تظهر الأنقاض بمقهى في مدينة طولكرم بالضفة الغربية قوة الضربة الجوية الإسرائيلية التي وقعت مساء الخميس وأسفرت عن استشهاد قائد كبير في حركة حماس و17 آخرين على الأقل. ووقعت الضربة في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، أحد أكثر المخيمات كثافة سكانية في الضفة الغربية وحطمت تماما المقهى في الطابق الأرضي. ووجد عمال الإنقاذ أنفسهم يبحثون وسط أكوام من الأنقاض الخرسانية وسط رائحة الدماء التي ما زالت تفوح في الهواء. وتظهر حفرتان في مستوى علوي المكان الذي اخترق فيه الصاروخ المبنى المكون من ثلاثة طوابق قبل أن يصل إلى المقهى، الذي يعمل به حفار لإزالة الأنقاض. وتعد الضربة التي نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية الأكبر في الضفة الغربية حتى الآن في العمليات التي تصاعدت بشدة منذ بدء الحرب في غزة قبل عام تقريبا، وتعد أيضا واحدة من أكبر الهجمات منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عقدين. وقال سكان إن الضربة وقعت بعد تجمع في وسط المخيم للمسلحين المتواجدين هناك. وحين انتهى التجمع، توجه البعض إلى المقهى. وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة قتلت زاهي عوفي، رئيس مكتب حماس في طولكرم المضطربة بشمال الضفة الغربية. وشهدت المدينة اشتباكات متكررة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين. الأممالمتحدة تدين قصف مخيم نور شمس وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش تأكد من مقتل سبعة مسلحين على الأقل في الهجوم، بما في ذلك غيث رضوان، وهو قائد بارز في "حركة الجهاد الإسلامي". ومع مرور عام تقريبا على الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أبرزت الغارة على طولكرم مدى اتساع نطاق الحرب الآن، وشهدت المدن المضطربة في شمال الضفة الغربية مثل طولكرم وجنين عمليات متكررة واسعة النطاق في مخيمات اللاجئين، وقال فيصل سلام، رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم "ما حصل في طولكرم هو صورة مصغرة لما يجري في غزة من استهداف المدنين الأطفال والنساء والشيوخ وقتلهم بدم بارد بالقصف بطائرات إف 16". في الوقت نفسه، قتل فلسطينيون عشرات من الجنود والمدنيين الإسرائيليين في الضفة الغربية وإسرائيل وتمت أحدث العمليات في تل أبيب، حيث قتل فلسطينيان من الضفة الغربية سبعة أشخاص بالرصاص. إلى ذلك ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة لليوم 364 على التوالي إلى 41825 شهيدًا، ونحو 96910 جرحى، معظمهم من النساء والأطفال. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد 23 فلسطينيًا وإصابة 66 بجروح مختلفة بعضها خطيرة، بالإضافة إلى ارتكاب ثلاث مجازر بحق العائلات الفلسطينية، خلال الساعات 24 الماضية، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدة وجود عشرات الشهداء تحت ركام المنازل المدمرة في كافة مناطق القطاع، لم يتم انتشالهم لعدم توفر الإمكانيات والوقود اللازم لتشغيل المعدات. ارتفاع حصيلة الشهداء واتساع تداعيات الحرب وقال الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر السبت إنه هاجم مجددا مركز قيادة لحركة حماس من الجو في وسط قطاع غزة. وزعم إن مركز القيادة كان موجودا في مبنى كان مدرسة في السابق. وتابع أن هذا مثال آخر على "سوء الاستخدام المنهجي للبنية التحتية المدنية من جانب حماس، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي".!! وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه تم اتخاذ إجراءات قبل الهجوم لتقليص الخطر على المدنيين. يذكر أنه لا يمكن التحقق من هذه المزاعم بشكل مستقل. واعتقلت القوات الإسرائيليّة الجمعة، وأمس السبت، 25 فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم طفل، وأسرى سابقون. من جانبه دان مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بشدة القصف الجوي الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلية على مبنى سكني في مخيم طولكرم بالضفة الغربيةالمحتلة، مساء الثالث من أكتوبر مما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيًا على الأقل بينهم 3 أطفال وامرأتان. وقال بيان صادر عن المكتب: "إن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت مبنى سكنيًا مكونًا من 3 طوابق يضم مقهى في الطابق الأرضي في منطقة مكتظة في مخيم طولكرم، مشيرًا إلى عدم نشوب اشتباكات أو مواجهات في الموقع. وأضاف مكتب حقوق الإنسان أن القصف الجوي دمر تمامًا المبنى المستهدف وألحق أضرارًا بالمنازل المجاورة، مبينًا أنه من المرجح وجود مزيد من الشهداء تحت الركام، مع صعوبة عملية الانتشال وتحديد الهويات في ضوء ضخامة التفجير. ووفق معلومات جمعها مكتب حقوق الإنسان، فإن معظم الشهداء لم يكونوا مسلحين أو مطلوبين من إسرائيل -القائمة بالاحتلال- وأنهم قُتلوا في منازلهم أو أثناء مرورهم في الشارع، موضحًا أن من بينهم أسرة بأكملها مكونة من خمسة أشخاص، منهم طفلان، كانت تعيش في المبنى المستهدف. وبينما كانت إسرائيل تقصف شمال قطاع غزة بغارات جوية في أكتوبر الماضي وتأمر بإجلاء أكثر من مليون فلسطيني من المنطقة، وجهت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تحذيرا صريحا للبيت الأبيض. فقد كتبت دانا سترول نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط آنذاك في رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 13 أكتوبر إلى كبار مساعدي الرئيس جو بايدن تقول إن النزوح الجماعي سيشكل كارثة إنسانية وقد يمثل إنتهاكا للقانون الدولي، مما قد يؤدي إلى توجيه اتهامات إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وذكرت سترول في الرسالة أنها كانت تنقل تقييما للجنة الدولية للصليب الأحمر "جمد الدماء في عروقها". وبينما تقترب حرب غزة من إتمام عامها الأول، ويتأرجح الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع نطاقا، تظهر رسائل سترول عبر البريد الإلكتروني ومراسلات أخرى لم ترد تقارير عنها من قبل صراع إدارة بايدن من أجل الموازنة بين المخاوف الداخلية إزاء ارتفاع أعداد الشهداء في غزة ودعمها العلني لإسرائيل في أعقاب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل. وتكشف رسائل البريد الإلكتروني، التي لم ترد تقارير عنها من قبل، عن قلق مبكر في وزارة الخارجية والبنتاغون من أن ارتفاع عدد القتلى في غزة قد ينتهك القانون الدولي ويعرض العلاقات الأميركية مع العالم العربي للخطر. وتُظهر الرسائل أيضا ضغوطا داخلية في إدارة بايدن لتغيير رسالتها من إظهار التضامن مع إسرائيل إلى الحديث عن التعاطف مع الفلسطينيين وضرورة السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. الاحتلال الإسرائيلي مستمر في قصف قطاع غزة (أ ف ب)