بحرص كبير من قيادة البلدين، تشهد العلاقات السعودية - الإيرانية تطورات إيجابية وملموسة، تعكس رغبة البلدين في تعزيز التقارب بينهما أكثر من ذي قبل، والوصول به إلى أبعد نقطة ممكنة من الانسجام والتفاهم التام، ويقوي من هذه الرغبة ويدعمها التوجه لإقامة علاقات طبيعية، تحكمها مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والارتقاء بالتنسيق والعمل المشترك، بما يضمن مصالح الشعبين ورفاهيتهما. التقارب السعودي - الإيراني والتفاهم المشترك بينهما في جميع الملفات العالقة من شأنه أن يُعلي من مكانة المنطقة، ويساعد على تعزيز استقرارها أمنياً، ونموها اقتصادياً، ما ينعكس إيجاباً على المنطقة والعالم، وهو ما سعت إليه الصين، وخططت له بحكمة عندما قررت أن تلعب دور الوسيط بين الرياض وطهران، وترعى اتفاق "بكين" بين البلدين، ليس هذا فحسب، وإنما تحرص على متابعة التقدم في الاتفاق، وتذليل أي صعوبات تحول دون تنفيذ بنوده، بما يخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة، ويعزز أمنها واستقرارها. ويأتي انعقاد اجتماع اللجنة الثلاثية المشتركة السعودية الإيرانية الصينية في إطار متابعة اتفاق بكين، وما تضمنه من اجتماعات مجدولة، وما تحقق من تطورات إيجابية في العلاقات بين المملكة وإيران، ويؤكد هذا الاجتماع حرص الرياض وطهران على المضي قدماً في مسار تحسين العلاقات بينهما، والعمل سوياً من أجل التقارب الفعلي بين البلدين، وهو ما يفسر افتتاح السفارات بينهما في وقت سابق، وتبادل الزيارات بين وزيري خارجية البلدين، والمكالمة الهاتفية بين قيادتي البلدين، ومشاركة الرئيس الإيراني في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عُقدت في الرياض. إيجابية العلاقات السعودية - الإيرانية وأهميتها للمنطقة، ترجمها أول حوار يجريه السفير الإيراني لدى المملكة رضا عنايتي، بعد تعيينه في منصبه ويختار له صحيفة "الرياض"، وفيه يؤكد أن العلاقات بين البلدين قد تطورت بنحو إيجابي ومتسارع، واعداً بالعمل على توظيف كل الجهود لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، معلناً بعبارات واضحة أن المملكة وإيران قادرتان من خلال التعاون الثنائي، وانطلاقاً من الآفاق المستقبلية بعيدة المدى، والطاقات المتاحة لديهما، على بناء قاعدة للتعاون الجماعي البناء، كما أكد للجميع أن تنامي العلاقات بين البلدين سيكون له تأثير مهم على السلام والاستقرار الإقليمي، وتعزيز ثقافة الحوار.