كما يُقال إن البيانات هي النفط الجديد، وأن المعلومات هي سلاح العصر الحديث ونقطة البداية لأي تخطيط (كذلك يُطلق مؤخراً على أشباه الموصلات بأنها النفط الجديد)، وأن التخطيط يعتمد في الأساس على نظم المعلومات التي تُحَدد فيها نوعية وحجم المعلومات المطلوبة، بالإضافة إلى تكلفة الحصول عليها وتحليلها، ثم مقارنة هذه التكاليف بالفائدة المرجوة منها لتقييم جدواها. ينطبق الأمر كذلك على قطاع التسويق، حيث يتطلب في أي منظمة وجود نظام يُعتمد عليه لدراسة وتحليل المشكلات التسويقية وتحديد البدائل المتاحة، ومن ثم اختيار البديل الأنسب لمعالجته بأعلى دقة وموضوعية دون تحيز. ومن أشهر هذه الأنظمة والبرامج هو نظام التحليل الإحصائي «ساس» (SAS)، الذي يحتوي على مجموعة من البرمجيات يمكنها التنقيب عن البيانات وتعديلها وإدارتها واسترجاعها من مصادر متعددة، وإجراء التحليل الإحصائي عليها. كذلك تُعد منصة (SPSS) التابعة لشركة IBM من الأدوات الشهيرة في مجال البرمجيات الإحصائية، إذ تقدم مجموعة من الخصائص التي تتيح استخلاص المعلومات وتحليلها بشكل متقدم باستخدام خوارزميات معقدة. نُظُم معلومات التسويق (Marketing Information System) مخصصة في الأساس لجمع وتخزين وتحليل وتوزيع بيانات التسويق المتعلقة بالموارد داخل المنظمة وخارجها، وذلك من خلال إدارة الكم الكبير من المعلومات المتاحة وتقديمها للمسوقين بدقة عالية، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات استراتيجية تسويقية مدروسة. يتطلب نظام معلومات التسويق بعض المال والجهد والوقت، بالإضافة إلى منحنى تعليمي ثقافي. ويتكون عادةً، ولو بشكل بسيط، من أربعة نظم فرعية، وهي: نظام التقارير الداخلية (Internal Reporting Systems) الذي يجمع البيانات من مختلف مصادرها داخل المنظمة ويخزنها على شكل تقارير مصنفة بشكل منظم لتسهيل الوصول إليها عند الحاجة؛ نظام بحوث التسويق (Marketing Research System) الذي يهدف إما إلى بحث مشكلة تسويقية قائمة أو لاكتشاف فرص تسويقية جديدة من خلال جمع وتحليل البيانات من مختلف المصادر؛ نظام دعم قرارات التسويق (Marketing Decision Support System) الذي يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة عبر عملية مؤتمتة بعد تحليل وتنظيم البيانات التسويقية؛ ونظام استخبارات السوق (Marketing Intelligence) الذي يهدف إلى التعرف على التحركات والنشاطات الخاصة بجميع اللاعبين في السوق ومحاولة تخمين خططهم وقراراتهم وأهدافهم، بهدف الاستعداد لها. يفيد نظام معلومات التسويق أصحاب القرار في توجيههم ومساعدتهم على اتخاذ قرارات تتعلق بالاستراتيجيات التسويقية والحملات الإعلانية، لتكون أكثر فعالية وكفاءة دون الحاجة إلى إضاعة الوقت والجهد والمال على أعمال ومبادرات قد لا تفضي إلى نتائج إيجابية، أو قد تنعكس سلباً على المنظمة، يشمل ذلك أيضاً القرارات المتعلقة بتحسين المنتج أو الخدمة، وزيادة الحصة السوقية، وجذب عملاء جدد، والتعامل مع المنافسين، وزيادة الطلب الأولي والثانوي، وإضافة فرص جديدة لتطوير الأعمال. في ظل تزايد تعقيدات الأسواق والمنافسة، أصبح وجود نظام معلومات التسويق ضرورة مُلحّة لأي منظمة تسعى إلى النجاح في بيئة الأعمال الحديثة. فهو ليس مجرد أداة لجمع المعلومات، بل نظام متكامل يوفر رؤى دقيقة لتحسين الأداء التسويقي، وزيادة الميزة التنافسية، والمساعدة على اتخاذ القرارات الصحيحة.