نحتفي اليوم 3 من ربيع الثاني لعام 1444 بالذكرى الثامنة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله. بيعة المجد والولاء للملك العظيم الذي تربع على عرشه في قلوب السعوديين منذ كان أميرا للرياض، فكان الأب والأخ والقائد والمثقف والعارف بأدق تفاصيل البيت السعودي بكل أطيافه وأعراقه. جاءت بيعة السعوديين لمليكهم العظيم في مرحلة استثنائية من تاريخهم، فكانت اكتمال الخير والنماء وفاتحة التغيير الكبير في المنطقة بأسرها وفي المملكة بشكل خاص. ويعد عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- عهد التحولات الكبرى والتجديد الذي لا يتوقف والطموح الذي لا يعرف المستحيل. هو عصر الفعل السياسي والتوازن الاقتصادي والتقدم العسكري. عصر التمكين والقانون والإصلاح الشامل. ولعلنا نتذكر اليوم كيف اتبعت البيعة مباشرة باتخاذ قرارات الإنقاذ الكبرى فبدأت بالحرب على الإرهاب. لقد أدرك، حفظه الله، تماما الأخطار المحدقة بالبلاد فلم يتأخر يوما عن مواجهة التهديد و ردع المعتدي وحماية الأمن وإعلاء شأن السيادة والدستور. كما نتذكر التغيرات الاقتصادية وتنوع الاستراتيجيات الذي أدهش العالم وقفز بالاقتصاد السعودي بشكل غير مسبوق ليكون أحد أقوى الاقتصادات في غضون سنوات قلائل، فيتحقق للمواطن السعودي الأمن الاقتصادي في عز الأزمات العالمية. لقد كانت السنوات الثماني الماضية، بحق، سنوات عمل كبير وجهود متواصلة وضعت البلاد على طريق النمو السريع في كل المجالات، ورسمت للمملكة مكانة مميزة على خارطة العالم، ومكنت الشعب من اكتشاف مكامن قوته وقدراته، وحفظت للأجيال السعودية القادمة ثرواتها ومواردها وقيمها الوطنية. بيعة الشعب للملك، العهد والميثاق وركيزة من ركائز المدرسة السياسية السعودية، نتذكرها كل عام احتفاء بما حققته لنا من إنجازات وما صنعته لنا من ازدهار. وما تمثله في وجداننا من مبادئ وعناوين لوطن عظيم مستقر وشعب موحد وسلالة عريقة من الملوك الشجعان صناع المجد بلا منازع. حفظ الله لنا ملك القلوب والمواقف، وحفظ لنا بلادنا العزيزة وأمتنا السعودية العظيمة.