المتعمق في الجوانب الفنية كان مؤمناً تمام الإيمان أن الاتحاد لن ينتصر على الهلال رغم النتيجة الكبيرة والقاسية التي حققها الاتحاد أمام الوحدة قبل أيام من ملاقاة الهلال دوريا. فالهلال لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد عمل كبير بدأ باستقطابات فنية مميزة مروراً بالتعاقد مع خيسوس ثم دور إداري كبير بقيادة فهد بن نافل والاستقرار الإداري لفريق كرة القدم بقيادة فهد المفرج أدى إلى بناء منظومة كروية ليس من السهل أبداً هزيمتها، خاصة بعد ثقافة الفوز المتتالي محلياً انتهاء بثقافة لا للخسارة. صحيح أن الاتحاد بدأ يشم عافيته الفنية ولكن لا تصل إلى مرحلة المبالغة في القدرة على هزيمة الهلال هكذا بسهولة وبدون اعتبارات الفوارق الفنية والذهنية واللياقية، صحيح أن هزيمة الهلال ليست صعبة ولكن تحتاج إلى إعداد من نوع خاص يبدأ من خارج الملعب انتهاء بالتنظيم الفني داخله ولاعبون يستشعرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم. مباراة الاتحاد الأخيرة أمام الهلال لم يكن هناك ما يوحي في قدرة الاتحاد على تحقيق الفوز، وإن لغة التحدي التي أطلقها بعض الاتحاديين المندفعين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا لغة مندفعة مبنية على عواطف وليس على منطق فني. وبصريح العبارة، لم يكن لوران بلان موفقاً في التعامل مع المباراة بدءاً بتشكيلة مبالغ فيها، وتوظيف خاطئ لبعض اللاعبين ونوعاً ما أجرى تغييرين لصالح الشهري وسعد الموسى، الأول صنع الهدف الشرفي لبنزيما والثاني أعاد تنظيم الدفاع الاتحادي نوعياً. ويبدو أن لوران جاء ليقول كلاماً مكرراً عن قوة الهلال، فالكل يعرف ذلك وهذا الأمر ليس بغريب عن قارة آسيا بكبرها وبدلاً من العمل لتحقيق الفوز في المواجهة السابقة سهل مهمة خصمه لتحقيق الانتصار الثامن، فالاتحاد رغم كوكبة النجوم بقيادة بنزيما إلا أنه افتقد الموجه الموظف المهيئ للاعبيه، فكانت النتيجة ثلاثية تعامل معها جيسوس بذكاء. لا يمكن القول إن موسم الاتحاد بدأت تظهر ملامحه ولكن على لوران بلان أن يظهر شخصيته التدريبية في المواجهات الكبيرة المنتظرة، وإلا فعلى إدارة الاتحاد أن تبدأ رحلة البحث عن بديل، فبصراحة هناك آراء فنية أجمعت أن لوران ليس لديه جديد ليقدمه. وبخلاف ذلك فعلى إدارة الاتحاد أن تؤمن بأن المدرب السابق نونو سانتو وإن اختلفنا على طريقة إدارته خارج الملعب إلا أنه أفضل من درب الاتحاد في السنوات الأخيرة، وبالتالي هو المقياس للتعاقد مع المدرب، إن لم يكن أفضل منه على الأقل بنفس طريقة تدريبه للفريق. لوران بلان جيد من الناحية النفسية في علاقته مع اللاعبين، ولكن في مباراة الهلال كانت هناك حالة غريبة من القلق لدى لاعبيه تجلت بوضوح في الدقائق الأولى والتي سجل فيها الهلال هدفين. دائما نقول إن قوة الاتحاد في هيبته وهنا يأتي دور الجهاز الإداري للفريق بقيادة رامون بلانيس ومساعديه حمزة إدريس ومشاري خان، فالتحضير للمواجهة والرهبة لا تليق بالاتحاد الفريق العريق والكبير، ولم نعهد الاتحاد بهذا الحال حتى وهو يخسر سبع مرات من الهلال الموسم الماضي. وقبل أن أختم لن أنسى كريم بنزيما الذي يجب أن يعرف جيداً أنه مطالب بالمزيد لتعويض إخفاق الموسم الماضي، إلى جانب أنه وعد الجماهير الاتحادية بأن هذا الموسم سيكون مختلفاً وسيكون فريقه منافساً على الألقاب والبطولات، وعليه أن يفي بوعوده للجماهير التي تعبت صبراً وعشقاً لفريقها. نقطة آخر السطر: يبدأ الفريق الاتحاديّ مشواره في كأس الملك أمام العين، ومهمة لاعبي الاتحاد أن يعوا جيداً أن فريقهم لا بد أن يكون منافساً وليس ضيف شرف. إصابة بيدرو يجب أن تعجل من عودة الغائب أحمد شراحيلي الذي طال غيابه وتنتظره الجماهير بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر. الاتحاد افتقد عبدالرزاق حمد الله وتعويض غيابه عند البنز كريم.