الأصبوحات التي يقيمها سفير المملكة العربية السعودية الأستاذ نايف السديري في العاصمة الأردنية عمّان في أيام الجمعة لشخصيات أردنية وفلسطينية هو الترحيب السعودي بالشعبين الشقيقين اللذين يشكلان رابطة العقد مع المملكة التي تقف صفاً مع شقيقاتها الدول العربية لنصرة الشعب الفلسطيني والوقوف مع قضيته العادلة في المحافل الدولية، حيث تصر المملكة أنه لا تطبيع مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية أكدها ولي العهد في محافل عدة وأشاد بالدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية وحث باقي الدول على القيام بالمثل. الأصبوحات الممهورة بالمحبة وعناق الأرواح والأكلات الشعبية السعودية أو الأردنية والفلسطينية التي تحضر مع المدعوين هي ثقافة شعوب أرادت أن تبقى على الدوام على الوفاء والمحبة والأخوة والتآخي. وقد كرمت فلسطين في شخص رئيسها «أبو مازن» قبل أيام السفير السعودي الأستاذ نايف السديري بوسام نجمة القدس ودرعها، الذي تجول في رام الله القديمة، وما أدراك ما رام الله بكل تراثها وعراقتها وماضيها!، حيث هي المدينةالفلسطينية التي ضمت أنفاس محمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير وحملت في كل ركن منها مقهى ثقافي أو ملتقى يشير أن الشاعر الذي نسج فلسطين بحروفه وصوته باقٍ لا يغيب، حيث في أغسطس 2023 تسلم السفير السديري نسخةً من أوراق اعتماده سفيرًا فوق العادة لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً لمدينة القدس ليكون أول سفير للمملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين. سفارات خادم الحرمين في دول العالم هي بيته العامر، وسفراؤه هم رجاله المخلصون الذين يمثلون القيم السعودية العالية والكرم السعودي المعروف والفزعة، حيث سمعت من الحاضرين ما يثلج الصدر من مواقف تدرّس للسفير الذي يحرص بكل ما أوتي أن يكون مرآة وطنه الشامخ. قبل أيام احتفلت قيصرية الكتاب بمعالي الشيخ جميل الحجيلان الوزير والسفير السابق في ألمانياوفرنساوالكويت في بهو جامعة الأمير سلطان، وحيث أنني أتحدث عن الثقافة والسفارة؛ فالحجيلان عمل كسفير باقي الأثر سواء كأول سفير في الكويت بعد استقلالها أو السفير في فرنسا لعشرين عامًا، وأول سفير لألمانيا الاتحادية. وهو السفير الذي ترجم للفرنسية لسبعة ملوك ويدين له الإعلاميون الذين جايلوه، حيث كانت له لمسته الخالدة في الاإعلام وأثره الباقي الذي نستطيع أن نطلع عليه من خلال ما كتبه الراحل د. عبدالرحمن الشبيلي كنموذج للوفاء ولتأريخ مشوار الوزير الذي احتفى محبوه بوصوله المائة عام من عمر امتلأ بالعمل والإنجاز والانتماء. الثقافة بكل صورها أيدٍ ناعمة لكنها مؤثرة وهي على اختلاف فصولها وأشكالها في المرآة الصافية لوطن يتشارك أبناؤه لنسج ملامحه بوعي واقتدار.