نعم أنا فخورٌ بكوني سعودياً أولاً وأخيراً، فخورٌ لأسباب عديدة لا يمكن حصرها في مقالٍ، غير أنني وبمناسبة حلول يومنا الوطني حاولت أن أجمع رؤوس أقلامها، فقط لأؤكد لأبناء وبنات هذه البلاد المباركة؛ أن تاريخنا العريق وإرثنا الحضاري امتد اليوم إلى حاضر مزدهر ومستقبل مشرق. نبدأ من مكانتنا الدينية، فالمملكة هي مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، مما يجعلها مقصدًا لملايين المسلمين حول العالم للحج والعمرة، ناهيك أنه يمنحنا فرصة الوصول السهل للحرم المكي والمدني، أيضاً تتبوأ المملكة موقعاً محوريا ليس فقط في قيادة العالم العربي والإسلامي؛ بل تعتبر من أكثر الدول تأثيراً في القرارات الدولية سواء على مستوى الطاقة أو السياسة، وهي عضو في مجموعة العشرين، الأكثر تأثيراً على مستوى العالم. كما تشهد المملكة تسارعاً لا يتوقف في نمو من المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والتقنية، وجاءت رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لتعزّز هذا التحول بتنوع الاقتصاد وتقوية الابتكار، وهي خارطة طريق -نجحت خلال سنوات قصيرة- في تحويل اقتصاد المملكة من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام، وتشمل الرؤية تعزيز القطاع غير النفطي، مثل السياحة، الترفيه، الصناعة، والتكنولوجيا، وما تحقيق المستهدفات قبل وقتها وإنجاز المشاريع النوعية إلا دليلٌ على قدرة بلادنا وكفاءة أبنائنا. وبالطبع هناك فرص كبيرة لي ولأجيال الشباب للنمو الشخصي والمهني، سواء من خلال العمل في القطاعات المتنامية أو ريادة الأعمال، ناهيك عن تقديم فرص تمكين الشباب عبر برامج تدريبية ومنح دراسية، بالإضافة إلى تمويل المشاريع الريادية عبر "منشآت" و"مسك"، ولا يمكن أن ننسى ما حدث من تمكين المرأة في سوق العمل وإفساح المجال لإبداع شقائقنا. نعيش أمناً واستقراراً متواصلاً -والله الحمد-، فبلادنا منذ التأسيس ورغم موقعنا الجغرافي وسط القلاقل والفتن؛ إلا أن مستوى الأمن لا يزال مضرب المثل، مما أفسح المجال لبيئة نمو وازدهار آمنة. كما توفر بلادنا خدمات صحية وتعليمية متطورة لمواطنيها، وبدون مقابل، مع استثمارات ضخمة في تطوير نظم الرعاية الصحية، وتوسع متواصل في الجامعات والمراكز الأبحاث المتقدمة. ورغم التحولات السريعة، فإن المملكة ما زالت تحافظ على قيمها الأصيلة وثقافتها العريقة، ومنها الكرم، والاحترام المتبادل والترابط الاجتماعي. غير أن أهم ما نفخر به جميعاً؛ هو أن الله رزق هذه البلاد قيادة مباركة من أهله، فقائدنا ووالدنا يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين لا يتوقف عن قيادتنا نحو المستقبل، -حفظهما الله ورعاهما-. متأكدٌ أنني لن أتوقف عن ذكر أسباب فخري بميزة كوني سعودياً، كما أنكم تستطيعون مواصلة ذلك، فلكلٍ منا أسبابه، غير أن جميعها تتفق في شعورنا بالعز والفخر أننا سعوديون والله الحمد.