نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق مكانة ريادية عالمية، حيث أصبحت وجهة استراتيجية للاستثمارات في مختلف القطاعات، ولا سيما في مجال التقنية والتكنولوجيا. يعزى ذلك إلى رؤيتها الطموحة المبنية على التحول الرقمي واعتماد التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات بهدف تعزيز فرص النمو وفتح آفاقًا جديدة. وفي هذا السياق، قال د. رافد بن أمين فطاني، أمازون – المدير العام الإقليمي لأليكسا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقابلة حصرية لجريدة البلاد: "تقدّم رؤية المملكة 2030 خارطة نموذجية وطموحة للمملكة العربية السعودية في مجال التحول الرقمي والنمو الاجتماعي والاقتصادي. وكشركة ملتزمة بتطوير وتعزيز المشهد الرقمي المحلي، نحن نفخر باستثمار جهودنا للمساهمة في تحقيق تلك الرؤية. كما ندرك مدى أهمية هذه الرؤية ومحاورها المختلفة، والتي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح." وأضاف فطاني: "نتطلع في أمازون إلى فتح سبل جديدة أمام الشركات لزيادة الاستثمارات والمساعدة في تنمية قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة المحليّ بسرعة أكبر. لقد كان لنا دور نشط في المجتمع السعودي، أسهمنا من خلاله في تعزيز النمو الذي تشهده المملكة، تماشياً مع التزامنا بالابتكار وتقديم حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي تلبي من خلالها احتياجات السوق السعودي وتساهم في تعزيز النمو والازدهار في قطاع التكنولوجيا المحلي." الذكاء الاصطناعي: التحدي والفرص ووفقاً لأحدث الدراسات الصادرة عن شركة Accenture الأمريكية أنه من المتوقع أن يعمل الذكاء الاصطناعي والحلول المستندة إليه على إضافة 215 مليار دولار لاقتصاد المملكة العربية السعودية بحلول عام 2035 ليمثل ذلك زيادة بنسبة 12.5% في قيمة الناتج المحلي، وستكون أكثر القطاعات التي ستحقق هذه الاضافة هما قطاعي الصناعة والخدمات. في هذا الصدد، قال فطاني: "يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي بالمملكة نموًا سريعًا وله القدرة على تحويل طريقة حياتنا وعملنا وتفاعلنا مع عدد من الأشياء والمهامات. ومع ذلك، فإنه قطاع يتطلب فهمًا عميقًا لكي يتم تشفيره بشكل كامل. ومن هنا جاء اهتمام الناس بالتعرف على عالم الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل هذه الانجازات الرقمية بالمملكة مثيرة للاهتمام للغاية." وأشار المدير العام الإقليمي لأليكسا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "في عام 2022، أعلنت شركة أمازون عن إطلاق نموذج "20B LLM Teacher" الذي يعتبر برنامج تعليمي ذكي، ولقد لاقى اهتمامًا كبيرًا من قبل مجتمع البحث بفضل كفاءته والنتائج المبهرة التي حققها. ومن المتوقع أن يستمر تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على حياة الناس وخاصة السكان السعوديين في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، بفضل الاهتمام المتجدد من قبل المجتمع المحلي والمتخصصين في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي." ورداً على المخاوف والتهديدات التي تتيحها الذكاء الاصطناعي على المجتمع الأعمال والمستخدمين في المملكة، أكد فطاني: "في الحقيقة، لم يقتصر دور أمازون على تعريب تجربة الذكاء الاصطناعي، بل قامنا بخلق تجربة أليكسا تعكس الثقافة السعودية، وتفهم السعوديين، لتصبح المملكة من أكثر الدول اتسخداماً للتقنية عالمياً في عام واحد منذ انطلاق أليكسا باللغة العربية وبلهجة خليجية. حرصنا من خلال تعريب تقنية أليكسا الذكاء الاصطناعي الصوتي الاستفادة من كوادرنا المحلية، منهم متخصصين ومبدعين سعوديين رجال ونساء، لكي ننشئ شخصية خليجية أصيلة تتعرف على العادات والتقاليد المحلية وتقدم تجارب مخصصة." الحماية والخصوصية كما يتطلب قطاع الذكاء الاصطناعي الصوتي من صانعي السياسات من القطاعي العام والخاص للتركيز على ضمان الحماية المطلوبة لمطوري المحتوى، حيث تستخدم هذه التقنيات الجديدة العديد من المحتواى وقد يتم استغلالها بطرق لها مخاوف تحتاج إلى مراقبة من قبلهم. وفيما يتعلق في الحماية والخصوصية، نوه فطاني: "في أمازون، يتم اعتبار الخصوصية وأمان معلومات العملاء أمرًا بالغ الأهمية. تم تصميم أجهزة أليكسا و Echo بطبقات متعددة من حماية الخصوصية، بما في ذلك ضوابط الميكروفون والكاميرا، والقدرة على عرض وحذف التسجيلات الصوتية. ونحن نعتقد أن بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي بمسؤولية أمر ضروري. بواسطة بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تولي أولوية للخصوصية والثقة والاستخدام المسؤول، يمكننا تعزيز الفوائد والفرص المحتملة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لصانعي المحتوى في المملكة والمساهمة في دعم رؤيتها 2030." وأوضح: "نحن نتبنى شفافية قصوى في استخدامنا لمعلومات العملاء بطريقة مسؤولة لتحسين منتجاتنا وخدماتنا، ونتخذ خطوات لتأمين وحماية بياناتهم. تساعد قدرة أليكسا على فهم أنماط الكلام واللهجات المختلفة في بناء منتج شامل، ويمكن للعملاء إدارة إعدادات الخصوصية الخاصة بهم من خلال تطبيق أليكسا أو مركز أليكسا للخصوصية (http://amazon.sa/alexaprivacysettings). نحن ملتزمون بتعزيز الخصوصية وتوفير الأدوات والموارد اللازمة لعملائنا لحماية معلوماتهم الشخصية." واختتم د. رافد قائلاً: "نفتخر بأننا أصبحنا جزء من نسيج المجتمع السعودي ولا تقتصر استثماراتنا على إصدار أحدث المنتجات فحسب؛ بل نسعى إلى أن نكون رفيق العائلة والفرد والشركاء من خلال معالجة التحديات التي يواجوهها." من المتوقع أن تشهد البيوت الذكية معدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.76٪ بين عامي 2022 و 2027، مما يؤدي إلى حجم سوق متوقع يبلغ 786.30 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027، ويتوقع أن يصل عدد الأسر النشطة في سوق المنازل الذكية إلى 1.87 مليون مستخدم بحلول عام 2027.