أجرى المركز السعودي لاستطلاعات الرأي دراسة على 1084 مواطناً سعودياً (18+ سنة) بهدف التعرف على استخداماتهم وتفضيلاتهم لادوات الذكاء الاصطناعي، ويعكس هذا الاستطلاع توجهات المجتمع السعودي نحو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ومدى انتشارها، وتأثيرها على حياة الأفراد، بالإضافة إلى دوافع ومخاوف المستخدمين. تأتي هذه النتائج في سياق عالمي يشهد تطورًا متسارعًا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من الضروري فهم الأنماط السلوكية للمجتمع في هذا المجال. مدى انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي تُظهر نتائج الاستطلاع أن 49% من المشاركين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي، وهي نسبة تُعد مرتفعة نسبيًا نظرًا لحداثة انتشار هذه الأدوات وسهولة الوصول إليها. كما أن 95% من المستخدمين يفضلون النسخ المجانية، مما يعكس سلوكًا عامًّا يميل إلى التجربة قبل الاستثمار المالي. ورغم ذلك، 39% من الأفراد لديهم الاستعداد لدفع رسوم الاشتراك في النسخ المدفوعة، مما يشير إلى وجود سوق محتملة للخدمات المتميزة المدفوعة. الأدوات الأكثر استخدامًا تفوقت أداة ChatGPT بنسبة 41% من حيث الاستخدام، تليها Google Gemini بنسبة 23%. هذا التفوق يعكس شهرة هذه الأدوات وفاعليتها في تقديم تجربة مستخدم سلسة ومثمرة. الجدير بالملاحظة هو بروز أداة DeepSeek بنسبة 4% رغم حداثة ظهورها، مما يشير إلى انفتاح المستخدمين على الأدوات الجديدة ذات القيمة المضافة. وتيرة الاستخدام والتطور خلال العام الماضي تشير البيانات إلى أن 31% من المجتمع السعودي يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي يوميًا، و73% أفادوا بأن استخدامهم زاد مقارنة بالسنة الماضية، مما يعكس تصاعد الاعتماد على هذه التقنيات مع مرور الوقت. هذا الاتجاه يعزز التوقعات بمواصلة نمو الاستخدام مستقبلاً، خاصة مع تحسين تجربة المستخدم وزيادة تكامل الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية. دوافع الاستخدام وأغراضه يغطي استخدام الذكاء الاصطناعي مجالات متعددة، حيث يتم استخدامه في: الدراسة (31%): دعم الأبحاث والواجبات الأكاديمية. العمل (29%): تحسين الإنتاجية وأتمتة المهام. الأغراض الشخصية (22%): مثل البحث عن المعلومات والتخطيط للسفر. إدارة المنزل (18%): مثل استخدامه في أنظمة المنزل الذكي والترفيه. هذه التوزيعات تعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على التكيف مع مختلف الاحتياجات اليومية للمجتمع. الأثر الإيجابي مقابل المخاوف يعتقد 94% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي له تأثير إيجابي على حياتهم، مما يعكس رضا المستخدمين عن الفوائد التي يحققونها من هذه التقنيات. رغم ذلك، هناك بعض المخاوف التي أبدى المشاركون اهتمامًا بها، وأبرزها: انتهاك الخصوصية وتسرب المعلومات (21%). الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي (17%). التأثير على المهارات الشخصية (15%). دقة المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي (15%). فقدان الوظائف (12%). من الملاحظ أن المخاوف المتعلقة بفقدان الوظائف ليست في مقدمة الأولويات، مما يشير إلى ثقة المجتمع في قدرته على التكيف مع التحولات الرقمية. التحليل الديموغرافي التوزيع بين الجنسين متساوٍ (50% ذكور – 50% إناث). الفئة العمرية الأكبر استخدامًا هي بين 18 و34 سنة بنسبة 51%، مما يشير إلى أن الشباب هم المحرك الرئيسي لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي. 57% من المشاركين متزوجون، مما قد يؤثر على نوعية الاستخدامات المتبناة، حيث يكون هناك اهتمام بتطبيقات المنزل الذكي وإدارة الوقت. 50% من المشاركين يعملون، و50% غير موظفين، مما يعكس استخدامًا متنوعًا بين الاحتياجات المهنية والشخصية. الاستنتاجات والتوصيات تسارع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي: يشير النمو السريع في الاستخدام إلى الحاجة لتعزيز الوعي والاستخدام الفعّال لهذه الأدوات في مختلف المجالات. أهمية تقديم محتوى تعليمي وتدريبي: نظرًا لأن جزءًا من المخاوف مرتبط بعدم المعرفة الكافية باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإن نشر البرامج التدريبية وورش العمل قد يسهم في رفع الكفاءة الرقمية. فرص الاستثمار في النسخ المدفوعة: على الرغم من أن الغالبية يفضلون النسخ المجانية، فإن نسبة معتبرة من الأفراد لديهم الاستعداد للدفع مقابل الميزات الإضافية، مما يوفر فرصة للشركات لتقديم حلول متميزة. التركيز على الخصوصية والأمان: نظرًا لأن المخاوف المرتبطة بالخصوصية كانت الأبرز، فمن الضروري تطوير سياسات حماية البيانات وتعزيز الشفافية في كيفية تعامل الأدوات مع المعلومات الشخصية. يعكس هذا الاستطلاع تحولًا كبيرًا في نمط استخدام الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث بات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، سواء في العمل أو الدراسة أو المهام اليومية. مع استمرار هذا التطور، من الضروري أن تواكب السياسات الحكومية والشركات التكنولوجية هذا الاتجاه عبر تحسين الخدمات، وضمان الأمان والخصوصية، وتوفير الأدوات اللازمة لتعظيم الفوائد وتقليل المخاطر.