غارات مكثفة على خان يونس واشتباكات بالشجاعية ورفح تعرض 353 مدرسة وجامعة للقصف والتخريب دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الثلاثاء، يومها ال 271، حيث كثف الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق متفرقة في القطاع، في وقت تواصلت المعارك والاشتباكات على بعض المحاور. وواصلت الفصائل الفلسطينية عملياتها المسلحة ضد قوات من الجيش الإسرائيلي بعدة محاور، وتخوض الفصائل اشتباكات ضارية في حي الشجاعية مع قوات إسرائيلية بغطاء جوي مكثف، بينما شهدت رفح إطلاق النار متواصل وكثيف وسط قصف مدفعي مكثف على مناطق متفرقة بالمدينة. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسة غارات على مناطق مختلفة في القطاع، حيث تركزت الغارات على مدينة رفح ومحافظ خانيونس التي تشهد حركة نزوح كبيرة باتجاه الوسط والغرب، بعد إنذار الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء. وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الثلاثاء أن الأمر الجديد الذي أصدره الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة يطال نحو ربع مليون شخص. وقالت المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج للصحافيين عبر الفيديو من غزة «رأينا ناسًا ينتقلون إلى أماكن أخرى وعائلات تنتقل إلى أماكن أخرى وأشخاصًا بدأوا بحزم أمتعتهم ويحاولون مغادرة هذه المنطقة»، مضيفة أن الوكالة «تقدّر أن نحو 250 ألف شخص تأثروا بهذه الأوامر». وأعلنت جمعية الهلال الأحمر عن اكتظاظ مستشفى الأمل بأعداد من المصابين والنازحين، وذلك بعد إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارا بالإخلاء للسكان من مناطق شرق خانيونس، بينما تم إخلاء مستشفى غزة الأوروبي من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية. ضوء أخضر لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب في سياق متصل ذكرت هيئة البث الإسرائيلية («كان 11»)، أن القيادة السياسية في إسرائيل أعطت القيادة العسكرية «ضوءا أخضر» لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 271 يوما، والانتقال بشكل تدريجي، خلال الشهر الجاري، إلى المرحلة الثالثة للحرب. وذكرت «كان 11» أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في محور فيلادلفيا الواقع في المنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، جنوبي قطاع غزة، وكذلك في «ممر نتساريم» الذي يفصل الاحتلال من خلاله المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية. وسبق أن أشارت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى أن عمليتها في رفح، التي تزعم القضاء على حماس، تقترب من نهايتها. وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها، وذلك عبر شن عمليات اقتحام ومداهمة وانتشار مركزة مصحوبة بهجمات جوية. وذكرت «كان 11» نقلا عن مصادر مطلعة على المداولات بين المستويين السياسي والعسكري، أن القيادة السياسية في إسرائيل صادقت على «الانتقال تدريجيًا إلى المرحلة الثالثة من الحرب خلال يوليو الجاري»، واستدركت بالإشارة إلى أن «العملية الانتقالية نفسها ستكون مرتبطة بالمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن والمفاوضات (مع حزب الله) في لبنان». وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يعتزم «إبقاء قواته في محور فيلادلفيا وفي الممر الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوله في هذه المرحلة أيضا، وفي الوقت نفسه تنفيذ مهام وعمليات محددة في القطاع»، في محاولة لمواصلة الضغط العسكري على حركة حماس في ظل تعطل جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى. أربعة أسابيع لإنهاء عملية رفح بدورها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أن هذه القرارات اتخذت في المداولات الأمنية التي عقدها رئيس الحكومة الإسرائليية، بنيامين نتنياهو، في القيادة الجنوبية وفرقة غزة، مساء الأحد الماضي، بمشاركة وزير الأمن، يوآف غالانت، وكبار قادة الجيش الإسرائيلي والشاباك، والتي استعرض جهاز الأمن خلالها «تطور العمليات في غزة والاستعداد للمراحل المقبلة». وخلال الاجتماع، طلب الجيش من القيادة السياسية «4 أسابيع إضافية لاستكمال العملية في رفح، أي حتى نهاية شهر يوليو الجاري. وذكرت القناة أن الجيش بحاجة لهذه «النافذة الزمنية للتعامل مع الأنفاق المتبقية في رفح ومحور فيلادلفيا»، الذي يحتله الجيش الإسرائيلي منذ نهاية مايو الماضي. واستعرض كبار المسؤولون في الجيش والشاباك «التقدم الذي تم إحرازه» في العلميات البرية في قطاع غزة، واعتبروا أن «الإنجاز العسكري» الذي تحقق في غزة «كبير بما فيه الكفاية، بحيث أنه في حالة اضطرار إسرائيل إلى وقف القتال، سواء بسبب التوصل إلى صفقة تبادل أو بسبب احتمال التوصل إلى تسوية في الشمال، فإن الجيش سيكون قادرا على القيام بذلك». وشدد الجيش خلال الاجتماع، بحسب القناة 12، على أنه «رغم التقدم الذي تم إحرازه، إلا أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن انتهاء الحرب»، وذلك حتى «إعادة جميع الرهائن» المحتجزين في قطاع غزة، «الأحياء والأموات على حد سواء»؛ وأكدت أن الجيش يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في «مركزين تكتيكيين مهمين» داخل القطاع: محور فيلادلفيا وكذلك في «ممر نتساريم». وفي وقت سابق، ادعى رئيس الحكومة الإسرائليية، بنيامين نتنياهو، أن جيش الاحتلال يتقدّم نحو «نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس»، في تعبير عن قرب القضاء على القدرات العسكرية لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة؛ وأضاف «سنواصل ضرب فلول هذا الجيش «، على حد تعبيره. «مستنقع» وحرب استنزاف طويلة وفي وقت سابق، حذّرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، من «مستنقع» وحرب استنزاف طويلة في قطاع غزة، إثر بدء جيش الاحتلال قبل أيام قليلة معركة جديدة في حي الشجاعية شرق القطاع، في وقت يواصل فيه عملياته في مدينة رفح، جنوبيغزة. ونقلت عن محللين أمنيين أن إسرائيل معرضة لخطر الانزلاق إلى صراع طويل الأمد مع حركة حماس. ونقلت الصحيفة الأميركية عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، في تعليق على مجريات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمعارك بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال: «إنها مستنقع. وسوف يكون صراعًا منخفض الشدّة لفترة طويلة». وأضاف أنه «يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، ولكن في نهاية المطاف، يتمكن عناصرها من العودة عبر شبكة الأنفاق أو عبر البرّ. إنهم يكتسبون مجندين جددًا كل يوم. والشباب الذين فقدوا عائلاتهم سوف ينضمون إلى صفوفهم». وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عادت إلى عدة مناطق في غزة كانت قد أعلنت سابقًا السيطرة العملياتية عليها، بما في ذلك الشجاعية وجباليا شمال القطاع، وكذلك مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، والذي وصفه جيش الاحتلال بأنه مركز قيادة وسيطرة لحماس. استشهاد 8672 طالباً قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية ، إن 8672 طالبا استُشهدوا و14583 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر على قطاع غزة والضفة. وأوضحت التربية في بيان لها، الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 8572، والذين أصيبوا إلى 14089، فيما استُشهد في الضفة 100 طالب وأصيب 494 آخرون، إضافة إلى اعتقال 349. وأشارت إلى أن 497 معلما وإداريا استُشهد وأصيب 3402 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 109 في الضفة. و تابعة للجامعات و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 139 منها لإضرار بالغة، و93 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 57 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب، كما تم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة. وأكدت التربية أن 620 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة. مقاومة الجدار والاستيطان قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا 7681 اعتداءً، في الربع الأول من العام 2024. وأوضح شعبان في تقرير الهيئة، الثلاثاء، أن الاعتداءات تركزت في محافظة الخليل ب 1307 اعتداءات تليها محافظة القدس ب 1099 اعتداء ثم محافظة نابلس ب1093 عملية اعتداء. وأشار إلى أن الاعتداءات تراوحت بين فرض وقائع على الأرض (مصادرة أراضي وتوسعة استعمارية وتهجير قسري) وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضي واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية. ولفت شعبان إلى أن واقع أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس قد دخل فعلاً في مرحلة حساسة للغاية، تضاف إلى كل التعقيدات التي فرضتها دولة الاحتلال وعلى مدار سنوات الاحتلال الطويلة، مضيفاً، أن خطورة ما يفعله الاحتلال هذه الأيام يتمثل بالحاضنة التشريعية والقانونية التي تجتهد دولة الاحتلال من خلالها من أجل تثبيت إجراءات ذات بعد استراتيجي تستهدف السيطرة والضم على قطاعات واسعة من الأراضي الفلسطينية. وتابع، أن دولة الاحتلال ومن خلال هذا النوع من الإجراءات لا تعتدي على مقدرات شعبنا وحسب بل تضرب بعرض الحائط منظومة الشرائع والقوانين الدولية التي جرمت بالأثر الرجعي كل ما تفعله من فرض وقائع على الأرض، والهدف النهائي منها هو إعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل وعزل مدينة القدس وتفريغها من جوهرها الثقافي والإنساني والحضاري. دعم أكبر للمنظمات غير الحكومية تعهّدت السلطة الفلسطينية الإثنين توفير دعم أكبر للمنظمات غير الحكومية في غزة، محذّرة من أن 300 ألف عائلة في القطاع تعاني من «التهميش» وبحاجة إلى مساعدة. وعقدت السلطة اجتماعا مع نحو 15 منظمة غير حكومية وجمعية إغاثة، وقد اشتكت هذه الجهات من صعوبات متزايدة تواجه إدخال المساعدات إلى غزة وكذلك توزيع الأغذية وغيرها من الاحتياجات الأساسية في القطاع . في حين لا تتمتع السلطة الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية، عمليا بأي نفوذ في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، أقرّ وزير الدولة لشؤون الإغاثة باسل ناصر بتزايد المخاطر وقال»إن أهمية الاجتماع تكمن في ضرورة بذل الجهود لتوفير الدعم الإغاثي والإنساني اللازم لشعبنا في قطاع غزة». وشدّد على أهمية مشاريع عدّة بما في ذلك منصّتان إلكترونيتان لمراقبة المناطق والأسر الأكثر ضعفا في قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وتمكين المنظمات غير الحكومية من تسليط الضوء على الصعوبات.من جانبها، أشارت وزيرة التنمية الاجتماعية سماح أبو عون حمد إلى أن السلطة ستوفر بيانات عن العائلات استنادا إلى سجلاتها، ولفتت إلى أن نحو 120 ألف أسرة كانت تستفيد قبل الحرب من برنامج التحويلات النقدية.