د. إبراهيم النحاس: رؤية ولي العهد.. مصلحة المملكة والمواطن أولاً د. الجوهرة الزامل: محمد بن سلمان أحدث نقلة نوعية في كل جوانب التنمية أ. نورة القحطاني: القضاء شهد تحولاً عصرياً بفضل الرؤية الحكيمة د. رفعة اليامي: الرؤية تجعل النظام التعليمي من أفضل النظم العالمية أ. أحمد الناصر: اختصرنا مئات السنين من التطوير والتنوير تحل علينا الذكرى السادسة لمبايعة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- رئيس مجلس الوزراء، لتؤكد لنا عبر مسيرة حافلة بإنجازاتها المميزة على ما يتمتع به هذا القائد الفذ من حكمة وإبداع وبعد معرفي ورؤية ذات منبع فكري مختلف، أسهمت في تشكيل مستقبل مشرق للمملكة، إن ما قدمه ولي العهد في السنوات الماضية يكشف الفاصل الزمني فقط، لكنه لا يكشف خلفية العمل الحقيقي الكبير الذي أقل ما نصفه بالمبدع والملهم الذي فتح كل مجالات الابتكار، والنتائج رصدت الكثير من القرارات التي تجاوزت بسنوات مستهدفات الرؤية 2030. خطط القائد المحنك وإنجازاته لا تتلخص في إطار رؤية 2030 وحسب بل هي أبعد من ذلك بكثير، والرهان هو التجربة من خلال تحقيق ريادة المملكة ودورها البارز إقليمياً ودولياً. تأتي هذه المتغيرات التي أجراها الأمير محمد بن سلمان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- بمثابة نقطة تحول كبرى، ورغم التحديات والتغييرات العالمية إلا أن الأمير محمد بن سلمان آمن بعنصر الشباب الفاعل وبجهود أبناء وبنات هذا الوطن، مستنداً على الإرث العريق للمملكة. نعقد هذه الليلة ندوة «الرياض» (محمد بن سلمان.. ستة أعوام من ولاية العهد)، بحضور مجموعة من المختصين والمستشارين والقانونيين في عدة قطاعات وهم: أ. د. الجوهرة بنت فهد الزامل (عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، مختصة في الشأن الاجتماعي، أستاذ الخدمة الاجتماعية - جامعة الملك سعود)، والدكتور إبراهيم النحاس (عضو مجلس الشورى؛ عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية – جامعة الملك سعود؛ محلل في الشأن السياسي)، والمحامية نورة الوندة القحطاني (أستاذ القانون الجنائي، عضو لجنة محامي منطقة الرياض، محامية معتمدة لدى الولاياتالمتحدة الأميركية )، ود. رفعة اليامي (مستشار في التعليم)، والأستاذ أحمد الناصر (إعلامي وناشط اجتماعي). وسعادة رئيس تحرير جريدة «الرياض» أ. هاني وفا، والزملاء مديرو التحرير: أ. خالد الربيش؛ رئيس القسم الاقتصادي والمشرف على الرياض الإلكتروني، وأ. جمال القحطاني؛ مدير تحرير الصفحة السياسية، وأ. عبدالله الحسني؛ مدير تحرير الشؤون الثقافية، وأ. صالح الحماد؛ مدير تحرير المحليات، ونوال الجبر؛ رئيسة القسم النسائي. نبدأ لقاءنا بكلمة ترحيبية من سعادة رئيس تحرير جريدة «الرياض» الأستاذ هاني وفا. أ. هاني وفا نرحب بكم في ندوة «الرياض»، هذه الندوة المختلفة عن بقية الندوات كونها تأتي في ذكرى ومناسبة عزيزة علينا جميعاً وهي ولاية سمو ولي العهد في ذكراها السادسة، والتي أرى فيها قفزة نوعية للبلد في جميع المجالات السياسية الاقتصادية، الاجتماعية، التنموية، وبالتالي فإن الحديث عن هذه الشخصية سيكون ثرياً جداً من قبل ضيوف الندوة، الذين نشكر وجود هم معنا في هذه الليلة، ونرجو أن تكون هذه الندوة ثرية بالمعلومات وتضيف لنا معلومات عن هذه الشخصية التي نعتز بها جميعاً، وأرجو النجاح لهذه الندوة كبقية الندوات السابقة. أ. نوال الجبر الدكتور إبراهيم النحاس، بودنا أن تطلعنا على الرؤية السياسية والمسارات الحديثة لتوجهات المملكة التي وضع من خلالها ولي العهد مصالح المملكة أولاً وفق قرارها السيادي، حيث ذكر أن «مصالح المملكة هي فلسفته في السياسة الخارجية». د. النحاس.. خطوة جديدة في سياسة المملكة الخارجية! عندما نتحدث عن شخصية فريدة من نوعها في التاريخ السياسي والرؤية التي لدى سمو ولي العهد، فإن ذلك يستدعي منا العمل بشكل جاد لإظهار ما هو عليه، وما يتطلع إليه هذا الرجل الذي نقل المملكة العربية السعودية في مجالات عدة، منها: السياسات الخارجية وما يتعلق بالتوجهات الخارجية لسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، حيث وضع في اعتباره أن ينقل المملكة العربية السعودية إلى مرحلة أخرى تبعاً لما بنيت عليه في المراحل الماضية إلا أن هذه الخطوة تعد بالنسبة للمملكة خطوة جديدة في سياساتها الخارجية. سمو ولي العهد وضع في الاعتبار الرؤية الأساسية لعمله مصلحة وأمن المملكة العربية السعودية والمواطن السعودي أولاً، هذه الفلسفة تعد إلى حد كبير جديدة في سياسة