لقي ما لا يقل عن 15 شخصًا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح في مدينة براياغراج بشمال الهند، إثر تدافع مروع خلال مهرجان كومبه ميلا، وهو أضخم تجمع ديني هندوسي يُنظم كل 12 عامًا. ويعد المهرجان الأكبر عالميًا، حيث يجذب عشرات الملايين من الحجاج من داخل الهند وخارجها، الذين يتوافدون إلى ملتقى نهر الغانج ونهر يامونا للاغتسال، باعتباره طقسًا مقدسًا في العقيدة الهندوسية. تفاصيل الحادث وفقًا لطبيب في المستشفى الميداني المقام داخل موقع المهرجان، والذي تحدث إلى وكالة فرانس برس بشرط عدم كشف هويته، فقد تم استقبال 15 جثة حتى الآن. ولم تصدر السلطات أي إحصائيات رسمية حتى اللحظة. وقدَّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعازيه لعائلات الضحايا، بينما أشارت شهادات جمعتها وكالة فرانس برس إلى أن التدافع وقع في منتصف الليل، خلال توجه الحجاج إلى ضفاف النهر للاغتسال في اليوم الأكثر أهمية بالمهرجان. جدل حول سوء إدارة الحشود اتهم زعيم المعارضة الهندية، راهول غاندي، السلطات بالفشل في تنظيم الحدث، قائلاً إن "سوء الإدارة والأولوية التي مُنحت لكبار الشخصيات على حساب الحجاج العاديين، هما السبب وراء هذه المأساة". من جهته، قال رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، يوغي أديتياناث، إن السيطرة على حشود بهذا الحجم "أمر بالغ الصعوبة"، مؤكدًا أن "سلامة الحجاج هي الأولوية القصوى". تاريخ من الحوادث المميتة تتكرر حوادث التدافع خلال التجمعات الدينية الكبيرة في الهند بسبب سوء إدارة الحشود والثغرات الأمنية. في يوليو 2023، لقي أكثر من 120 شخصًا حتفهم أثناء تدافع في ولاية أوتار براديش خلال تجمع ديني ضم 250 ألف شخص. في 1954، شهد مهرجان كومبه ميلا أسوأ كارثة تدافع في تاريخه، حيث قُتل أكثر من 400 شخص دهسًا أو غرقًا في يوم واحد. في دورة 2013، قُتل 36 شخصًا خلال تدافع ضخم في محطة قطارات براياغراج. أضخم مهرجان ديني في العالم بدأ مهرجان كومبه ميلا الحالي في 13 يناير ويستمر حتى 26 فبراير، بمشاركة أكثر من 400 مليون شخص، ما يجعله أكبر تجمع بشري في التاريخ، وفقًا للمعتقدات الهندوسية، فإن الاغتسال في مياه النهرين المقدسين يطهر الإنسان من خطاياه، ويحرره من دورة الولادة والتناسخ. لضمان استيعاب الحشود، بنى المنظمون مدينة ضخمة من الخيام والمباني الجاهزة تغطي مساحة تعادل ثلثي مانهاتن في نيويورك. كما تم نشر أكثر من 40 ألف شرطي، إلى جانب استخدام كاميرات مراقبة، طائرات مسيّرة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة الحشود ومنع وقوع كوارث مماثلة.