حرب شاملة ومواجهات مفتوحة

استشهاد أم وأطفالها الخمسة في رفح
مطالبات أممية بإنهاء الأعمال الوحشية
قال خمسة مسؤولين إسرائيليين كبار حاليين وسابقين، إنه لا توجد لدى إسرائيل إستراتيجية واضحة لإعادة الهدوء وإعادة عشرات الآلاف من النازحين إلى شمال إسرائيل، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز".
وأضاف المسؤولون أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة ضد حزب الله، تعكس رأي بعض الجنرالات المتشددين وغيرهم ممن يعتقدون أنه يمكن إرغام حزب الله على التراجع، في حين يعتقد آخرون في الحكومة أن إسرائيل يجب أن تتوصل أولاً إلى اتفاق، بشأن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس، قبل التحول إلى ساحة معركة أخرى.
ووفقا لثلاثة مسؤولين، فإن قرار إسرائيل بالتصعيد ضد حزب الله قوبل بمعارضة شديدة من جانب بعض كبار المسؤولين، وقالوا إنهم قلقون من أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى حرب شاملة مع قتال وجهاً لوجه وتساءلوا كيف يمكن أن تمهَد الطريق لعودة الإسرائيليين إلى الشمال.
واعتبر المسؤولون أن إسرائيل حققت العديد من الأهداف قصيرة الأمد، من خلال سلسلة من الغارات على حزب الله خلال الأسبوع الأخير.
وأضافوا أن التصعيد ضد حزب الله "بدأ بالصدفة تقريبا"، بعد أن أشارت معلومات استخباراتية إسرائيلية في اللحظة الأخيرة إلى أن عملية تفجير أجهزة اتصال لاسلكية، يحملها عناصر في حزب الله معرضة للخطر، إذا لم يتم تفعيل الخطة بحلول بداية الأسبوع الماضي، لأن حزب الله سيكتشفها، ربما إلى جانب عملية ثانية تستهدف أجهزة الاتصال اللاسلكية.
وفجرت إسرائيل أجهزة الاتصال هذه، ما أدى إلى مقتل عشرات وإصابة آلاف، ثم اغتالت مجموعة من قادة حزب الله العسكريين من خلال غارات على معقل الحزب في الضاحية الجنوبية في بيروت، وأدت غارات إسرائيلية مكثفة، أول من أمس، إلى استشهاد مئات اللبنانيين.
لأول مرة.. صاروخ تجاه تل أبيب
دوت صافرت الإنذار، في منطقة تل أبيب الكبرى ووسط البلاد، لتنذر بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة مفخخة، فيما سمعت أصوات انفجارات في مناطق "الشارون" بعد سقوط صواريخ في مناطق مفتوح، وكذلك نتيجة اعتراضات المنظومات الدفاعية.
وقال حزب الله في بيان مقتضب إنه "أطلقنا صاروخا باليستيا من نوع قادر 1 على مقر الموساد - الهيئة المسؤولة عن اغتيالات كبار مسؤولي الحزب وتفجيرات أجهزة البيجر".
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن صافرات الإنذار دوت في أكثر من 20 بلدة في وسط البلاد، وأنه لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة يتم إطلاق صواريخ تجاه تل أبيب الكبرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ أرض - أرض من لبنان تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية، فيما أفادت القناة 13 الإسرائيلية أن الصاروخ الذي أطلق من لبنان كان موجها نحو قاعدة "جليلوت" قرب هرتسليا.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله نحو منطقة تل أبيب الكبرى باليستي متوسط المدى.
يأتي ذلك في وقت شن الطيران الإسرائيلي الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي، غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان وشرقه، وقالت مصادر لبنانية إنّ "الطائرات الحربية المعادية تشنّ منذ الخامسة فجرا غارات جوية" على مناطق عدة في جنوب لبنان، مؤكدة أنّ الغارات لم تتوقف خلال الليل وأنها أسفرت عن إصابات، من دون أن تورد أي حصيلة دقيقة.
