بثت المملكة وإيران روحاً جديدة قدمت رسالة سلام في وقت يعج فيه العالم بالصراعات والحروب، وقد سرت موجة إيجابية في التعاطي بين البلدين منذ توقيعهما اتفاقية استئناف العلاقات ليعلنا عن فجر جديد من العلاقات المبنية على ما يربط بينهما من أخوة وجوار وقيم إسلامية مشتركة ومعاهدات دولية. تعزيز العلاقات بين الرياض وطهران ستكون له انعكاساته الإيجابية الإقليمية والدولية باعتبارهما قوتين إقليميتين مؤثرتين، وسيكون لهما تأثيرهما في تعزيز مسار السلام. وفي حين يتجه البلدان إلى إيجاد حلول ناجعة للعديد من الملفات، وتجاوز التعقيدات، وإن لم تتطابق بعض وجهات النظر، وهو أمر وارد في العلاقات بين الدول، فإن ثمة جوانب سيكون فيها نقاط التقاء لمد جسور التعاون وبناء اقتصاد واعد، عبر تعزيز التبادل التجاري وإيجاد شراكات استراتيجية. التقارب السعودي - الإيراني من خلال الزيارات المتبادلة والرسائل الإيجابية بين الدولتين، سيكون عاملاً أساسياً في تنمية وازدهار المنطقة، كما يمثل الأمن الإقليمي أهمية استراتيجية من أجل أن تكون المنطقة آمنة وخالية من التوترات والنزاعات، ولا شك أن السلام من شأنه تحسين جودة الحياة والاستقرار الاجتماعي والثقافي، وتوفير بيئة آمنة تعزز التعايش السلمي وتبادل الثقافات والتجارب بين الشعوب. وترسخ دعوة ولي العهد لإسرائيل إلى احترام سيادة إيران والامتناع عن مهاجمة أراضيها، خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الرياض هذا التقارب، وتؤكد الاتجاه نحو بناء علاقة مستدامة تحافظ على أمن المنطقة واستقراراها.