المملكة، وهذا ما يجعل المملكة أمام المجتمع الدولي وكأنها تخطو خطوات غير تلك التي كانت في مراحل تقليدية سابقاً، جوهر هذه الاستراتيجية أو هذه الرؤية مصلحة المملكة أولاً، وأن تكون المملكة في مجالاتها وتعاملاتها الخارجية تحديداً مقدمة مصلحة المملكة والمواطن على تلك المصالح، ولتوضيح ذلك على سبيل المثال: في مجال السياسة الخارجية في تعاملات المملكة وعلاقاتها الخارجية بالدول الأخرى عندما نقول مصلحة المملكة أولاً فإنه يجب أن تكون علاقات المملكة مع الدول الأخرى على أساس خدمة المصالح سعودية وخدمة المواطن السعودي وخدمة الأمن للمملكة، فإن لم تتحقق هذه المصلحة في علاقات المملكة الخارجية فعلاقاتنا السياسية مع تلك الدول لن تكون مجدية وذات محل اهتمام في المرحلة المستقبلية، ومثالاً على ذلك: عندما بنيت العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية في مرحلة متقدمة روعي فيها أن تكون خدمة للمصالح السعودية، وليس الدول الغربية والولاياتالمتحدة، التي تفضل على علاقاتنا مع الدول الأخرى، هذا فيما يتعلق بالمجالات السياسية، ولذلك أقيمت العلاقات مع الصين لتحقق المصالح السعودية كما هي علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة والدول الغربية التي تحقق مصالح المملكة، ولا نفضل دولة على أخرى طالما أن مصالح المملكة تتحقق. تمكين المراة ننتقل إلى محور تمكين المرأة، مع أ. د. الجوهرة الزامل، شخصية ولي العهد أقل ما يقال عنها أنها استثنائية لتفردها وإبداعها وإنجازاتها عن هذه الشخصية التي أصبحت محطة اهتمام العالم وكقائد مختلف، حدثينا.. أ. د. الجوهرة الزامل.. إن التغيرات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان أستطيع تشبيهها بضخ الحياة في عروق المملكة! بالنسبة لشخصية محمد بن سلمان لو رجعنا إلى النشأة، فنجده قد تربى في بيت الملك سلمان -حفظه الله -هذا الرجل صاحب الخبرة، والرجل الضليع في التاريخ، وأمين سر الأسرة والمساند لجميع الملوك السعوديين الراحلين -رحمهم الله- ولقرب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خادم الحرمين الشريفين في أدواره العديدة ومساندته في المناصب فإنه اكتسب الكثير من هذه الحنكة، فكانت الرؤية الثاقبة من الملك سلمان في الأمير محمد بن سلمان كقائد مختلف ومتفرد في قيادة التنمية في هذا البلد المبارك. وفي الحقيقة لا يمكن قصر الكلام في الأمير محمد بن سلمان بالرؤية وحسب، فرؤية 2030 -وهي محددة بتاريخ، وستتحقق بإذن الله- هي جزء من الرؤى التي لديه. وأعتقد أن هناك رؤى جديدة تتضمن في داخلها رؤى متعددة، وهذا شيء أبهر الخارج قبل الداخل. الأمير محمد بن سلمان نقل المملكة بمباركة وثقة من خادم الحرمين الشريفين إلى تنافس كبير وتنمية شاملة نكاد لم نرها من قبل، وإن كنا نمتن لكل قادتنا -حفظهم الله ورحم الله من توفي منهم-، ولكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعد قائداً شاباً وأصغر ولي عهد في تاريخ المملكة تفوق أعماله الخبرة العمرية لديه، فخبرته تفوق ما لديه من رؤى، إن التغيرات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أستطيع تشبيهها بضخ الحياة في عروق المملكة. فعندما نقول: تحقيق مجتمع حيوي في المملكة، ففعلاً أصبح هناك مجتمع حيوي. والميزة في شخصية محمد بن سلمان أنه لم يركز على جانب معين، فلا يقتصر عمله على تمكين المرأة -الجانب الذي أردتني الحديث عنه- فتمكين المرأة جزء من هذه الرؤية، وكان شاملاً وعاماً ومكملاً لمجالات كثيرة وكبيرة. محمد بن سلمان ضخ كل ما لديه من أفكار لينقل المملكة نقلة نوعية غير مقتصرة على الجانب الاقتصادي المعتمد كلياً على النفط، فكان استثماره في رأس المال البشري ومكامن قوة المملكة، وهذا بحد ذاته ثروة كبيرة جداً حينما تملكها فهي حقاً ملك الشعب، وبالتالي تنهض بالمجتمع نهضة استدامة وليست نهضة مؤقتة، المعنى أنها لن تنضب هذه الثروة، فالرهان على رأس المال البشري والتقرب من الإنسان أعتقد أنها أكبر رهان، فالأمير محمد بن سلمان ارتكز في رؤيته على الإنسان ورأس المال الاجتماعي وطور فيه، ومن ذلك تمكين المرأة. والأمر الآخر فإن الأمير محمد بن سلمان في عمله تظهر ثلاثة أنواع من التفكير الاجتماعي؛ الأول: وهو التركيز على الإنسان، وهو تفكير إيجابي، والثاني: محاربة التفكير الاجتماعي السلبي، وهو التفكير الذي يركز على وجود الرفاهية تحت تصرف جهة محددة سواء كانت سلطة أو فئة معينة، وهذه كانت الصحوة، وولي العهد قد انتبه لهذا، وتحدث منذ بداية توليه ولاية العهد حين قال بأنه سيعود