فيما تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على قطاع غزة، تلوح في الأفق بارقة أمل قد تؤشر لقرب وقف إطلاق نار لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يعيش مأساة إنسانية تقترب من نهاية شهرها الثالث. وأفاد إعلام فلسطيني بأن الفرق الطبية عاجزة عن الدخول للأحياء في جباليا بسبب كثافة القصف الإسرائيلي. واندلعت معارك عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في شوارع مدينة خان يونس. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم بأن إسرائيل تقصف بشكل عنيف ومتواصل مناطق في جباليا وخان يونس بشمال ووسط قطاع غزة. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية وصحفية أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المواطنين معظمهم من الأطفال والنساء. واعتبرت صحيفة «هآرتس» أن صفقة التبادل بعيدة، لكن إسرائيل تبرزها لإسكات الضغط الشعبي، فيما شدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على أن هذا وقت الحسم لا الهدن، رداً على ما يتردد عن قرب التوصل إلى صفقة أسرى ووقف إطلاق النار. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة 300 هدف في غزة خلال الساعات ال24 الماضية، مؤكدا مقتل عشرات المسلحين وتدمير بنى تحتية في تلك الهجمات. وقال في بيان إن القوات البرية هاجمت مقرا عسكريا لحماس في منطقة خان يونس، وأعلن الاستيلاء على أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة وقذائف هاون خلال عملياته، بحسب قوله. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل ضابط في جنوبغزة ليرتفع إجمالي القتلى إلى 133 منذ بدء العملية البرية. من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن العملية العسكرية في شمال القطاع تتركز على ما وصفه ب«التطهير النهائي» لمنطقة غزة والدخول تحت الأرض إلى الأنفاق في أعماق كبيرة. ولفت إلى أن العملية هناك ستكون عابرة للمراحل حتى تحقيق الأهداف كافة، على حد قوله. وقال إن «الجيش سيُحضر كبار قادة حماس إلى المقبرة أو السجن»، وفق تعبيره. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر قولها إن قادة فتح وحماس يُجرون حالياً مناقشات حول حكم غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب. وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن رئيس الحركة يحيى السنوار لم يكن على علم بتلك المحادثات، وطَلب وقفها فوراً، في إشارة لوجود خلاف بين الجناحين السياسي والعسكري لحماس، بحسب الصحيفة. ونقلت عن القيادي في حماس حسام بدران قوله: إن الحركة لا تريد لعبة محصلتُها صفر، وتسعى لإنهاء الحرب.