في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم. بقي إنتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. راشد الحمدان راشد الحمدان لم يكن راشد الحمدان (1923-2013) مجرد مثقف عادي، بل كان أديبًا راسخًا وصاحب بصمات واضحة في عدة مجالات خدم من خلالها الوطن. عمله لم يقتصر على حقل التربية والتعليم فحسب، بل شمل وزارة الزراعة والرئاسة العامة لرعاية الشباب، حيث كان شاهدًا على التحولات الثقافية التي شهدتها السعودية منتصف السبعينات، وذلك بصفته أول مدير عام للأندية الأدبية بعد تأسيسها. وعلى مدى أربعة عقود، أسهم الحمدان في إثراء المشهد الثقافي، الصحافي، والاجتماعي في المملكة. غير أن كتاباته الساخرة التي كان ينشرها في مقالاته ليست هي وحدها ما سيخلد تجربته، بل ما يجب أن يُستذكر هو دوره كشاعر وقاصٍ، ليظل أدبه حيًا بعيدًا عن النسيان. وصفه الباحث والأديب محمد القشعمي بأنه من رواد الصحافة السعودية، واعتبره أول كاتب ساخر في المملكة، مستشهداً بزاويته الشهيرة «سحارة» التي كان يكتبها في جريدة الجزيرة في بدايات الصحافة المؤسساتية. كما أشار إلى أن الحمدان كان أول مدير عام لإدارة الأندية الأدبية، حيث كان رفيقه في رعاية الشباب عندما كان القشعمي مديرًا لمكتب رعاية الشباب في الأحساء، وكان الحمدان يقدم تقاريره للأمير فيصل بن فهد، الذي درسه في معهد العاصمة النموذجي. تنوع نشاط الحمدان الفكري بين الشعر والنثر والنقد الأدبي، حيث ألف «الشماريخ» وهو ديوان شعر، و»أنماط فكرية» وهي مجموعة قصص، و»خراف الأيام» الذي استوحى عنوانه من النخلة، تلك الشجرة المرتبطة بتاريخ الإنسان العربي. وجمع تحت هذا العنوان التراثي مجموعة من المقالات المنتقاة التي تميزت بالطرافة والنقد الهادف، مقدمة قطعًا أدبية حرة من قيود المناسبات الرسمية. راشد الحمدان