بالمملكة إلى ما كانت عليه قبل ثلاثين سنة، وسيعيد الحياة إليها، معبراً عن التحديات التي تعوق مجال التنمية منذ البداية، أما ثالث أنواع التفكير الاجتماعي فهو أنه عمل على جانب التفكير العلمي، والذي نعيشه وهو الرفاه للمجتمع وجودة الحياة فيه والذي يخلق مجتمعاً صحياً. إضافة إلى الكاريزما التي يتمتع بها الأمير محمد بن سلمان، وحب الشعب له، والمساندة له من جميع فئات المجتمع -الكبار والصغار-، وهذه قلما تتوفر لقائد. التشريعات الجديدة في إطار منظومة التشريعات التي تبنتها الرؤية والنقلة الكبرى في التوجهات العدلية، حدثينا أ. نورة عن أبرز التجارب الدولية التي جاءت بما يتفق مع أحكام الشريعة ومبادئ المملكة وقيمها في إطار التشريعات الجديدة التي تركز على أحدث التطورات والنصوص القانونية والممارسات الدولية الحديثة. قالت الأستاذة نورة القحطاني حول النقلة الكبرى في التطورات العدلية: أعلن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن مشروع نظام الأحوال الشخصية، ومشروع نظام المعاملات المدنية، ومشروع النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، ومشروع نظام الإثبات، «ستُمثِّلُ موجة جديدة من الإصلاحات، التي ستُسهم في إمكانية التنبؤ بالأحكام، ورفع مستوى النزاهة، وكفاءة أداء الأجهزة العدلية، وزيادة موثوقية الإجراءات وآليات الرقابة، كونها ركيزة أساسية لتحقيق مبادئ العدالة التي تفرض وضوحَ حدود المسؤولية، واستقرار المرجعية النظامية بما يحدّ من الفردية في إصدار الأحكام». وكما خص سموه بالذكر نظام الأحوال الشخصية، حيث أوضح أن النظام الجديد «سيُسهم في الحفاظ على الأسرة واستقرارها باعتبارها المكون الأساسي للمجتمع، كما سيعمل على تحسين وضع الأسرة والطفل، وضبط السلطة التقديرية للقاضي للحد من تباين الأحكام القضائية في هذا الشأن». وبلا شك تأتي مستجدات الوضع الراهن، حيث حققت وزارة العدل والمجلس الأعلى للقضاء العديد من الإنجازات المهمة عبر إطلاق مشروعات قضائية ومبادرات عدلية وإجراءات تطويرية أحدثت نقلة نوعية وتطوراً ملموساً في مرفق القضاء في المملكة وذلك في ظل عناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. وتستهدف هذه المشروعات والمبادرات تطوير واختصار الإجراءات القضائية والتوثيقية وحوكمتها، وتقليص فترات التنفيذ، وتقليل مدد الفصل في المنازعات، وتحقيق الأمن العقاري، وتقديم خدمات عدلية مميزة، إضافة إلى التحوّل الإلكتروني الكامل لأعمال المرفق العدلي، بما يعود بالأثر الإيجابي على المتقاضين. وتعمل هذه الإجراءات لرفع درجات الرقابة والمتابعة وقياس الأداء، والعناية بمستوى كفاءة الكوادر البشرية، إضافة إلى دعم البيئة الاستثمارية في المملكة، وتعزيز الاقتصاد الوطني، ورفع كفاءة إنفاذ حقوق الأسرة في قضايا الأحوال الشخصية، إضافة إلى نشر الثقافة العدلية وتفعيل التعاون الدولي، كما تم اعتماد العديد من المبادرات للوزارة ضمن برنامج التحول الوطني 2020، الذي يعد أحد برامج رؤية 2030. كما تم اختصار مدة نقل القضايا إلى الاستئناف بتطبيق مشروع الربط الإلكتروني بين محاكم الدرجة الأولى ومحاكم الاستئناف، لانتقال القضية إلكترونياً بشكل كامل، مما سيختصر نحو 30 يوماً عن السابق، الأمر الذي يسهم في سرعة إنجاز قضايا المستفيدين. وفعّلت وزارة العدل منظومة الربط الإلكتروني مع الجهات ذات الصلة لتفعيل أوامر قضاء التنفيذ المتعلقة بالحجز على الأموال أو القبض أو المنع من السفر، وقد أدى ذلك إلى اختصار المدة الزمنية التي يستغرقها تنفيذ الأوامر القضائية والتي كانت تصل إلى عدة أشهر، لتصبح في مدد لا تتجاوز 72 ساعة من إصدار الأمر. كما نجحت في اختصار مدة استخراج صك بدل مفقود من أيام طويلة إلى يوم واحد. ونفذت الوزارة مشروع «الترجمة عن بعد» الذي يتيح التقاضي بالصوت والصورة في محاكم المملكة بمختلف لغات العالم. وأطلقت الوزارة والمجلس الأعلى للقضاء مشروع الإسناد القضائي الذي يهدف إلى تقليل المدد بين الجلسات القضائية، وتوحيد الإجراءات لعموم المحاكم لتجنب التفاوت والاجتهادات الفردية، وتخفف الأعباء الإدارية على القاضي بحصر مهمته في الجانب الموضوع من النظر القضائي، وتخفيف أعباء التقاضي على أطراف الدعاوى. وبلا شك يرتسم مستقبل التغيرات العدلية من خلال إيضاح وزير العدل الدكتور وليد محمد الصمعاني، أهمية مواكبة الجهات العدلية التغيرات ولا سيما في مجال التحول الرقمي، خصوصًا مع التغيرات التي تشهدها القطاعات كافة. حيث إن عناصر العمل القانوني في جميع النواحي أساسية ومنسجمة مع