الله آباد الهند - أ ف ب، رويترز - اغتسل حوالى خمسة ملايين حاج من الهندوس ظهر أمس في مياه نهر الغانج المقدسة في شمال الهند للتطهر من ذنوبهم في مناسبة عيد "يوم القمر الجديد" ماها كومبه ميلا في ما يعتبر اكبر تجمع ديني في العالم. ويتوقع المنظمون حضور بين ثمانية وعشرة ملايين حاج لاداء هذه الشعائر قبل المساء في المياه الشديدة البرودة هذه السنة والتي يلتقي فيها نهرا يامونا والغانج. ويعتقد الهندوس ان الاغتسال في مياه نهر الغانج يطهر ارواحهم من الآثام. لكن التلوث الذي يستشري في مياه النهر يمكن ان يسبب ضررا غير محدد لاجساد المغتسلين. وتتنوع اسباب التلوث ما بين مياه الصرف الصحي والجثث المتعفنة ومخلفات المصانع والاسمدة والمبيدات الحشرية والتي تلقى في النهر من عند سفح جبال الهيمالايا حتى خليج البنغال. ويقول الخبراء ان التلوث هو المسؤول عن مجموعة من الامراض التي تصيب نحو 400 مليون شخص يعيشون في الحوض الفسيح لنهر الغانج. ومن بين هذه الامراض الالتهاب الكبدي والدوسنتاريا الاميبية والتيفوئيد والكوليرا والسرطان. ومدينة الله اباد التي يقام فيها المهرجان كل 12 عاما هي "نقطة التلاقي المقدسة" بين نهر الغانج ونهر يامونا الذي تزيد معدلات التلوث به مع مروره في العاصمة نيودلهي. وذكر تقرير لوزارة البيئة ان مستويات التلوث في نهر يامونا تزيد عن نحو 17 مثلا للحد المقبول. وقبل بلوغ مدينة الله اباد يصب عدد من المدابغ في نهر الغانج مخلفات غنية بعنصر الكروم الذي يقول الخبراء انه مسبب للسرطان. ومن الممارسات الهندوسية الشائعة نثر رماد الموتى في الغانج. اذ يستبشر الهندوس بوفاة المرء في مدينة فاراناسي القديمة حيث تحرق مئات الجثث يوميا على ضفتي النهر، ويدفع بالكثير من الجثث الى المياه من دون حرق.