تقديرات إسرائيلية: صفقة جزئية تقلص فرص الإفراج عن سائر الأسرى في اليوم ال 457 من العدوان على قطاع غزة، يصعد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة المجازر والشهداء في محافظة غزة، مسفرًا عن ارتقاء نحو 184 فلسطينيا في قصف استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال 72 ساعة. ولليوم الثالث على التوالي تعيش محافظة غزة أياما دامية نتيجة تصعيد قوات جيش الاحتلال عمليات الإبادة والتطهير العرقي فيها، بعد توسيعه، يوم الخميس الماضي، نطاق المحرقة التي بدأها بمحافظة شمال غزة في 5 أكتوبر 2024 لتمتد جنوبا وتشمل محافظة غزة. ويهدد هذا بارتفاع كبير في عدد الضحايا من الفلسطينيين وفق تحذيرات مراقبين، نظرا للكثافة السكانية الكبيرة في محافظة غزة التي تضم حاليا نحو 550 ألف نسمة يمثلون نحو ربع سكان القطاع، بما يشمل نحو 180 ألفا نزحوا لها قسرا من محافظة الشمال جراء 3 أشهر من التطهير العرقي. وهذا ما بدأ يظهر فعليا في الأرقام الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فحسب ما صرح به مدير المكتب إسماعيل الثوابتة باستشهاد 184 فلسطينيا وإصابة العشرات عبر 94 غارة جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات ال72 الماضية. ولفت الثوابتة إلى أن أغلبية الضحايا كانوا في محافظة غزة، وأن المحافظة شهدت كذلك خلال هذه الفترة دمارا واسعا طال المنازل والبنية التحتية. وأكدت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا في محيط مسجد سلطان القديم بساحة الشوا في مدينة غزة، واستهدفت حي التفاح شرقي المدينة، وقصفت منزلًا لعائلة الشوا مما أدى إلى وقوع إصابات. وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل ضوئية فوق المستشفى الأهلي العربي المعمداني ومحيطه في مدينة غزة، مما تسبب بحالة من الرعب في صفوف الكوادر الطبية والمرضى -ولا سيما الأطفال والنساء- بالمستشفى ومحيطه. وفي وسط القطاع، ذكرت مصادر محلية أن طائرات مسيرة أطلقت نيرانها على محيط المستوصف شمال مخيم المغازي، واستشهد 4 وأصيب آخرون في قصف مسيّرة خيمة أمام بوابة مدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج. وألقت طائرة مسيرة للاحتلال "كواد كابتر" قنبلة محيط مدرسة في المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما استهدفت مدفعية الاحتلال شرق دير البلح وسط القطاع. وجنوب القطاع، شن الاحتلال غارة جوية على مدينة خان يونس، استهدفت منزلًا في محيط الهلال الأحمر، أسفرت عن استشهاد فلسطينية وإصابة آخرين، كما شن الاحتلال غارة جوية على شمال غرب مدينة رفح. وأفادت مصادر محلية باستشهاد الكاتب والصحفي محمد حجازي في قصف الاحتلال على شمال قطاع غزة، بينما أعلنت وزارة الصحة أن المستشفى الإندونيسي خرج من الخدمة، ولم يعد يقدم أي خدمات للمرضى أو الجرحى. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة لا يزال خارج الخدمة تماما. وأضاف غيبريسوس في تدوينة على موقع إكس أن المنظمة لم تتلق أي تحديثات بشأن سلامة مديره الدكتور حسام أبو صفية منذ اعتقاله في 27 ديسمبر الماضي. وأكد أن المنظمة تواصل حث الاحتلال على إطلاق سراحه، وأكد على وجوب أن تتوقف الهجمات على المستشفيات والعاملين في مجال الصحة. في الأثناء، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رجال الإنقاذ في قطاع غزة يواجهون ظروفا خطيرة ويعملون دون معدات أو مركبات أو وقود كافيين. وأضافت أن المنقذين يتركون في الأغلب بمفردهم لاستخراج الناجين من تحت أطنان من الأحجار والخرسانة والمعادن بأدوات بدائية. محرقة متواصلة كثفت طائرات الاحتلال الحربية هجماتها الجوية مستهدفة مربعات سكنية كاملة، ما أدى إلى تدمير المباني فوق رؤوس ساكنيها، واستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، ولا يزال هناك العديد من المفقودين تحت الأنقاض. ومع بدء العدوان في محافظة غزة، يتخوف المواطنون من إجبارهم قسرا على الانتقال إلى منطقة المواصي، التي يدعو الاحتلال للتوجه إليها، رغم معاناتها من شح شديد في مقومات الحياة الأساسية. وتمتد منطقة المواصي من غرب مدينة رفح إلى غرب مدينتي دير البلح (وسط)، ومدينة خان يونس (جنوب)، ويتم النزوح إليها عبر طريق البحر وصلاح الدين، وسط أوضاع إنسانية متدهورة تفاقم معاناة الأهالي الذين يواجهون ظروفا قاسية ومصاعب يومية للحصول على الاحتياجات الضرورية. صفقة