أكدت النيابة العامة في باكو الإثنين أن موسكو تعهدت تحديد المسؤولين عن تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان الأسبوع الماضي ومعاقبتهم، وذلك غداة تأكيد الرئيس إلهام علييف أنها أصيبت بنيران أطلقت من روسيا. وقال المدعي العام الأذربيجاني كامران علييف في بيان إن رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين أكد له اتخاذ "إجراءات مكثفة لتحديد المذنبين وتحميلهم المسؤولية الجنائية". كما أوضحت النيابة العامة في بيان أن موسكو التي لم تؤكد بعد أن الطائرة أصيبت بنيران دفاعاتها الجوية، وعدت ب"إجراء تحقيق كامل وشامل وموضوعي" بشأن الحادث، بمعزل عن التحقيقات التي تجري في كازاخستان حيث تحطمت الطائرة. ودفعت الحادثة العديد من شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى روسيا، بما في ذلك شركة العال الإسرائيلية التي أعلنت الاثنين تعليق رحلاتها إلى موسكو حتى نهاية آذار/مارس. ولم تعترف روسيا بمسؤوليتها في حادث تحطم الطائرة الذي أسفر عن سقوط 38 قتيلا، بالرغم من تقديم أذربيجان طلبا بهذا الصدد. لكن النيابة العامة أشارت إلى أن موسكو قدمت "الدعم الضروري للمدعين الذين أرسلوا إلى غروزني"، عاصمة الشيشان حيث حاولت الطائرة الهبوط مرتين قبل أن تتحطم في أكتاو بغرب كازاخستان على الضفّة الشرقية لبحر قزوين. كما تجرى تحقيقات في موقع الحادث "بمشاركة محققين محترفين وخبراء من أذربيجان وكازاخستان وروسياوالبرازيل"، الدولة المصنعة لطائرات "إمبراير"، طراز الطائرة التي تحطمت. من جانبها، أعلنت وزارة النقل الكازاخستانية أنّها أرسلت الصندوقين الأسودَين إلى البرازيل، حيث سيتولّى مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران (سينيبا) فحص محتوياتهما. وقالت عبر تطبيق تلغرام الإثنين إنّ "لجنة التحقيق بشأن حادث الطائرة توجّهت إلى البرازيل. وسيتم تسليم الصندوقين الأسودين إلى مركز سينيبا". وأعلن إلهام علييف الأحد أن الطائرة أصيبت بنيران من روسيا، واتهم موسكو بالسعي إلى إخفاء أسباب الكارثة مطالبا إياها باعتذار رسمي وتعويضات. وبحسب الكرملين، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الاعتذار لنظيره الأذربيجاني، مقرّا بأن الدفاعات الجوية كانت نشطة عند وقوع الحادث، لكن من دون الاعتراف بأن الطائرة أصيبت خطأ بصاروخ أطلقه الجيش الروسي. وكشف أيضا أن المنطقة كانت تتعرّض يومذاك لهجمات مسيّرات أوكرانية.