في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم. بقي إنتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. الشاعرة سارة سليمان بوحيمد ولدت في محافظة الخبر عام 1944م تلقت تعليمها الأولي ثم رحلت مع عائلتها إلى البحرين، فدرست الابتدائية وشطراً من الثانوية ثم عادت أسرتها إلى المملكة رافقت شقيقها ناصر إلى بيروت فدرست اللغة الإنجليزية ثم التحقت بكلية بيروت للبنات وحصلت على شهادتها تخصص لغة إنجليزية، وبعد عودتها عملت بالتدريس لمدة ثلاث سنوات ثم استقالت مفضلة التفرغ لبيتها وتربية بناتها والإشراف على تعليمهن. أثّرت الأسفار والتنقلات ما بين البحرين المعروفة بتقدم وعيها الأدبي، وبيروت ذات المناخ المزدهر في ثقافتها ووعيها في كتابة المقالات ورؤيتها الشعرية كتبت القصة والشعر والمقالة كالأديب البيروتية ومن صحف المملكة: اليمامة - الرياض، الندوة، القصيم، أخبار الظهران، اليوم، عكاظ. سألنا الأديب الباحث والمؤلف وكاتب السِّيّر محمد القشعمي الذي وثق بدايات الصحافة في المملكة العربية السعودية عن الشاعرة سارة بوحيمد قال: إنه منذ صغره وهو يشاهد كتابات سارة بوحيمد في صحيفة اليمامة إبان إدارة الشيخ حمد الجاسر لها وبالذات عام 1381ه- 1961م أي مع بدايات افتتاح مدارس البنات النظامية بعيد تأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات. وكنت أستغرب وقتها من جرأة هذه المرأة التي تكتب اسمها صريحاً وغيرها يكتب بأسماء مستعارة أو برموز.. حتى محررة ركن الأمهات باليمامة لم تكن تكتب اسمها صريحاً فقد كانت تكتب (تعده وتحرره: السيد أ. الجوهري). كانت سارة بوحيمد تكتب وبجرأة موضوعات جادة وتوقع اسمها (الآنسة سارة بوحيمد) ولدي أحد عشر موضوعاً نشرتها اليمامة لها من العدد 300 الصادر يوم الأحد 11 جمادى الآخرة 1381ه الموافق 19 نوفمبر 1961م. وحتى العدد 317 ليوم الأحد 12 شوال 1381ه الموافق 18 مارس 1962م. وكانت عناوين تلك الموضوعات هي: جمعيات خيرية نسائية، ليس المهور، بل الجهل، لمحات عن نساء شهيرات، أديبات عربيات، العالمة ماري كوري، الرقي ليس التقليد الأعمى، حكم من الحياة والدين، لمحة عن حياة مي زيادة. وقصيدتان: الأولى بعنوان «الأطفال والأزهار»، والثانية «فلسطين». بوحيمد 80 عاماً توقفت عن الشعر والكاتبة منذ 60 عاماً، واعتزلت الوسط الثقافي تقضي له عزبته بدارها في محافظة الخبر بين بناتها وأحفادها، وصفها ذات يوم الشاعر والأديب سعد الحميدين بأنها أول شاعرة سعودية كتبت قصيدة النثر التي تبناها ألبير أديب في بداية الستينات الميلادية. سارة سليمان بوحيمد سعد الحميدين