كل المتغيرات في التحول لأنه لا يمثل تحديًا للضمانات القضائية وإنما هو أساس لتحقيقها. لذا يأتي التحول الرقمي في جميع دول العالم ليس تحولاً للضمانات والبنية التحتية فقط، وإنما في أساس الأعمال، ولا يتعلق بالوسائل بل في ضبط الإجراءات وشفافية أعلى في تحقيق ومراقبة للضمانات القضائية والنواحي الموضوعية والتشريعية. وأوضح أن التحول الرقمي ييسر الوصول إلى العدالة، وتتم من خلاله أعمال الترجمة عن بعد؛ لأنه يعد مستقبل القضاء، حيث أصبح واقعًا ويجب العمل به، والتعامل مع التقنية على أنها مسار وليس خيارًا في البداية وليس مزاحمة للعمل البشري؛ فهو تغير في الأدوار فقط، بحيث تكون التقنية هي الممكِّن والبناء الرئيس والفرد يتحول إلى دور الإشراف المراقب؛ للتحقق من الضمانات القضائية. أما تعديل وإصلاح الأنظمة العدلية، فهي خاضعة إلى التطوير والتنويع النظامي، الذي سينعكس على التوجهات القضائية، وعلى ما يصدر عن القضاة من أحكام، في ضوء ما استجد من أنظمة. ومن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، أن نظام الأحوال الشخصية الذي جرى تطويره سوف يُسهم، في جانبٍ منه، في تمكين المرأة من حقوقها بصورة أكثر فاعلية من ذي قبل. وهذا كله يأتي في إطار الشريعة الإسلامية، ومتفقاً مع مقاصدها الحقوقية والإنسانية، فضلاً عن أنه يأتي مواكباً لمستجدات الحياة ومُتغيراتها، ليواكب بذلك الممارسات والمستجدات العدلية والنظامية المعمول بها في جميع أنحاء العالم. إن من حق المملكة أن تفخر بقضائها وقضاتها وعلمائها وإعدادهم لتحمل المسؤوليات القضائية بجدارة واقتدار وقد تحقق هذا بنسبة عالية ومشرفة، مع وجود متابعة وحزم يليق بهذا المرفق المهم، وجعل القضاء السعودي في المقدمة بين دول العالم فهنيئاً لهذه الدولة المباركة. بناء مجتمع حيوي وطموح وفق ركائز الرؤية الدكتورة رفعة اليامي، لنتحدث عن ملامح التغيرات التي تواكبت مع رؤية 2030 والتي تمثلت معطياتها لتطوير العملية التعليمية والتربوية، كمستشار تعليمي، هلّا حدثتنا عن أبرز هذه التغييرات التي جاءت في إطار الرؤية الوطنية؟ إن وزارة التعليم تسهم مع قطاعات الدولة الأخرى في تحقيق أهداف رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي وطموح وفق ركائز الرؤية. أما عن رؤية الأمير محمد بن سلمان في مجال التعليم فإن طريقة العمل القائمة وفق طموحه بأن نكون ضمن أفضل عشرين إلى ثلاثين نظام تعليمي، ونحن -الحمد لله- لغاية اليوم حققنا منجزات تعليمية على المستويين المحلي والدولي أثبتتها كثير من المؤشرات الإقليمية والدولية، ومن المنجزات التي تحققت منجزات تنظيمية، ومنجزات استراتيجية، ومنجزات تعليمية. ومن أهم المنجزات الاستراتيجية التي تحققت على سبيل المثال: التوسع في رياض الأطفال كماً ونوعاً، حيث ارتفعت نسبة أعداد رياض الأطفال إلى 32 ٪ متجاوزة المؤشر المطلوب. هذا من جهة الكم أما من جهة النوع والتشريعات واللوائح التي وضعت ومنها: إسناد الطلاب والطالبات من سن الطفولة المبكرة إلى الصف الثالث الابتدائي إلى المعلمات، وأجدها من أهم المنجزات في هذه المرحلة. بالإضافة إلى نظام المسارات الثانوية، والذي يعد من المنجزات الاستراتيجية والتعليمية، وذلك بوضع نظام للمسارات والأكاديميات الذي بدأ تطبيقه وهو في طور النمو والتقدم إن شاء الله. ومن المنجزات التعليمية دعم الموهبة والموهوبين، ففي العام الماضي حصد الطلاب أكثر من 22 جائزة وميدالية في مسابقة (آيسف) العالمية، وفي الشهر الماضي حصد طلابنا على جميع الميداليات الذهبية في منافسات أولمبياد الكيمياء والرياضيات الخليجي والتي أقيمت في البحرين، أما المنجزات على مستوى التعليم العالي فقد ارتفع المؤشر لتصنيف الجامعات في المملكة، كما أن هناك أربعة برامج تحقق رؤية 2030 ألا وهي: برنامج جودة الحياة وبرنامج تنمية القدرات البشرية وبرنامج التخصيص وبرنامج تطوير القطاع المالي، وفي كل برنامج يوجد لدى الوزارة عدد من المبادرات فمثلاً برنامج تنمية القدرات البشرية يتضمن (14) مبادرة من أهمها: توسع الطفولة المبكرة وآلية تحفيز المعلمين المميزين والاستثمار في التعليم، وبرنامج التغذية المدرسية، وأما بالنسبة لبرنامج جودة الحياة فقد عززت وشجعت مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية. أما برنامج التخصيص، فلدينا برنامج الاستثمار الأمثل في تدريب المعلمين في تخصصات نادرة، وكذلك استثمار المباني المدرسية والمرافق، وتفعيل دور القطاع الخاص في هذا الجانب. في ظل الرؤية رأينا الأحلام تتحقق رؤية السعودية 2030 التي أعلن