جزئية قال مصدران إسرائيليان مطلعان على عمل فريق المفاوضات والجهات في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الضالعة في محادثات تبادل الأسرى مع حركة حماس، إن الهوة بين حركة حماس وحكومة بنيامين نتنياهو لا تزال "واسعة وعميقة". جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأحد، مشيرة إلى اتساع الفجوة بين الجانبين في عدد من القضايا رغم حالة التفاؤل التي بثها الجانب الإسرائيلي مؤخرا وحديث قادة في حماس عن ارتفاع فرص التوصل إلى صفقة. وفيما يتعلق بالمرحلة الأولى من الصفقة التي تسمى بالمرحلة "الإنسانية"، والتي كان يبدو أنه تم التوصل إلى تفاهمات حول معظم تفاصيلها خلال الأشهر الماضية، يتضح، وفقا للصحيفة، أنه "لم يتم الاتفاق على أي شيء تقريبًا"، وأن المحادثات لا تزال عالقة. ونقلت الصحيفة عن "مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة" (لم تسمه) قوله إن "إسرائيل تحاول مجددا إتمام صفقة جزئية تشمل عددًا محدودًا من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين تشمل وقف إطلاق نار لعدة أسابيع قليلة، وربما قليلة جدًا". وذكرت الصحيفة أن حكومة نتنياهو تسعى لإبرام صفقة على غرار جميع الصفقات التي أبرمتها إسرائيل لتبادل الأسرى خلال الخمسين عامًا الماضية، أي "أسرى مقابل أسرى" في عملية "سريعة نسبيًا" تهدف إلى تنفيذها قبل تنصيب دونالد ترمب. وأفادت بأن إسرائيل تهدف إلى "تأجيل النقاشات المركزية التي تبدو حاليًا غير قابلة للحل، إلى المرحلة التالية"؛ ولفتت الصحيفة إلى تحذيرات صادرة عن الدول الوسيطة وكبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية: "صفقة كهذه قد تعرض حياة سائر الرهائن إلى خطر أشد". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع أنه "يجب أن يكون واضحًا للجمهور وعائلات الرهائن أنه عندما نتحدث الآن عن صفقة، فهي صفقة صغيرة جدًا ومحدودة بهدف تحقيق شيء ما،؛ ليست صفقة شاملة، ولا مرحلة واحدة من عدة مراحل مخطط لها". وأشار المسؤول إلى أن صفقة كهذه قد تفتح الباب أمام المزيد من الصفقات المستقبلية، "لكن قد يحدث العكس كذلك، ولدى معظمنا، يبدو أن الاحتمال الأكبر هو أن الصفقة الصغيرة، إذا تم التوصل إليها، ستكون الوحيدة لفترة طويلة جدًا، يستبعد أن يبقى من نحررهم". وقال مصدر رفيع في الدول الوسيطة: "كل ما عليك فعله هو الاستماع إلى خطب قادة إسرائيل من جانب، ورؤساء حماس من الجانب الآخر. في إسرائيل يقولون: سنعود إلى القتال بالتأكيد، وفي حماس يقولون إنهم مستعدون للمرونة في الجدول الزمني". وتابع "بمعنى أن حماس لا تهتم كم عدد القوات التي ستنسحب وفي أي يوم، لكنها لن تقبل بصفقة إذا لم تكن شاملة، حتى لو كانت على مراحل، تتضمن تفاصيل واضحة تشمل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو غالبيته، وإنهاء الحرب، والإفراج الشامل عن الأسرى". ولفتت الصحيفة إلى "توافق واسع" في أوساط كبار المسؤولين والمفاوضين والجهات الاستخباراتية المعنية بجمع معلومات عن الأسرى في غزة٬على أنه "من الأفضل السعي فوريًا إلى صفقة شاملة، 'الجميع مقابل الجميع'، حتى لو شمل ذلك إنهاء الحرب على صعيد الإعلان". ويعتبر المسؤولون في أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه "لن تكون هناك مشكلة للعودة إلى القتال في غزة في حال انتهاك حماس للاتفاق"، وقال مسؤول رفيع إنه إذا تم التوصل إلى صفقة على عدة مراحل، "لن ينفذ منها إلى مرحلة واحدة". وقال مسؤول رفيع إنه "حتى في حال التوصل إلى صفقة جزئية، يتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من غزة، ومن المحتمل أن يكون من الصعب على إسرائيل العودة إلى القتال و تقلص وجودها في الميدان. وبالنتيجة سيقل الضغط على حماس التي تمتنع عن تقديم تنازلات". وذكرت الصحيفة أن جزءا من الأزمة يكمن في القيود التي تفرضها القيادة السياسية في إسرائيل على فريق المفاوضات، بحيث يصر نتنياهو على التوصل إلى صفقة متعددة المراحل مع الامتناع عن مناقشة الجزء الحاسم فيها الذي يتضمن الانسحاب وإنهاء الحرب. ولفت التقرير إلى أن نتنياهو يصر على عدم مناقشة هذه الملفات المصيرية بالنسبة لحركة حماس إلا في منتصف المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة، وبالتالي سيكون بإمكانه أن يقول لشركائه في اليمين المتطرف إنه "لم يكن ينوي المضي إلى ما بعد المرحلة الأولى". وأفاد