في بيئة الأعمال المتسارعة والمتطورة، يُعد التحليل الاستراتيجي أداة لا غنى عنها لبناء استراتيجيات تسويقية مستدامة ومبتكرة تساعد على إنجاح الجهود التسويقية للمنظمات بفعالية وكفاءة عالية مستندة إلى فهم عميق للمنظمة والسوق والعملاء والمنافسين. يساهم التحليل الاستراتيجي في تعزيز القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة وتوفير رؤية شاملة عن رغبات العملاء واحتياجات السوق، كما يساعدها في تسليط الضوء على نقاط القوة التي تمتلكها لتعزيز مزاياها التنافسية، ويُسهم كذلك في تقييم أداء اللاعبين في السوق واستراتيجياتهم التسويقية، ودوره أيضا في دعم إدارة الموارد بكفاءة والتكيف مع التغيرات السوقية والتنبؤ بأي مخاطر محتملة، كذلك تحليل سلوكيات العملاء على الشبكة العنكبوتية في المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، بالاضافة الى دوره في تحسين محركات البحث وتخصيص المحتوى المناسب للجمهور المستهدف. إعداد خطة إستراتيجية متقنة تتم من خلال التوظيف الجيد لنظم المعلومات بالمنظمة بالإضافة إلى إتقان أدوات التحليل الاستراتيجي التي من أهمها: أداة تحليل سوات (SWOT) التي تساعد المنظمات على تقييم نقاط القوة الداخلية فيها بغرض استخدامها وتدعيمها ايضا نقاط الضعف لتقويتها، كذلك تحديد الفرص التسويقية الخارجية بهدف استثمارها، بالاضافة الى التهديدات ليتم الاستعداد لها وتفاديها، او بعبارة أخرى أن يتم تسخير نقاط القوة فيها لمساعدتها على الاستفادة من الفرص التسويقية وتفادى المخاطر التي تؤذيها في نقاط ضعفها. كذلك أداة مصفوفة بوسطن (Boston Consulting Group Matrix) وتسمى أيضا مصفوفة النمو والمشاركة التي تهدف لمساعدة المنظمة على تحديد المنتجات التي يجب تطويرها والاستثمار فيها والأخرى التي يجب تصفيتها، أيضا مصفوفة جنرال إلكتريك - ماكينزي (The GE-McKinsey Matrix) التي تقيس مدى العلاقة بين مواطن القوة في المنتَج أو الخدمة التي تقدمها المنظمة ومدى جاذبية السوق أو الصناعة التي تعمل فيه، ويتم على أساسها اتخاذ أحد الإستراتيجيات المناسبة للمنظمة، وهي: إستراتيجية النمو والاستثمار، أو إستراتيجية الاستثمار الانتقائية، أو أن تستخدم إستراتيجية الحصاد. من ادوات التحليل الأخرى أيضا الاستراتيجيات العامة لبورتر التي تَدرُس العلاقة بين الميزة التنافسية لدى المنظمة في تخفيض التكلفة أو في تمييز المنتج، ومن خلالها تختار المنظمة أحد الأربع إستراتيجيات، وهي إستراتيجية القيادة في التكلفة، وإستراتيجية التميز، وإستراتيجية التركيز على التكلفة، وإستراتيجية التركيز على التميز، بحيث تُستخدم لتقييم مستوى التنافس في السوق وفهم القوى المؤثرة على ربحية المنظمة، ايضا برنامج بيمز PIMS الذي يحدد مدى أثر استراتيجيات التسويق على ربحية المنظمة عبر الاعتماد على البيانات بشكل كبير لمحاولة تحديد أي من استراتيجيات التسويق التي تحدث الأثر الأعلى في نجاح المنظمة، ايضا أداة تحليل الفجوة الإستراتيجية التي تقيس الفرق بين الموقع الذي ترغب أن تكون عليه المنظمة في المستقبل وما هي عليه في وقتنا الحاضر، كذلك تحليل PESTEL الذي يسمح للمنظمات بفهم كيف يمكن لعناصر مختلفة أن تؤثر في أعمالها الآن وفي المستقبل من خلال تحليل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية والبيئية والقانونية التي تؤثر على المنظمة. التحليل الاستراتيجي من المنظور التسويقي يعتبر ضرورة ملحة لكل منظمة تسعى للنجاح في بيئة تنافسية متغيرة من خلال فهم البيئة الداخلية والخارجية والعملاء والسوق والمنافسين، ويساعدها بذلك في تطوير استراتيجيات مبتكرة وفعالة تضمن تحقيق أهدافها التسويقية واستدامتها على المدى الطويل وتحقيق التميز في الأسواق التنافسية.