ولي العهد عن انطلاقها نهضة تنموية شاملة، ننتقل للحديث حولها مع الأستاذ أحمد الناصر، يقول ولي العهد: «دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح ما تكون الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، الرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني باتا بمثابة شراكة وطنية»، حدثنا عن الرؤية وشراكة المواطن السعودي فيها. قال الأستاذ أحمد الناصر: لقد أبرم الأمير محمد عقداً اجتماعياً جديداً بين المواطن والحكومة، فألغى المجالس القديمة التي كانت عبئاً على الدولة، وربط جميع أجهزة الدولة التنفيذية ببعض، وأنشأ المجلس الاقتصادي، ومجلس الشؤون السياسية، وأول لقاء له كان مع الأستاذ تركي الدخيل -معالي السفير في دولة الإمارات حالياً- كان يعتقد أن الأمير محمد من المتفائلين في ذلك الوقت، وهو شاب متحمس للرؤية ولديه أفكار يريد تطبيقها، حتى أن الأستاذ عبدالرحمن الراشد يذكر بأنه كان يقول بأننا نحتاج إلى ماكينة وعمل جديدين، فكان يجيب بأنه سيحقق ذلك، وكانت جماعة الصحوة في السعودية أحد الأمور التي عانينا منها لسنين طويلة، فنحن جزء من هذا العالم نتماهى معه، وبلا شك نحن جزء من المنظومة الدولية، جاءت الرؤية التي أحرقت مراحل من التطوير، التنوير في أوروبا مثلاً أخذ مئات السنين، بينما في ست سنوات في ظل الرؤية رأينا الأحلام تتحقق رغم ظروف جائحة كورونا التي استمرت سنتين، أما فعلياً فنحن مضينا في التطور بمدة زمنية تقدر بأربع سنوات، ورأينا كيف أن الأمير محمد يؤكد دائماً أنه واحد من العشرين مليون مواطن، وأنه بدون المواطنين لا شيء، فرؤية 2030 رؤية اقتصادية اجتماعية جعلت الجميع يفكر خارج الصندوق، فأصبح الجميع ذا حماس ونشاط ومشارك في بناء الوطن. الرؤية أحدثت تغييراً واضحاً، فبات المواطن يجد الترفيه في بلده بدلاً من الانتقال إلى دول الجوار للسياحة والترفيه. د. إبراهيم النحاس.. المملكة لها الصوت الأعلى بما تملكه من قدرات ومكانة وبما يخدم مصلحتها بشكل مباشر! أ. هاني وفا: د. إبراهيم النحاس أود أن أطرح عليك سؤالاً.. كانت سياسة المملكة الخارجية قبل ست سنوات أكثر هدوءاً، ولم تكن السياسة التي تشارك في القرار الدولي بفاعلية أكثر، وكنا متماهين مع الوضع العام ونلجأ دائماً إلى تهدئة الأمور، أما الآن فإن الوضع تغير، فنجد أن المملكة أصبح لها موقف سياسي واضح، ومحترم من جميع دول العالم، والسؤال لماذا الآن؟ قال الدكتور إبراهيم النحاس: منذ أن أصبح سيدي سمو ولي العهد يدير السياسة الخارجية للمملكة بتوجيه من سيدي خادم الحرمين، وقد اتخذ هذا الموقف بناء على معايير: أولاً تاريخ المملكة الماضي عندما كانت تقدم كل ما تملك لأجل الآخرين فإنها لم تجد التقدير الذي يفترض أن تجده من قبل الدول الأخرى سواء كانت عربية أو إسلامية أو حتى المجتمع الدولي، وبالتالي رأى أن هذا الوضع يجب أن يتغير، ويكون للمملكة الصوت الأعلى بما تملكه من قدرات ومكانة، وبما يخدم مصلحتها بشكل مباشر، ولذلك أتى قوله «إن مصلحة المملكة أولا» حتى على مستوى المجتمع الدولي أيضا. وبالتالي هذه المكانة التي أراد لها سمو ولي العهد أن تكون من منطلق القدرات التي تملكها والدعم الكبير الذي تقدمه لتلك الدول ولا تحصل بالمقابل على ما يحقق سياساتها بل على العكس كانت تهضم حقوقها السياسية، وتبتز بما تقدم لها أيضا، فكان لسمو ولي العهد وجهة نظر أخرى مختلفة، وبالتالي هذه المكانة التي أراد لها سمو ولي العهد أن تكون من منطلق القدرات التي تملكها والدعم الكبير الذي تقدمه لتلك الدول. إن المملكة العربية السعودية كبيرة دائما على المستويين الإقليمي والدولي، ويجب أن تكون سياساتها الخارجية على هذا المستوى. ويجب أن تعبر سياساتها المالية في الخارج عن مكانتها وما يخدم مصالحها ومصالح مواطنيها، وكذلك هضم الحقوق التي تواجه به المملكة حتى من قبل أشقائنا سواء في فلسطين أو في الدول الأخرى الذين كانت تقدم لهم جميعاً مساعدات وكان يقابل ذلك بالنكران والتعدي على المملكة وقياداتها، فهذا كله كان مرفوضاً من قبل سيدي سمو ولي العهد، ولذلك اتخذت هذه السياسة في السنوات الأخيرة بناء على ما كانت وما تملكه، وهذا ما يتوافق تماماً مع رؤية المملكة بأن المملكة تستحق التقدير والاحترام. ولذلك عندما طرح رؤية أخرى في السياق نفسه وهي أن المنطقة ستصبح أوروبا الجديدة، والمملكة هي قلبها، كان ذلك من منطلق أن لدينا الإمكانيات التي تجعلنا قيادة حقيقة ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط بل على المستويات الدولية