كانت المملكة -وما زالت- من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم.. تعد المملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وامتدادًا إلى أبنائه الملوك، وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-، في قائمة أكبر عشر دول في العالم إيمانًا وحرصًا منها على مد جسور الدعم الإنساني والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، حتى أضحت في مقدمة الداعمين للعمل الإنساني والتنموي وبالأرقام والإحصاءات وفق ما تشير إليه المنظمات الأممية للعمل الإغاثي والإنساني دون أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد. فالمملكة منذ تأسيسها تقدم دون توقف مساعدات إنسانية وتنموية وخيرية إلى مختلف الدول، في شكل تبرعاتٍ كاملة أو منحٍ إنسانية وخيرية وقروضٍ ميسرة لتشجيع التنمية في الدول النامية، وتقوم بدور إنساني شامل في دعم القضايا الإنسانية كافة حول العالم، حتى غدت في المركز الثالث عالميًا في حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية وفق منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة. وفي الكثير من المناسبات الدولية، تؤكد المملكة العربية السعودية دورها الريادي في أهمية نشر ثقافة السلام محليًا ودوليًا، تكريساً لتعزيز السلام ومُثله وقيمه في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها، واستشعاراً للدور القيادي المسؤول الكبير للمملكة، والذي اكتسبت فيه المملكة أهمية بالغة جدًا، بوصفها القائد الحقيقي للعالمين الإسلامي والعربي، فضلاً عن محورية دورها المسؤول في مجابهة قضايا المنطقة ومعالجة التحديات العالمية، والتكاتف بين دول العالم وشعوبها في مواجهة التحديات الإنسانية الاستثنائية المشتركة، كمواقف المملكة حيال أهم القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، وهي مواقف ثابتة راسخة تتسم بالوضوح والمصداقية، وتهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم. وحيث لم تكتفِ دولتنا العظيمة بذلك فقط، بل وامتداداً لمكانتها دولياً في العمل الإنساني، وأنها ليست دولة مانحة فحسب، بل هي في صدارة المانحين عبر تاريخها كدولة سخيّة في بذل الخير وتقديم العون للمحتاجين في كل مكان، وكعادتها تتسنم منصات القمم في الأعمال الإنسانية باقتدار وامتياز، وهذا ما كان عليه الحراك السعودي خلال الفترة الماضية والحالية والدعم الإنساني والإغاثي المستمر لدول العالم بلا تمييز نبراساً عالمياً يُحتذى، وعلماً بارزاً يُقتدى به، وأصبحت المملكة رائدة في هذا المجال على الصعيد الدولي، نظير جهودها الكبيرة التي غطت مشارق الأرض ومغاربها، وشهد لها القاصي والداني، واضعة نصب عينيها حياة الإنسان وكرامته وصحته أياً كان، وأينما كان. وكان إجلاء الرعايا السعوديين ورعايا دول شقيقة وصديقة من دولة السودان في أضخم عملية إجلاء في العالم متواصلة ليل نهار، مع استمرار القتال الدامي بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، فكان الدور الدبلوماسي واللوجستي السعودي الكبير حاضراً الذي قدمته السعودية في عملية إجلاء رعاياها ورعايا الدول الأخرى من الخليج والدول والشقيقة والصديقة، وعددٍ من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين. في الأزمات تظهر معادن الدول والإنسان، فالمملكة لم تقم بإجلاء مواطنيها فحسب بل قامت بإجلاء رعايا الدول في رسالة مليئة بالدفء الإنساني لدى القيادة السعودية كونه يبقى هو المحفز الأول، المتمثلة في إنقاذ إنسان أياً كان عرقه ودينه وانتماؤه؛ فالإنسانية في المملكة لا تتجزأ، وهي شاملة كل ما يختص بالإنسان واحتياجاته، خصوصاً في أوقات الأزمات والكوارث والمصائب. وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا على دور المملكة المؤثر دوليًا بوصفها شريكا موثوقا به للمجتمع الدولي، فجاءت استجابة المملكة للطلبات المقدمة من المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة لإجلاء رعاياها في السودان، وكان هذا هو ديدن قيادتنا الحكيمة، عطاء بلا حدود، لخدمة العالم وهكذا هي المملكة، تعتني وتهتم وتدعم المحتاج ومن يستحقون العناية في الداخل والخارج، وهؤلاء هم رجالات الشعب السعودي الذين يشاركون بجهودهم في خدمة وإجلاء الرعايا السعوديين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة. لذلك كانت المملكة -ومازالت- من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، ولا تفتأ الأعمال الخيرة تتوالى وتتواصل من بلاد الحرمين الشريفين موئل الإسلام والتسامح والوسطية وموطن العروبة أصل الكرم؛ لتقوم بنشر خيرها وإحسانها على أرجاء العالم المتضررة والمحتاجة، وإنما يحدوها إلى ذلك دافع العطاء الذاتي واستشعارها لمسؤولياتها وما تمثله من أنموذج يحتذى من بقية الدول، مثبتًة أنها مملكة الإنسانية وواحتها.