خبر نجاح السعودية في تنظيم كأس العالم لعام 2034 رافقه فرحة غامرة واحتفالات واسعة، ما أدى إلى تفاعل كبير في القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد شهدنا العديد من الترندات التي تتحدث عن أعمارنا في ذلك العام مثل كم عمرك عام 2034؟. لكن بعيدًا عن الأرقام العمرية، يتبادر إلى الذهن سؤال أعمق يستحق التفكير: كيف سيكون وضعي ووضعك على المستوى الشخصي عام 2034؟، هذا السؤال يدعونا للتفكير في صحتنا، وإنجازاتنا، وأهدافنا الشخصية بديلاً عن التركيز على الأرقام التي تحدد أرقام أعمارنا حينذاك والتي قد يكون لهذه التساؤلات أثر سلبي عند بعض الذين يتحسسون من هذه النقطة. علينا أن نركز على الجوهر، أي على ما أنجزناه وسننجزه، وكيف سيكون تقدمنا في حياتنا، هل الأهم أن تكون في عام 2034 في الثلاثينيات أو الأربعينيات بينما تظل بعيدًا عن النشاط الرياضي ومنغمسًا في العادات السيئة مثل التدخين والتذمر والبخل وهضم الحقوق، أم أن تكون في الستينيات أو السبعينيات وتتمتع بالصحة والرشاقة والفكر والثقافة والوعي والعطاء؟. عندما أنظر حولي، أجد المواقع المهيأة لدفع الناس إلى مزاولة الرياضة في الحدائق والممرات المنتشرة في كثير من الأحياء، ما يدل على أن الوقت قد حان للتغيير. إن تحقيق الأهداف لا يتوقف عند النجاحات المهنية أو الأكاديمية، بل يشمل أيضًا تحسين صحتنا النفسية والجسدية والفكرية، يجب أن نكون واعين لعاداتنا اليومية، فالتغذية الصحية، وممارسة الرياضة، والاهتمام بالصحة العقلية هي جوانب أساسية تسهم في تحسين نوعية حياتنا. عند التفكير في العام 2034، يجب أن نرى أنفسنا أشخاصا فاعلين، يتمتعون بصحة جيدة ويحققون إنجازات ملموسة بغض النظر عن العمر فالأهداف التي نضعها لأنفسنا الآن ستحدد كيف سنعيش في المستقبل. لذا، دعونا نبدأ من الآن في بناء حياة مليئة بالإنجازات، ونركز على تطوير أنفسنا بطرق إيجابية تجعل من عام 2034 نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أفضل. يمكننا العمل على تطوير مهارات جديدة، سواءً في مجالاتنا المهنية أو اهتماماتنا الشخصية، فالتعلم المستمر هو مفتاح التكيف مع التغييرات التي قد تطرأ على حياتنا، وهو يفتح أمامنا أبوابًا جديدةً من الفرص. من المهم أيضًا أن نحسن إدارة وقتنا، ونتجنب التسويف، ونركز على ما هو مهم حقًا في حياتنا، إذ يمكن أن يعزز بناء بيئة إيجابية حولنا مما يستحث تفاؤلنا ويحرض إنتاجيتنا. لكن الأثر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتضمن أيضًا تطوير مهاراتنا وإنجازاتنا الشخصية.. عندما نسعى لتحقيق أهدافنا ونبني قدراتنا، نسهم في تعزيز الثقافة والمعرفة في المجتمع، ما يرفع من مستوى الوعي العام ويشجع الآخرون على التفوق. إن تحسين سلوكنا ونمطنا الفكري يجعلنا أكثر إيجابية وقدرة على التكيف مع التحديات، مما ينعكس على بيئتنا المحيطة. عندما نتبنى نمط حياة صحي وثقافة إنجاز، نصبح قدوةً للآخرين ونلهمهم لتبني عادات إيجابية. من المهم أن ندرك أننا جزء لا يتجزأ من المنظومة الوطنية، وأن جهودنا الفردية تعزز من قوة الوطن ككل. فبدلاً عن الانتظار لاستعدادات رسمية وطنية أو تنفيذ مشاريع كبيرة، يمكننا أن نبدأ من أنفسنا، فكل إنجاز صغير يسهم في بناء مجتمع متماسك وصحي وأكثر ازدهارًا.. من خلال العمل معًا كأفراد، يمكننا أن نكون جزءًا من التغيير الإيجابي الذي يتجاوز الحدود الشخصية ويخدم مصالح الوطن في نهاية المطاف. * بصيرة.. العمر مجرد رقم، لكن ما يهم حقًا هو مستوى جودة ذلك العمر والشغف في جميع مراحل الحياة، وكيف نحقق أهدافنا، ونترك أثرًا إيجابيًا في حياتنا وحياة من حولنا.