والعالمية، فنحن نملك الإمكانيات في مجال الطاقة، ولذلك يجب أن يكون صوتنا عالياً في المستويات الدولية، وهذه هي الاستراتيجية التي يتبناها سمو ولي العهد بأن يكون صوت المملكة عالياً بحق وليس بادعاء، وكان هذا الصوت حتى مع شركائنا الاستراتيجيين في الغرب وفي الشرق بأن المملكة إن لم تحقق مصالحها الخارجية فلا ضرورة لتقديم الدعم لتلك الدول. تشكيل اقتصاد المملكة د. ابراهيم، ماذا عن إعادة تشكيل اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط، والاتفاق السعودي -الإيراني، والقمة العربية المقبلة، وإعطاء فرصة للسلام، وإنهاء هذه التوترات، إلى جانب إعادة تشكيل سياسات الشرق الأوسط بشكل كامل؟ في الجوانب الاقتصادية نعلم أن سمو ولي العهد له اهتمام كبير بالجوانب الاقتصادية إدراكاً منه بأن الدول التي لا تملك مواردها ولا تتحكم باقتصاداتها وصناعاتها سوف تكون ضعيفة في مواجهة المجتمع الدولي، وسوف لن تحقق المصالح التي تتطلع إليها في المستقبل، ولذلك فإن تنويع الاقتصاد هدف رئيس، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة لأبناء المملكة ومواجهة البطالة، وهذه كانت عموداً رئيساً في سياسة سيدي سمو ولي العهد الاقتصادية من خلال تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على مصدر واحد وهو النفط، والتطلع لأن تكون المملكة دولة صناعية قادرة في المستقبل. وفيما يتعلق بالقضايا الأخرى وهي غاية في الأهمية نستطيع أن نقول إن سيدي سمو ولي العهد رجل سلام وصانع للسلام، وقادر على قيادة هذه المنطقة نحو الأمن والسلم والاستقرار وتحقيق التنمية التي تتطلع إليها جميع الدول، ولذلك اتخذ قرار المصالحة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واتخذ قرار إعادة العلاقات القنصلية مع الجمهورية السورية، كما اتخذت قرارات أخرى فيما يتعلق بالسودان وليبيا وغيرها انطلاقا من أن هذه المنطقة تستحق أن تكون منطقة سلام، فالمملكة قادرة على أن تضع نقاطا للسلام وتحققه وترعاه في المرحلة المستقبلية من خلال دورها الرئيس ومكانة القيادة السعودية تاريخيا في هذه المنطقة وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله-، ولذلك نستطيع أن نقول إن المملكة تتطلع لأن تكون هذه المنطقة منطقة تنمية، ذكر ذلك في لقاءات سمو ولي العهد في دافوس الصحراء في المراحل الماضية، ذلك بأن تحقيق السلام سيحقق التنمية في المنطقة ويزيد من نشاطاتها الاقتصادية. رجعنا فيه إلى ثوابتنا أ. د. الجوهرة، تمكين المرأة ودورها، بودنا لو تقدمين لنا وجهة نظرك حول دور ولي العهد كقائد في التمكين، وما المستوى الذي ترينه أدى إلى هذا التمكين؟ أ. د. الجوهرة الزامل: لقد أخذ التمكين الكثير من الاهتمام من قبل الناس لأنه أكثر شيء ملموس وواضح في ساحة الإنجازات وشعرت به النساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع وبالتالي أسرهن، ولعل تحقيق التمكين قلب الحياة بشكل كبير، وإن التمكين لدى الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- استند على ركائز ثابتة في المملكة، ومن ذلك المادة الثامنة لنظام الحكم التي تشير إلى أن المملكة «تقوم على أساس العدل والشورى والمساواة»، والمادة 26 التي تشير إلى أن «الدولة تحفظ حقوق الإنسان جميعا»، فكان التمكين مستندا إلى الثوابت لا مزعزعاً لها بل عمل على تطويرها، وهذا جانب القوة في التمكين. ما ذكره بعض الضيوف عن موضوع الصحوة وخصوصية المملكة وعرقلة التنمية وتأطير المرأة وكل المسائل التي كانت تثار من غير استناد قانوني، فالدولة تأسست على كتاب الله وسنة نبيه، وما قمنا به في هذه المرحلة ليس بدعاً بل رجعنا فيه إلى ثوابتنا التي تؤكد ما تم القيام به. ومن جهة أخرى فإن التنمية التي تهدف إليها الرؤية والتنويع الاقتصادي يستدعي الاستثمار في رأس المال البشري، والنساء يشكلن 49 ٪ من تعداد سكان المملكة، 27 ٪ منهن شابات، فعندما تشارك المرأة في التنمية فإن ذلك يسهم في بناء الوطن، لأن الوطن يبنى على أيدي جميع شرائحه، فالتمكين حقق الغايات والطموح من: قيادة المرأة للسيارة، ونظام الأحوال الشخصية، وصندوق النفقة، ودليل لائحة الإيواء، وفي مجال السياحة، ورياضة النساء، وجودة الحياة والتحول الوطني والممكنات له، فكل ذلك على المستوى الداخلي، أما خارجيا فينعكس على التنمية الشاملة والاستثمار في الخارج ودخول المرأة ومساهمتها في التنمية التي تصل إلى نسبة 69 ٪. صناعة للتغيير أ. خالد الربيش: د. الجوهرة، أود أن أقدم سؤالي من حيث انتهيتِ في حديثك من ذكرك المسببات التي تسهم في رفع جودة الحياة وتمكين المرأة والمتغيرات الاجتماعية الكبيرة والمتسارعة التي مر بها المجتمع، كيف استطاع المجتمع أن يستوعب هذه التغيرات من دون أن يكون هناك أي تأثير على أصالة المجتمع وقيمه وتاريخه؟ هذا سؤال مهم فعندما نقول «تغيير» فإن ذلك يحتاج إلى عشرين سنة حتى تتغير الدولة علمياً، أما ما تم في المملكة خلال السنوات الست الماضية والمتضمنة لجائحة كورونا على مدى سنتين في التنمية هو صناعة للتغيير، فالتغيير الذي حصل في هذا المجتمع يدرس بكل ما تعنيه هذه الكلمة، لأنه وفي سنوات قليلة وبشكل سريع وتوازن مجتمعي كبير دون أدنى اختلال فيه نجح هذا التغيير نجاحاً كبيراً على مستوى الشرائح كافة مع مساندة له من الجميع، والأمير محمد بن سلمان عندما أعلن الرؤية أعطى دافعية للمجتمع لأنه لا بد من مؤازرة مجتمعية لتحقيق النجاح، والمجتمع كان يشعر بهذا الاحتياج للتغيير لأن الرؤية لامست احتياجات المواطنين، فالكل شعر بارتياح حتى من عارضها في البداية بخاصة عند رؤية نتائج الرؤية فعلاً وحقيقة، فالتغيير المجتمعي الذي تم هو قوة للمجتمع لأنه مستند على الثوابت ورؤية ثاقبة، لذا أعتقد أن هذا الشخص فريد ويفكر بشكل مجتمعي ولامس المجتمع، لهذا نجد أن هذا الفعل قوبل بحب المجتمع الكبير له. دول تتنمى مثل قادتنا أ. عبدالله الحسني: في الحقيقة تعد هذه الندوة من أهم الندوات التي شهدتها الصحيفة، وأضيف على حديث الدكتورة الجوهرة كإجابة على سؤال الأستاذ خالد الربيش عن كيفية تقبل المجتمع للتغيير، ففي كلمة الأمير عندما قال بأننا نرجع إلى طبيعتنا قبل 30 سنة، أعتقد أن العودة للمرحلة السابقة لطبيعتنا قبل 30 سنة هي الجواب الصحيح، وهي السبب في تقبل الناس. وأود الإشارة هنا إلى قمة الأولوية العالمية التي اختتمت فعالياتها قبل أيام في ميامي، لقد لفت نظري تصريح الرئيس التنفيذي لمبادرة مستقبل الاستثمار، حيث ذكر أن المحادثة العالمية هذه كانت مبهرة، واتفق جميع المشاركين في القمة على أن المملكة نموذج معياري يحتذى به بالنسبة للتغيير الذي تم فيها، وكيف أن المملكة بفضل الرؤية وفي هذا العهد الزاهر أصبحت معيارا ونموذجا للتحول والريادة، وهذا كلام مهم من قبل مختصين، ولا ننسى الكلام العفوي الذي كان يقال في بعض الدول التي حدثت فيها اضطرابات عن تمنيهم لوجود شخص يقودهم مثل محمد بن سلمان لأنهم يرون فيه القوة والرؤية البعيدة والحرص على المجتمع والنأي به عن القلاقل والفتن، ونقله للمجتمع في مستويات جودة الحياة التي نعيشها. أ. جمال القحطاني: لدي سؤالان، الأول: للدكتورة رفعة اليامي، لقد عرجت على النقلة الكبرى التي حصلت في مجال التعليم، وأود التركيز على نقطة مهمة ضمن هذه النقلة ألا وهي بناء المعلم، لا شك أن المعلم قد شهدت مهنته تطورا كبيرا خلال هذه السنوات الست، فهلّا أوضحت هذه النقطة؟ السؤال الثاني للأستاذ أحمد الناصر عن النقلة النوعية في المجال الحقوقي وتطوير القضاء الذي شهد نقلة استثنائية، حبذا لو تعرج عليها. كل مبادرة في محلها د. رفعة اليامي: نعم، في الحقيقة تم التركيز على المعلم أيضا، فكما أنشئ مركز لتطوير المناهج أنشئ أيضاً مركز مهني لتطوير المعلمين وتحقيق الاستثمار الأمثل لهم. فهناك مبادرات عديدة ومتنوعة وفي قطاعات مختلفة في الوزارة تدعم استثمار المعلمين. كما تم في العام الماضي توقيع عقود مع مجموعة من المعلمين والمعلمات عن طريق الموارد البشرية لسد الاحتياج، كما أنه أصبح لدينا تخصصات نوعية في مسارات الثانوية، فالمعلم حظي بمبادرات متنوعة وشاملة كماً ونوعاً. إن تخصصي هو إصلاح التعليم وقيادة التغيير، ومن ذلك فإني أرى كل مبادرة وضعها ولي العهد هي في محلها وتنقلنا أفضل نقلة، وأنا فخورة بهذه الرؤية، وفخورة بالإنجازات التي حدثت في كل المجالات التعليمية، لأنها علمية، وتمكننا لنكون منافسين عالميين في وقت وجيز وفق هذه التغييرات الاستراتيجية التي حدثت. محمد بن سلمان حقق المعجزة! أ. أحمد الناصر: قبل الإجابة على سؤال الأستاذ جمال القحطاني، أود أن أقول بأن الأصوات كانت تتعالى عن جدوى الرؤية والقدرة على تحقيقها من قبل المملكة، إلا أن الأمير محمد بن سلمان تمكن من تحقيق إنجازات بعد عمل وجهد كبيرين، فكلامنا عنه ليس مدحاً ومجاملة بل هو حقيقة ملموسة، بل هي أشبه ما تكون بالمعجزة، فلقد عدنا مجتمعاً طبيعياً، فهو رجل عظيم فهل من الممكن أن نخذله، لا يمكن أبداً أن نخذله، فهو رجل بدأ بمحاربة الفساد. بالنسبة لسؤال الأخ جمال بخصوص النظام القضائي، أولاً: تم إنشاء النيابة العامة، وأصبحت مستقلة، والنائب العام مستقل