إلى ذلك، أفادت بأن "الطيران المعادي الحربي والمسير" شن غارات استهدفت "مدينة بعلبك وقرى القضاء" الواقع في شرق لبنان عند الحدود مع سورية، اعتبارا من بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر.
وبلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية ضمن التصعيد منذ صباح الإثنين الماضي 569، بينهم 50 طفلا 94 امرأة، و1850 مصابا. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن "الغالبية العظمى من ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، هم من العزّل الآمنين في منازلهم ما ينافي ادعاء العدو باستهدف مقاتلين".
تدمير أبنية فوق ساكنيها
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حربها الدامية والمدمرة على قطاع غزة لليوم ال355، مستهدفة المدارس ومراكز إيواء النازحين والمدنيين والأطفال.
وفي أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة؛ ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، إلى أكثر من 41 ألفا و467 شهيدا و95 ألفا و921 مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي.
وكثف جيش الاحتلال هجماته على المناطق المأهولة ونسف عددا من المنازل في مناطق متفرقة بالقطاع، بما في ذلك قصف مربعات سكنية شمال غرب مدينة رفح ودير البلح، ومنازل بالزهراء والمغراقة، وحي الصبرة.
والليلة الماضية، قتل جيش الاحتلال أماً وأربعة من أطفالها بعد قصف منزل لعائلة أبو جزر في بلدة النصر شمال رفح.
واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بعد تدمير الطيران الحربي منزلاً لعائلة الوصيفي في النصيرات فوق ساكنيه.
وارتكب الاحتلال مجزرة بعد قصف خيمة للنازحين على أنقاض منزل لعائلة العجلة غرب النصيرات.
فيما انتشلت طواقم الدفاع المدني 4 شهداء بينهم سيدة وطفلتين من أسفل أنقاض منزل لعائلة أبو العمرين في حي الشيخ رضوان.
واستشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر بعد قصف منزل في منطقة القرعة الخامسة في بيت لاهيا.
كما ونسف الاحتلال مبان سكنية في أرض أبو شمال شمال غرب النصيرات.
مواجهات واعتقالات بالضفة
استشهد شاب فلسطيني، فجر الأربعاء، فيما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واعتقالات واسعة طالت مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وسط مواجهات في بعض المناطق.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الشاب يحيى دانيال (32 عاما) متأثرا بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال في الصدر، خلال اقتحامها مخيم الفوار في وقت متأخر من الليلة الماضية.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفوار وداهمت عدة منازل، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت صوب الفلسطينيين، ما أدى لإصابة أربعة شبان بالرصاص الحي.
وأصيب الشاب عوض، وهو متزوج ولديه طفلة، بجروح خطيرة في الصدر، وأعلن الأطباء في وقت لاحق عن استشهاده متأثرا بإصابته الحرجة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إنه باستشهاد الشاب يحيى دنيال برصاص الاحتلال، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 717 شهيدا، بينهم 160 طفلا، و10 نساء، و9 مسنين.
يأتي ذلك، في وقت شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات واعتقالات واسعة بالضفة، تخللتها مداهمة عدة منازل، بخاصة في مخيم الدهيشة ببيت لحم، وفي محافظة سلفيت.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الشبّان من مخيم الدهيشة في بيت لحم، كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين من محافظة سلفيت،
كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا آخر بعد اقتحام منزله في مدينة طولكرم، واقتحمت قوات الاحتلال بلدتي الجيب وقطنة شمال غرب القدس، وبلدة سيلة الظهر جنوب غرب جنين.
عائلة فلسطينية تودع والدها الشهيد (رويترز)
أغلب الشهداء في غزة من الأطفال والنساء (أ ف ب)
جيش الاحتلال خلال اعتقاله لعدد من الشبان الفلسطينيين (أ ف ب)