في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم. بقي إنتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. عبدالله نور ولد في مكة عام 1357ه درس عاماً واحداً بمدرسة (الفلاح) ثم درس الثانوية العامة في المعهد العلمي بالعاصمة الرياض لم يكمل دراسته درس على أيدي مجموعة من الشيوخ، فأخذ عن حمد الجاسر علم الأنساب وعلم السير، كما درس على يد الشيخ محمد الشريدي والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن إبراهيم في حلقات المساجد، وكان يذهب دائماً لنادي الرياض بالمعهد العلمي مستمعاً للمحاضرات التي يلقيها مجموعة من الأدباء الكبار المعروفين... عمل محاسباً في وزارة الصحة، ثم نائب رئيس قسم المقاولين، ثم تفرغ للعمل في الصحافة، وأول بداية لممارسته الكتابة في الصحافة كانت عام 1380ه في مجلة (الرائد) معقباً على مقالة محمد حسن عواد حول كتاب شعراء نجد المعاصرون لعبدالله بن إدريس. واعتبره الصحفي بدر الخريف واحداً من ألمع كتاب المقالة في الصحافة السعودية طيلة خمسة عقود، واشتهر بزاويته (لهاث الشمس) طرح من خلالها موضوعات مختلفة تميزت بالجرأة والجدية والشمولية، كما عُد من كتاب المقالة الذاتية والاجتماعية واشتهر باهتمامه بالشعراء الصعاليك في العصور المختلفة، ومثلما أجاد في الكتابة فقد أجاد الراحل في إلقائه قصائد الشعراء الأقدمين وخصوصاً الشعراء الصعاليك. مبيناً أن عبدالله نور بدأ حياته لاعباً بالنادي الأهلي بالرياض (الرياض حالياً) ليتحول بعدها إلى قارئ جيد وكاتب في عدة مطبوعات وعمل مديراً لتحرير مجلة اليمامة السعودية. عبدالله نور الذي فارق الدنيا وهو عزلته عام 2006 عن عمر يناهز 77 عاماً نجح في رسم هويته الخاصة التي لا يمكن تكرارها، ووضع اسمه في مرحلة مهمة في تاريخ الأدب السعودي الحديث منتظراً وهو في قبره إنصافه وبعث دراساته وأطروحاته من جديد. عبدالله نور