يعود إلى الملك، أما سابقاً فكانت هيئة الادعاء العام ترجع إلى وزارة الداخلية، وكانت هذه التراتبية غير نظامية، أما الآن فقد صار هناك نيابة عامة ونائب عام ووكيل نيابة مستقل، ونحتاج إلى الوقت لنعتاد على هذا الموضوع في المنظومة القضائية، كما تم إنشاء أربعة أنظمة جديدة وهي: نظام الإثبات ونظام الأحوال الشخصية ونظام المعاملات المدنية والنظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، سابقاً كانت المرأة تجلس عشر إلى خمس عشرة سنة معلقة ولا يطلقها زوجها ولا يعيدها إلى الزوجية. ففي الحقيقة لم ترتفع حالات الطلاق، بل ما يحصل أنه سابقاً كانت المرأة تقعد في بيت الزوجية حرصاً على أسرتها وأولادها وتتحمل في سبيل ذلك المصاعب، أما الآن فالمرأة باتت مستقلة وموظفة ولها بيتها، وبالتالي فهي قادرة على الانفصال عن زوجها إذا كان في استمرار الحياة زوجية ضرر على المرأة، والمجلس القضائي يعمل على تعديل القوانين، ومن ذلك الجلسات القضائية التي تكون «أون لاين» وتسهل عملية القضاء، فالنظام القضائي والعدلي تغير تماماً، والمنظومة تغيرت لكن من يشغلها يحتاج إلى أدوات وتأهيل بنسبة عالية. وأريد أن أقول هنا إن الشعب السعودي واعٍ، وكان جاهزاً بجميع فئاته للتغيير، لأن هذا التغيير لبى جميع احتياجاتهم، وسمو الأمير من أول مقابلة له إلى آخر مقابلة وهو يتحدث عن أمور يقولها ويطبقها. ولي العهد مؤمن بقدرات شعبه ودولته! د. إبراهيم النحاس: شخصية قائد حقيقي، لديه رؤية واضحة، ومسار حقيقي، شجاع في تطبيق رؤيته على أرض الواقع، مؤمن بقدرات شعبه ودولته، ومؤمن بقدراته كقائد، لا يخشى شرقاً أو غرباً، رجل فارس بمعنى الكلمة، يريد أن يكون دائماً في الأمام والأول. هذا هو الأمير محمد بن سلمان، دائماً عهدناه هكذا، ويتطلع لأن يكون شعبه ودولته على هذا المستوى، يحارب شرقاً ويحارب غرباً لأجل أن تكون دولته في الأمام، هذه هي شخصية هذا القائد الفارس. رجل التغيير أ. د. الجوهرة الزامل: أعتقد أن الأمير محمد بن سلمان هو رجل التغيير، وأننا محظوظون لأننا عشنا في عصره، وفي اعتقادي أن سمو الأمير محمد ليس قائداً للتغيير في المملكة فحسب، بل هو قائد التغيير في الشرق الأوسط، فهو أيقونة التغيير بمعناه الشامل الذي ينقلك من ضفة إلى ضفة في نقلة عظيمة للمملكة ستنقل معها الشرق الأوسط، فهو رجل مختلف بكل معنى الكلمة وهو قائد يفعل أكثر مما يتحدث، فهو لا يظهر إلا عندما يتكلم عن مبادرة جديدة أو مشروع ضخم، وفي مقابلاته لا يتكلم إلا حول الإنجازات، ولا ينسبها إلى نفسه بل إلى المجتمع، فهو قائد مختلف حتى في الكاريزما وفي طرحه، وهو خارج الأنماط التقليدية للقيادة، وأعتقد أنه مستقبلاً سيكون أيقونة لتدريس القائد المختلف، في العالم وليس في المملكة، فما حدث في المملكة ليس أمراً عادياً، بل شيء نفخر به ونرفع به رؤوسنا. فالرؤية التي يقودها متزنة ومتفردة وعابرة للحدود، وهذه من ميزاتها. فالأمير محمد بن سلمان صنع بهجة وحيوية في البلد، فصار للناس طموحات وتنافس في التقدم. وعندما ذُكرت مرتكزات الرؤية الثلاثة ألا وهي: المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح لم تذكر على أنها كلمات صغيرة تناغمية بل هي فعلاً نفذت بكل جدارة. قاد تغيير فلسفة المجتمع د. رفعة اليامي: يعد ولي العهد قائداً تحويلياً، أي من القادة التحويليين، الذي قاد تغيير فلسفة المجتمع وبدأ فيها بالغايات، هناك كاتب اسمه سيمغوند سينك له كتاب يتكلم فيه عن ثلاثة أسئلة يبدأ فيها معظم الناس وأعظم الناس. والأمير محمد بن سلمان من القادة العظماء وهو ملهم، سيتحدث عنه المستقبل وسيشهد له التاريخ، فيذكر الكتاب أن السؤال الذي يبدأ به العظماء هو: لماذا؟ في تركيز على الغايات والمقاصد، والأمير محمد بن سلمان بدأ بالمقاصد، بينما معظم الناس والقادة العاديين يبدؤون ب ماذا؟ فلا يملكون فلسفة التغيير. حفظ الله الوطن وقادة الوطن، ونكون من ازدهار إلى ازدهار. شخص استثنائي أ. أحمد الناصر: شخص استثنائي، وهو نعمة من عند الله تعالى، وشخصية تقف لها احتراماً، أعاد لنا الحياة من جديد. بذلك نختم ندوة «الرياض» عن ذكرى السادسة لبيعة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله–، تهانينا لسمو الأمير ولنا جميعاً بهذا القائد صانع التغيير، ونتطلع للقاء في مناسبات وطنية أخرى. ضيوف الندوة د. إبراهيم النحاس أ. د. الجوهرة الزامل د. رفعة اليامي نورة الوندة القحطاني أحمد الناصر حضور الندوة هاني وفا خالد الربيش صالح الحماد جمال القحطاني عبدالله الحسني نوال الجبر ناصر العماش