شعور المرء بالغيرة أمر غير مستحب، كما أن الغيرة تعتبر غير مقبولة مجتمعياً. ولكن هل الغيرة حقاً سيئة مثل سمعتها؟ ويمكن أن تكون الغيرة، التي وصفها شكسبير في مسرحية عطيل ب"الوحش ذو العيون الخضراء" دلالة تحذيرية على وجود مشاكل في العلاقات، وإذا تعلم المرء قراءة الدلالة، يمكنه أن يعزز من قوة علاقته. ويقول المعالج النفسي فولفجانج كروجر: "في هذا الصدد، من المؤكد أن للنوع المعتدل من الغيرة جانباً إيجابياً". ويقول كروجر: "الغيرة يمكن أن تكون دلالة تحذيرية بأن هناك شيئاً مفقوداً في العلاقة". وتقول فيونا والترود بيرل، التي تعمل كمدربة للتنمية الشخصية: "الغيرة الطبيعية هي الخوف من فقدان شخص ما يحبه المرء لصالح شخص آخر". من ناحية أخرى، فإن الغيرة الوهمية مدمرة بصورة تامة. ومن الأمثلة على هذا النوع من الغيرة عندما يخشى المرء خسارة من يعاشره لصالح شخص آخر، ويقوم بصورة دائمة بتفقد ما يتعلق به، كما يصبح غير قادر على العمل بصورة بناءة لترسيخ الثقة. وتوضح بيرل: "الغيرة الوهمية أساساً تعد اضطراباً شخصياً، وتزعج بشدة الشخص الآخر". وقال كروجر: إن الغيرة ترجع جذورها جزئياً إلى الطفولة. وأضاف: "يكون الشخص قد شعر بالإهمال ومر بعلاقات غير مستقرة أيضاً". ولكن الأسباب الأساسية للغيرة تكمن أيضاً في الحاضر. ويوضح كروجر أنه في بعض الأحيان يكون الشعور بالغيرة القوية ناتجاً عن تدني احترام الذات، واعتماد المرء على شريكه في الحياة والقدرة المحدودة على تحقيق أهدافه في الحياة. وأضاف أنه في هذه الحالة: "يركز المرء تماماً على شريكه في جميع المجالات، ويضحي بركائزه الخاصة في الحياة". ولذلك يقدم الخبراء نصائح للسيطرة على الشعور بالغيرة، وبالتالي تعزيز العلاقة بين المرء وشريكه في الحياة. في البداية، تنصح بيرل: "بالبدء في عملية لمعرفة الذات". ومن ناحية أخرى، تحليل الموقف الذي أثار الشعور بالغيرة. ويمكن للشريكين أن يسألا نفسيهما ما الذي يفتقدانه في علاقتهما؟ وما الذي يثير بالتحديد غيرة الشخص الغيور؟ وهل الشخص الذي تحدثت معه شريكتك بسعادة أكثر ذكاء منك؟ ومثل الأحداث الأخرى في الحياة، فإن بذل جهود واعية لقبول نفسك كما هي يعد أمراً مساعداً في هذه الحالة.