* فاصلة : "الحاجة تصنع كل ما ينبغي صنعه" - حكمة عالمية - كلنا يود إشباع احتياجاته وتحقيق غاياته؛ فالاحتياجات كثيرة ومختلفة، وهي حسب هرم "ماسلو" الذي رتب الحاجات الإنسانية على شكل هرم تمثل قاعدته الحاجات الفسيولوجية الأساسية وتتدرج تلك الحاجات ارتفاعاً حتى تصل إلى قمة الهرم حيث حاجات تحقيق الذات ، ولا يمكن الانتقال إلى حاجة أعلى قبل إشباع الحاجة الأقل .. والحاجات مختلفة فالفسيولوجية منها هي الفطرية وهي أساسية لبقاء حياة الإنسان وهناك الحاجات إلى الأمن وأيضا الحاجات الاجتماعية فالإنسان يرغب أن يكون محبوبا من الآخرين، وحاجات التقدير التي هي حصول الإنسان على الاحترام من الآخرين بما يحسسه بمكانته،والحاجة إلى تحقيق الذات أي تحقيق طموحات الفرد العليا في أن يكون ما يريد أن يكون. لكن من المهم أن نسأل أنفسنا هل تحقيق كل احتياج يريحنا أم يمتعنا؟ والحقيقة أن هناك اختلافاً بين ما يمتعنا، وبين ما يريحنا كمثال في الحاجة إلى الأكل والشرب يمكن أن اشرب المشروبات الغازية المثلجة في البرد لكن هذا السلوك بقدر ما يمتعني إلا انه لن يريحني حيث ستتعب معدتي وحلقي. وفي الحاجات الاجتماعية ربما يمتعني أن أبذل الجهد في خدمة الآخر وأحصل على امتداحه ولكن هل هذا يحقق لي الراحة؟ الأمثلة عديدة وليت أننا نفكر في كل ما نفعله ويؤذينا لأننا حققنا بفعله المتعة وليس الراحة التي هي أهم على مستوى النضج من المتعة. الأطفال والمراهقون لا يلقون بالاً إلى الراحة فهم يركضون خلف ما يمتعهم ومن المؤسف أن نجد أناسا ناضجين ولكنهم لا يلتفتون إلى راحة أنفسهم مقابل متعتها.