الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدد خطاه- شخصية فذة قلّ مثيلها، شخصية تحتار في وصفها لقوتها وشموخها وشمولها، تولى المسؤولية في سن مبكرة، وتصدى لها فتراكمت خبراته فأصبح ملماً بصغار الأمور وكبارها، لا تفوته فائتة، يعرف الصغير والكبير، وينزل الناس منازلهم، أحب الناس فأحبوه، ولجؤوا إليه في كل الأحيان فكان المعين لهم بعد الله على قضاء حوائجهم، والفصل في قضاياهم عندما كان -حفظه الله- أميراً على منطقة الرياض، في تلك المرحلة تحولت الرياض من مدينة كانت تعاني من نقص في الخدمات مع شح الموارد إلى مدينة عصرية كاملة العناصر، فأصبحت قبلة للقاصدين من الداخل والخارج، وتوسعت توسعاً غير عادي بالنسبة لتطور المدن مع تكامل الخدمات التي رافقت ذلك التوسع، ذلك الأمر لم يكن لولا توفيق المولى -عز وجل-، ثم الجهود الجبارة التي قام بها سلمان العز والفخر، فأصبحت عاصمة بلادنا تضاهي العواصم العالمية فكراً وحداثةً وبنياناً، أصبحت عاصمة القرار العربي، وشريكاً أساسياً في القرار العالمي. الملك سلمان أضاف إلى كل منصب تولى مسؤوليته إضافات ما زالت شاهدة على الشخصية الفذة، والفكر المستنير الذي يمتلكه -حفظه الله-، ما أوصل بلادنا إلى ما هي عليه من مكانة عالية مرموقة لا ينكرها إلا جاحد، فالمرحلة التي نعيشها حاضراً ما هي إلا نتاج الرؤية المستشرفة للمستقبل بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، جمعت بين الحكمة والطموح، فكانت ولادة رؤية "2030" التي نعيش حاضرها ونستشرف مستقبلها الذي سيكون مشرقاً بحول الله وقوته، ثم بالعمل الجاد المخلص الذي أصبح سمة رئيسة للمجتمع السعودي الذي يسير على خُطى قيادته. ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عزيزة على الشعب السعودي، كونها بداية لانطلاقة مرحلة جديدة مختلفة في مسيرة الوطن، مرحلة شهدنا فيها وطناً مختلفاً متمسكاً بعراقة أصالته، منطلقاً باتجاه المستقبل بخُطى واثقة راسخة نحو الريادة والنماء.