التقرير بأنه بأن المفاوضات تعطلت لفترات طويلة بسبب الطلب الإسرائيلي للحصول على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء، رغم تأكيد حركة حماس على أن الوضع في قطاع غزة لا يسمح بذلك، وأنها تحتاج إلى أسبوع من وقف إطلاق النار لجمع البيانات. وبحسب الصحيفة، فإن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية يعتبرون أن عودة الحكومة الإسرائيلية لإصرارها السابق على الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء هي "محاولة لعرقلة المفاوضات في النقطة التي كان فيها الطرفان أقرب من أي وقت مضى" للاتفاق". وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن "التغير في الظروف الإقليمية قد خلق رغبة غير عادية لدى حماس للتوصل إلى تسوية. وعلى هذا الأساس ساد التفاؤل الذي خيّم في الأروقة لفترة قصيرة. ولكن في المفاوضات نفسها، أصبح من الواضح أن المحادثات عالقة في نفس النقطة". بؤرة استعمارية جديدة أقام مستعمرون، الأحد، بؤرة استعمارية جديدة على أراضي المواطنين في قرية قريوت جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. وقال نائب رئيس مجلس قروي قريوت يوسف الحاج محمد، إن عددا من المستعمرين نصبوا خياما في منطقة "سيلون" جنوب القرية، في مسعى لبناء مستعمرة جديدة على أراضي القرية، حيث يبدأون بنصب الخيام، ومن ثم "الكرفانات"، ثم يتوسعون في البناء شيئا فشيئا. وأضاف، أن معظم الأراضي هناك تعود ملكيتها لعدد من المواطنين المغتربين خارج الوطن. بدوره، حذر مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي من الاستيلاء على الأراضي في المنطقة ذاتها، واقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي قريوت جنوب نابلس. وأوضح، أن قرية قريوت تشهد اعتداءات كثيرة ومتكررة من قبل المستعمرين، تتمثل بالهجوم على المواطنين، ومنعهم من قطف ثمار الزيتون، والاعتداء عليهم، وكان آخرها نصب الخيام في مخطط للاستيلاء على الأراضي فيها. وطالب المواطنين أصحاب الأراضي بالتوجه إلى هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالشكوى، لمتابعة ذلك قانونيا، وعدم الصمت تجاه محاولات الاستيلاء على أراضيهم. وأضاف "بعد السابع من أكتوبر 2023 نشط المستعمرون بشكل كبير في التوسع شمال الضفة، بعد أن أخذوا الضوء الأخضر من حكومة الاحتلال، وبدأوا بإقامة بؤر استعمارية بشكل مدروس، بناءً على استراتيجية لتقسيم الضفة الغربية بعضها عن بعض، خصوصا في الشمال". وأشار إلى أن مخطط الاحتلال لزيادة عدد المستعمرين في شمال الضفة إلى مليون بحلول عام 2050، مؤشر على أن حكومة الاحتلال ماضية في الضم التدريجي الصامت للأراضي، ويتضح ذلك فيما نلمسه مما يحصل على جغرافيا أراضي الضفة الغربية، من توسعات للشوارع، والاستيلاء على مقدرات المواطنين، وتوفير شبكات المياه والكهرباء والبنية التحتية للمستوطنات. وحذر اشتيوي من استلام مجلس المستوطنات زمام الأمور في الاستيلاء على الأراضي. وشدد على أن التوسع الاستعماري هدفه تقويض فرصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدسالشرقية، ما يتطلب تحركا على الصعد كافة، لإفشال هذه المخططات. استشهاد شاب استشهد شاب فلسطيني، صباح الأحد، برصاص قوات خاصة إسرائيلية داخل منزله في بلدة ميثلون جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ملتحقًا بنجله الذي اُستشهد قبل خمسة أشهر. وأفاد الارتباط الفلسطيني نقلًا عن الجانب الإسرائيلي باستشهاد المصاب حسن علي ربايعة، واحتجاز جثمانه في بلدة ميثلون جنوب جنين بعد محاصرته من قبل قوات خاصة وإطلاق النار عليه وإصابته بجراح بليغة. بدورها، ذكرت مصادر محلية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت منزل عائلة الشهيد علي ربايعة في ميثلون، بعد تسلل قوة خاصة الى البلدة. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى ميثلون، بالتزامن مع اشتباكات مع المقاومة التي أعلنت التصدي للاقتحام الإسرائيلي. وأفاد الهلال الأحمر بإصابة شاب برصاص قوات الاحتلال التي منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنزل المحاصر، واستمرت العملية لساعتين ونصف تقريبًا، انسحبت عقبها من البلدة. يذكر أن للشهيد نجلً شهيد هو الفتى علي ربايعة الذي استشهد في 11 /7/ 2024، برصاص قوات الاحتلال في بلدة ميثلون جنوب جنين. اعتقالات خلال اقتحامات بالضفة دمار هائل في غزة