بلاد الحرمين الشريفين، ليست قبلة المسلمين ومهد الإسلام فقط، بل هي نموذج حي يتجلى فيه العمل الإنساني والنهج الحكيم في التعامل مع التحديات العالمية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حيث أصبحت المملكة تجسد قيم الأمن، والأمان، والإنسانية في جميع أوجهها، ومواقف الإنسانية تتجلى بكل وضوح في الأزمات الدولية. ولطالما كانت المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تمد يد العون في الأزمات الإنسانية خلال الأزمة السورية، وأيضاً لعبت دورًا محوريًا في دعم اللاجئين والمحتاجين عبر توفير المساعدات الإنسانية والإغاثية، دون تمييز بين جنسية أو دين، ومع مبادراتها الإنسانية أثبتت المملكة أنها تؤمن بحقوق الإنسان وتعمل على تحسين أوضاع المحتاجين بعيدًا عن أي استغلال سياسي أو إعلامي. ولو عدنا للوراء قليلاً وجدنا بلادنا تصدرت الريادة في مواجهة أزمة كورونا، وكانت الجائحة اختبارًا حقيقيًا كشف عن جاهزية المملكة وقدرتها على التعامل مع الأزمات العالمية. فبينما عانت دول عديدة في الحفاظ على سلامة مواطنيها، أظهرت المملكة تفوقًا استثنائيًا. ففي الداخل، كان المواطن والمقيم على مسافة واحدة من الرعاية والاهتمام، ووفرت الحكومة خدمات صحية مجانية، وأطلقت حملات تطعيم واسعة وشاملة دون تمييز، ولعل أبرز ما يُذكر هو الاهتمام الذي أبدته المملكة برعاياها في الخارج، حيث أعادت رعاياها للوطن بطريقة منظمة وآمنة، مع توفير الحجر الصحي والرعاية اللازمة لهم، والأكيد أن ما يميز المملكة اليوم هو رؤية 2030، التي يرسم ملامحها ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان. هذه الرؤية ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي مشروع نهضوي شامل يهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتحويل المملكة إلى نموذج عالمي في مختلف المجالات. في التنمية الاقتصادية بفضل رؤية 2030، أطلقت المملكة مشاريع عملاقة مثل: "نيوم" و"البحر الأحمر"، وهي مشاريع تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة. وأدركت القيادة أهمية تمكين الشباب والمرأة في بناء المستقبل. ولهذا شهدت المملكة خطوات هائلة في تعزيز دور المرأة في سوق العمل، وفتح مجالات جديدة أمام الشباب ليكونوا شركاء في التنمية، وحرصت على حماية البيئة حيث لم تغفل عن أهمية الاستدامة البيئية من خلال مبادرات مثل: "الشرق الأوسط الأخضر"، وتعمل المملكة على تقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة المساحات الخضراء، مما يعزز مكانتها كدولة مسؤولة بيئيًا. وليس غريبًا أن توصف المملكة بأنها بلد الأمن والأمان، فهي تقدم نموذجًا يُحتذى به في استقرارها الداخلي، وهو ما يُعد أساسًا لكل الإنجازات التي تحققها، بفضل قيادتها الحكيمة، وبالتالي أصبحت واحة سلام في منطقة مضطربة، حيث تضع الأمن القومي ورفاهية المواطن والمقيم في مقدمة أولوياتها، المملكة ليست مدافعة عن أمنها ومصالحها فقط، بل هي صوت للعقل والحكمة في العالم. من خلال مبادراتها الدولية، وتسعى لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وتشجع على السلام والتعايش بين الشعوب. وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، تثبت هذه البلاد يومًا بعد آخر أنها نموذج للدولة الحديثة التي تجمع بين قيمها الأصيلة ورؤيتها الطموحة. سواء في مواقفها الإنسانية، أو قدرتها على مواجهة الأزمات، أو مشاريعها الطموحة، فالمملكة تجسد معاني الأمن، والأمان، والإنسانية على أرض الواقع. إنها ليست دولة تسعى للتقدم فقط، بل وطن يعكس أصالته وحضارته بكل فخر. *رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية د. عمر بن سليمان العجاجي