل الثقة والكفاءة لضمان حسن إدارتها. لكن مع استشهاد الإمام علي -رضي الله عنه- في عام 40 ه، تأثرت مكة بالتغيرات السياسية التي أعقبت ذلك، حيث تولى معاوية بن أبي سفيان الحكم، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ إدارة المدينة. أثر تعيين الولاة في عهد الإمام علي شكلت إدارة الإمام علي بن أبي طالب لمكة نموذجًا في الحزم والعدالة، حيث حرص على تعيين ولاة يتمتعون بالأمانة والنزاهة. وعلى الرغم من التحديات والصراعات التي واجهها خلال خلافته، إلا أن مكة ظلت تحت إدارة قوية، تعكس التزام الإمام علي بمبادئ الإسلام في الحكم والإدارة. يبقى عهد الإمام علي بن أبي طالب مرحلة مهمة في تاريخ مكة، حيث شهدت المدينة تطورات سياسية كبيرة، لكنها ظلت مركزًا دينيًا يحظى باهتمام خاص من الخلفاء الراشدين. وقد أسهمت سياسة الإمام علي في اختيار ولاة أكفاء في الحفاظ على استقرار مكة رغم التحديات السياسية التي واجهها العالم الإسلامي في ذلك الوقت. المصادر: -كتاب أمراء مكة عبر عصور الاسلام، مكتبة المعارف، عبدالفتاح رواه